بيّن استطلاع أجرته شركة Voices مؤخرًا، وهي شركة إنجليزية تساعد مؤدّي الأصوات في الحصول على وظائف، أن موقع يوتيوب يُعد أكثر منصة مفضلة للاستماع إلى البودكاست. وشمل الاستطلاع 1002 مستمعًا للبودكاست في الولايات المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 18 و69 عامًا، حيث كان الهدف من الاستطلاع هو إطلاق رؤى جديدة حول عادات وتوجهات الاستماع إلى البودكاست في الولايات المتحدة..

أوضح الاستطلاع أن 57.8٪ من المشاركين فضلوا الاستماع إلى العروض على منصة مشاركة الفيديو المدعومة من جوجل. حيث يقوم منتجو البودكاست بتحميل حلقات بث فيديو كاملة على يوتيوب، باعتبارها منصّة توزيع وتسويق. وذلك رغم أن  يوتيوب لا يتيح الاستماع إلى الصوت أثناء قفل الشاشة وتشغيلها في الخلفية إلا للأعضاء المشتركين بالخدمات المدفوعة. 

 يأتي سبوتيفاي حسب الاستطلاع بعد يوتيوب مباشرًة، حيث يفضّله 53.6٪ من المستمعين. بينما كان 41.1٪ يستخدمون آبل بودكاست، و 37.9٪ يفضّلون جوجل بودكاست. وأخيرًا حصل تطبيق Audible من أمازون على نسبة 29.7٪ من المستطلَعين.

ومضات من تاريخ البودكاست

بدأ تداول عبارة “التدوين الصوتي” مطلع الثمانينات من القرن المنصرم، ولكن لم يدم هذا المحتوى طويلًا بسبب الافتقار إلى وسائل توزيع التسجيلات، ما أدى إلى توقفه لمدة 20 عامًا تقريبًا.

في أكتوبر / تشرين الأول 2001، أطلقت شركة آبل أول مشغل موسيقى محمول، حمل اسم “iPod”. أحدث هذا الجهاز رغم بساطته ثورة في صناعة الموسيقى، وأدى إلى بزوغ مفهوم نقل “المدونات الصوتية” إلى مشغل الصوت كملف بصيغة MP3 وإمكانية تداوله وانتشاره بسهولة.

في عام 2004، قام المذيع السابق لقناة MTV التلفزيونية، آدم كاري، بالتعاون مع مطور البرامج ديف وينر، بتطوير برنامج يُعرف باسم iPodder، ما أتاح للأشخاص حفظ المدونات الصوتية على جهاز iPod الخاص بهم. وفي أواخر عام 2004، ظهر أول مزود خدمة بودكاست Libsyn.com (Liberated Syndication). وقبل نهاية العام، تجاوز عدد زيارات جوجل لمصطلح “بودكاست” 100 ألف زيارة.

مع حلول عام 2005، أضافت آبل رسميًا البث الصوتي إلى مكتبة موسيقى iTunes الخاصة بها. وخلال مقابلة، أوضح ستيف جوبز كيفية إنشاء بودكاست باستخدام جهاز الماك الخاص بالمستخدم ومشاركته. 

شعبية البودكاست بالأرقام

شهدت المدونات الصوتية نموًا مستمرًا في شعبيتها لدى مستخدمي الإنترنت على مر السنوات الماضية، ويعود ذلك إلى نمط الحياة المتسارع الذي يعيق المستخدمين في قراءة النصوص الطويلة. وعلى عكس المحتوى المكتوب أو المرئي، يعد الاستماع إلى البودكاست أمرًا بسيطاً وبمتناول الجميع تقريبًا.  

يُظهر تقرير أصدره فريق Marketing Dive، وهو فريق يقدم أبحاثاً مفصلة لأكثر الأخبار والتوجهات تأثيراً في مجال التسويق والإعلانات، أن عائدات الإعلانات من البودكاست في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفعت بنسبة 19% في عام 2020 وحده لتصل إلى 842 مليون دولار أمريكي. وحسب تقرير مكتب الإعلان التفاعلي “IAB”، وهو منظمة تُعنى بتطوير معايير صناعة الإعلانات، تبيّن أن العديد من الشركات في الولايات المتحدة تنفق الكثير من الأموال للترويج لنشاطاتها من خلال البودكاست. 22٪ من إجمالي إيرادات الإعلانات في عام 2019 أنفقتها العلامات التجارية الخاصة بالصحة، وجاءت الأجهزة المنزلية في المرتبة الثانية بنسبة 19%، بينما شكلت العلامات التجارية للأطعمة والمشروبات نسبة 13%.

بخصوص ديموغرافية مستمعي البودكاست، أوضح تقرير من Statista أن 53 % من مستمعي البودكاست في الولايات المتحدة  هم ذكور، و46 % إناث و1 % غير ذلك. أما بالنسبة لأعمار المستمعين، فقد جاء في تقرير عن الاستهلاك الشهري للبودكاست في الولايات المتحدة الأمريكية، أجراه فريق Edison Research، وهو فريق مختص بجمع وتحليل البيانات،  أن الأشخاص الذين تتراوح  أعمارهم بين 12 و34 سنة يشكلون 47% من المستمعين، فيما تأتي الفئة العمرية التالية بين الـ 35 و54 سنة بنسبة 33%، ويشكل من هم فوق الـ 55 عاماً حوالي 20٪ من المستمعين. 

كاتب المقال نيرودا الحسين ينصح بقراءة ...

لماذا تتخلّى آبل عن الصّين؟ وما هي البدائل؟