استمع إلى المقال

واقعيا، فإن المخاوف من معضلات الذكاء الاصطناعي وسقطاته، خصوصا تحيّزاته وتضليله تزداد يوما بعد آخر، وهنا بدأت التحركات لحل تلك المشاكل، آخرها من قبل “OpenAI”، فما هي الطريقة وهل تنجح.

 شركة “OpenAI” هي المطوّرة لبرنامج “ChatGPT” المولد بوساطة الذكاء الاصطناعي، والذي أحدث طفرة بمجال التقنية، ولكن المخاوف من الذكاء الاصطناعي دفعها لمراجعة خططها تمهيدا لمستقبل أفضل، لا لمستقبل مرعب.

في هذا الإطار، أعلنت الشركة عن 10 منح بقيمة 100 ألف دولار لأي شخص لديه أفكار جيدة حول كيفية التحكم في الذكاء الاصطناعي للمساعدة في معالجة التحيز والتضليل والعوامل الأخرى.

لمن ستقدّم المنح؟

بحسب بيان للشركة، فإن “المنح ستقدم إلى المشاركين الذين يقدمون إجابات للأسئلة الأكثر إلحاحا التي يمكنها أن تحل المعضلات المتداولة حول الذكاء الاصطناعي، مثل هل ينبغي السماح لهذه التقنية بإبداء رأي في الشخصيات العامة”.

أنظمة الذكاء الاصطناعي “يجب أن تفيد البشرية جمعاء، وأن يتم تشكيلها بحيث تكون شاملة قدر الإمكان”، وفقا للشركة التي أردفت أنها أطلقت برنامج المنح “لاتخاذ خطوة أولى في هذا الاتجاه”.

في السياق، قالت وكالة “رويترز”، إن “هذه المنح قد لا تشمل الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي”. 

ما يجب ذكره، أن معظم مهندسي الذكاء الاصطناعي يكسبون أكثر من 100 ألف دولار سنويا، ويمكن أن يتجاوز الرقم 300 ألف دولار للمواهب الاستثنائية.

ما وراء خطوة “OpenAI”؟

خطوة “OpenAI” تأتي، بعد أن كشفت تقارير عديدة عن حالات لنتائج متحيزة ناتجة عن الذكاء الاصطناعي، خصوصا وأن هناك مخاوف متزايدة من أن الذكاء الاصطناعي عند عمله جنبا إلى جنب مع محركات البحث مثل “جوجل” و”بينغ” قد يولد معلومات مضللة ومقنعة بشكل كبير.

كمثال على مشاركة الذكاء الاصطناعي في نشر معلومات مضللة، كان نشره أحدث صورة مزيفة لانفجار بالقرب من “البنتاغون”، الأمر الذي أحدث تأثيرا مؤقتا على سوق الأسهم، ناهيك عن الصورة المزيفة التي تظهر اعتقال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. 

قبل هذه الخطوة، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI” سام ألتمان عن مخاوفه بشأن المخاطر المحتملة المرتبطة بتقنية الذكاء الاصطناعي، وذلك إبان مثوله أمام لجنة فرعية في “مجلس الشيوخ” الأميركي، مؤكدا أنه إذا حدث خطأ ما فقد تكون العواقب وخيمة.

أخيرا، رغم وجود العديد من الطلبات لتبني لوائح أكثر صرامة، فإن “الكونغرس” لم ينجح في سن قوانين جديدة تحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي، في وقت لم ينته “الاتحاد الأوروبي” بعد من تشريع قانون تنظيم الذكاء الاصطناعي، لذا لجأت “OpenAI” بنفسها لمحاولة حل هذه المعضلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات