استمع إلى المقال

قديما، كان الإنسان يعتمد على تسجيل ملاحظته ومهامه في الأوراق المكتوبة حتى لا ينسى ما يجب عليه القيام به إلى جانب متابعة أعماله اليومية وتحديد مقدار إنتاجيته في أي يوم بعينه، ولكن الأوراق الفيزيائية اختفت مع تطور التقنيات المختلفة، وأصبح من الصعب الاعتماد عليها بشكل كبير كما كان في الماضي. 

لحسن الحظ، تطور التكنولوجيا لم ينسَ هذه الوظيفة الهامة للأوراق، واستبدلها بكوكبة من التطبيقات المختلفة التي تؤدي الوظيفة ذاتها، وتتيح لك تسجيل الملاحظات حتى تتمكن من تنظيم أعمالك ومتابعة مقدار الإنتاجية اليومي، ولكن مثل حال جميع فئات التطبيقات الشهيرة، فإن العدد المتزايد من تطبيقات تدوين الملاحظات يجعل من الصعب على المستخدم اختيار تطبيق بعينه، لذلك نقدم لكم اليوم مجموعة من أفضل 5 تطبيقات تدوين للملاحظات قمنا باختبارها بأنفسنا وساعدتنا كثيرا على التنظيم. 

أهمية تطبيقات تدوين الملاحظات وقوائم “To-Do List” 

البعض لا يرى حاجةً لمثل هذه التطبيقات، ويفضل الاعتماد على ذاكرته الخاصة لتسجيل كافة الملاحظات الهامة التي تمرّ عليه في يومه ومتابعة أعماله، ورغم أن هذا الأمر ممكن وليس صعبا، إلا أن الدراسات الحديثة لا تنصح بذلك، وترى بأن الاستخدام الأفضل لعقولنا هو التفكير بدلا من محاولة الاحتفاظ بالمعلومات لأوقات كثيرة. 

فائدة أدوات تدوين الملاحظات وتنظيم الأعمال تظهر هنا بوضوح، إذ تساعدك هذه الأدوات على توفير قوتك العقلية للتفكير والجوانب الإبداعية بدلا من تخزين المعلومات والملاحظات المختلفة، وهذا هو السبب الذي أوجد الكثير من أنظمة زيادة الإنتاجية وتحسينها. 

استخدام تطبيقات تدوين الملاحظات لا يجب أن يقتصر على المهام اليومية المتعلق بالأعمال فقط، بل يمكنك استخدامها لمراقبة أدائك اليومي في مختلف الجوانب وتسجيل جميع الملاحظات المختلفة سواء كانت ملاحظات متعلقة بالعمل أو المنزل أو حتى الرياضة. 

الميزة الأساسية التي تقدمها هذه التطبيقات هي حرية الاستخدام والتكيف حسب حاجة المستخدم، لذلك إن كان المستخدم في حاجة إلى أداة تسجيل معلومات لاسترجاعها لاحقا، فإن هذه الأدوات تستطيع تأدية هذا الأمر. 

أفضل 5 تطبيقات لتدوين الملاحظات وقوائم “To-Do List” 

جميع التطبيقات الموجودة في هذه القائمة تعمل مع أنظمة التشغيل المختلفة، وتمتلك نسخا خاصة للهواتف المحمولة بأنواعها إلى جانب نسخ للحواسيب وتطبيقات “ويب” يمكن الوصول إليها عبر المواقع الرسمية لهذه التطبيقات. 

تطبيق “Google Keep” 

“جوجل” أطلقت هذا التطبيق كجزء من حزمة تطبيقاتها وخدماتها المتاحة عبر حسابات “جوجل” وخدمات “Google Drive”، وهو موجه بشكل أساسي ليكون تطبيقا لحفظ المعلومات وسهولة العودة إليها لاحقا. 

أهم مزايا التطبيق كونه يعتمد بشكل رئيسي على خدمات “جوجل” السحابية، لذلك يمكن الوصول له بكل سهولة عبر جميع الهواتف والحواسيب بشكل سريع للغاية، وذلك إلى جانب كونه تطبيقا مجانيا لا يمتلك أي متطلبات عدا امتلاك “حساب جوجل” فقط. 

التطبيق مخصص للاحتفاظ بكافة أنواع المعلومات والملاحظات سواء كانت على شكل صورة أو نص أو حتى مقطع صوتي، وهو الأمر الذي يجعله مناسبا للاستخدام السريع المتنوع، كما أن واجهة التطبيق السهلة تشجع على استخدامه وتساعد على الوصول إلى الملاحظات بشكل سريع. 

بساطة التطبيق هي أكبر عيوبه أيضا، إذ يفتقر إلى مزايا الإنتاجية وإدارة العمليات اليومية التي تملكها بقية التطبيقات، ولا يمكنك مشاركة أجزاء بعينها من الملاحظة أو تعيين مهام لمختلف أعضاء فريق العمل من داخل التطبيق. 

 تطبيق “Apple Notes” 

 هذا التطبيق يعد نسخة “أبل” من تطبيق “Google Keep”، إذ تقدمه الشركة حصرا لملاكي أجهزتها، وهذا يعد العيب الأكبر فيه لأنك لن تستطيع الوصول إليه أو استخدامه دون امتلاك أحد أجهزة “أبل”، وتظل الملاحظات موجودة داخله دون وجود إمكانية للوصول إليها من الأجهزة الأخرى.

فيما عدا ذلك، فإن مزايا التطبيق تمتد إلى سهولة الاستخدام والوصول إليه ودعم جميع أجهزة “أبل” والخدمات السحابية التي تقدمها الشركة، مثل أن تضيف بداخله نصوصا أو صور من أجهزة أخرى، وعندما تقوم ببناء أي ملاحظة داخله تجدها بسهولة في بقية أجهزة “أبل” التي تستخدم الحساب ذاته. 

التطبيق قادر على تخزين الملاحظات بشكل صور أو نصوص أو حتى مقاطع صوتية ومقاطع فيديو، وهو يدعم المزايا المتنوعة التي تقدمها “أبل” لأجهزتها ويمكنه الاستفادة من جميع هذه المزايا، كما أن الوصول إليه وإلى الملاحظات المخزنة فيه أسهل كثيرا من بقية التطبيقات. 

تطبيق “todoist ” 

المزايا التي يقدمها تطبيق “todoist” تأتي موجهة لنوع واحد من الاستخدام وهو بناء قوائم المهام المختلفة وسهولة إدارتها والتحكم فيه، ورغم أنه يمتلك مزايا لتسجيل الملاحظات والاحتفاظ بها، إلا أنه ليس الأفضل في هذا المجال. 

التطبيق يعتمد على مزايا التعلم الآلي والأتمتة من أجل إدارة المهام وتسجيلها، وتعد سهولة تسجيل المهام فيه الميزة الأكبر، إذ يمكن تسجيل المهام بسهولة تشبه إرسال الرسائل النصية عبر “واتساب”، ويقوم التطبيق بتوزيع المهام بناء علي الملاحظات المرفقة مع المهمة، إذ يمكن تحديد موعد لتسليم المهمة إلى جانب إضافة مؤشر لأهمية المهمة وإضافتها إلى قائمة بعينها عبر كتابة نص واحد فقط. 

“Todoist” يمتلك نسخة مجانية وأخرى مدفوعة، ورغم ذلك، فإن النسخة المجانية تضم جميع المزايا الموجودة في النسخة المدفوعة، لذلك يمكن للأفراد الاعتماد عليها، وتختلف عنها النسخة المدفوعة في وجود دعم أكبر لأداء الفرق وإدارة مهامها. 

تطبيق “Tick-Tick” 

تطبيق “Tick-Tick” هو اختياري الشخصي المفضل، وذلك لسهولة استخدامه ووجود الكثير من مزايا إدارة المهام وزيادة الإنتاجية بداخلها بما هو أكثر من مجرد تسجيل المهام وتوزيعها، وذلك لأن التطبيق يقدم مجموعة من المزايا الهامة مثل “مصفوفة أيزنهاور” التي تعتمد على توزيع المهام حسب أهميتها وحيويتها، إلى جانب وجود مؤقت “pomodoro” لقياس وقت الإنتاجية الفعلي. 

المزايا تمتد أيضا إلى آليات تسجيل الملاحظات عبر طرق مختلفة، إذ يمكنك إرسال المهام مباشرة إليه عبر تطبيقات التواصل السريعة المختلفة مثل “واتساب” أو “سلاك”، كما يمكنك توزيع المهام في أقسام مختلفة بحسب نوعية العمل الذي تقوم به، وهو يدعم تخزين الملاحظات والتفاصيل المتعلقة بكل مهمة بشكل احترافي للغاية. 

التطبيق يأتي في نسخة مدفوعة وأخرى مجانية، ورغم أن النسخة المجانية تقدم الكثير من المزايا، إلا أنك لن تستفيد حقا من كافة إمكانيات التطبيق إلا عبر النسخة المدفوعة، إذ تتوفر فيها اختيارات مصفوفة أيزنهاور وخيارات أخرى منوعة لتسهيل العمل ومشاركة المهام وإدارتها. 

تطبيق “Notion” 

الكثير ينظرون إلى هذا التطبيق على أنه الابتكار الأهم في عالم الإنتاجية للسنوات الأخيرة، ويصفه البعض بأنه لوحة التحكم في الحياة، وذلك لأنه يقدم لك أداة برمجة دون أكواد تتيح لك بناء لوحة تحكم متكاملة كما ترغب. 

لا حدود لما يمكن لك القيام به من خلال تطبيق “Notion”، إذ يعتمد التطبيق على آلية تشبه صفحات الإنترنت ويمكن داخل التطبيق إضافة مجموعة متنوعة من الأدوات المصغرة التي تتيح لك المزايا المتنوعة للتطبيق. 

دعم الأدوات المصغرة هو نقطة قوة “notion” الأكبر، وهي النقطة التي توفر حرية الاستخدام الكبيرة داخل التطبيق وتمكن المستخدم من إضافة كل ما يرغب فيه بكل سهولة وعبر ضغطة زر واحدة، ولكنها أيضا العائق الذي يقف أمام دخول المستخدمين الجدد إليه. 

“Notion” يعد من أصعب التطبيقات استخدام ويحتاج إلى الكثير من الوقت والمجهود حتى تتمكن من تطويع التطبيق ليناسب منظومة عملك اليومية، ولكن عندما تتمكن من كسر هذا الحاجز في بداية علاقتك بالتطبيق، فإنك تجد أمامك منصة متكاملة لإدارة كافة جوانب حياتك. 

لا يمكن اختيار تطبيق واحد والقول بأنه الأفضل والمناسب لجميع الحالات، وذلك بسبب اختلاف حالات الاستخدام لكل تطبيق واحتياجات المستخدمين وتفضيلاتهم الشخصية، لذلك يجب على المستخدم محاولة استخدام التطبيق بنفسه والتأكد من ملائمته لاحتياجاته. 

التطبيقات التي ذكرناها اليوم هي الأفضل في هذا المجال، وهي قادرة على تلبية جميع احتياجات المستخدمين مهما كانت غريبة أو محددة، كما أنها مجانية في غالبية الأوقات ويمكن الاستفادة منها بسهولة كبيرة. 

كاتب المقال أحمد حسن ينصح بقراءة ...

“أبل” تبحث عن مواهب الذكاء الاصطناعي لمواكبة منافسيها؟