استمع إلى المقال

الواقع يقول إن العراق على موعد قريب جدا من تبني إصدار “IPv6″، فكيف ستكون تداعياته على البلاد، وما أسباب المخاوف من تبنيه.

هيئة الإعلام والاتصالات أعلنت عبر رئيسها علي المؤيد، خلال كلمة له في القمة الإقليمية للإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت (IPv6 Summit) المنعقدة مؤخرا بتونس، أن “العراق على موعد قريب من تبني الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت IPv6”.

ما هو “IPv6″؟

في مجال الإنترنت يوجد ما يسمى بالبروتوكولات، التي تعنى بتنظيم الاتصال بين الأجهزة والخوادم (Servers) لضمان تدفق المعلومات بشكل صحيح وسريع، ومن هذه البروتوكولات هو الـ IP  مختصر (internet protocol) بالعربية (بروتوكول الإنترنت).

وظيفة هذا البروتوكول, هي إعطاء كل جهاز كمبيوتر أو أي جهاز آخر يتصل بالإنترنت رقم أو عنوان خاص به يسمى (عنوان IP) او (IP address)، ويتم ذلك بواسطة مزودي خدمة الإنترنت. 

في بعض الأحيان وبسبب كمية المستخدمين والأجهزة المتصلة بالإنترنت، يُعيّن مزودو خدمة الإنترنت عنوان IP نفسه لعدد من الأجهزة ونتيجةً لذلك، قد تحصل أجهزة متعددة على عناوين IP متطابقة.

في العراق، فإن مزودي الخدمة هم شركات الانترنت والاتصالات التي توفر اشتراكات خدمة الانترنت، حيث تعمل هذه الشركات تحت رقابة هيئة الإعلام والاتصالات العراقية.

الإصدار الحالي من الـ IP هو الـ (IPv4) أي الإصدار الرابع، الذي يتكون من 32 بت (Bit) ويقسم على أربع خانات من الأرقام، كل خانة تحتوي على رقم من 0 إلى 255، وبالتالي يكون مجموعهم 256 عنوانا. 

كل خانة من هذه الخانات تسمي (Octet) وهي ترمز للرقم 8، حيث الخانة الواحدة تحتوي 8 بت (Bit)، فالخانة الواحدة تحتوي على أي رقم من 2^1 إلى 2^8 (اثنين أُس ثمانية)، ويسمح ذلك بإعطاء 4.3 مليار عنوان.

لماذا الخوف من الإصدار السادس؟

مع تطور وسائل الاتصال وانتشار ثقافة الإنترنت حول العالم، تزايد أعداد دخول الأشخاص حول العالم بشكل كبير، مما أدى إلى نفاذ تلك العناوين المكونة حسب الـ (IPv4)، فكان لا بد من اكتشاف طريقة جديدة تتم العنونة عن طريقها، بحيث تعطينا مساحة أكبر من العناوين مع تزايد المستخدمين الذين يدخلون إلى شبكة الإنترنت يوميا، وهناء جاء الـ “IPv6″، وهو أحدث إصدارات بروتوكول الإنترنت.

هذا الاصدار له محاسنه العديدة، إذ سيتضمن تحسينات جديدة ومعالجة الحزم بشكل أكثر كفاءة، بالإضافة إلى إدخال مجموعة من التحسينات لزيادة الأداء والأمان، لكن رغم ذلك، هناك مخاوف شعبية من الإصدار، فما السبب. 

المخاوف تكمن بإمكانية استغلال “IPv6” في تقييد حرية التعبير والرأي التي تمارس عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وذلك لما سيوفره الإصدار الجديد من وصول دقيق وسريع لعناوين المستخدمين على الإنترنت.

هذا الأمر يعني زيادة الرقابة بشكل أكبر من قبل الحكومة العراقية على المستخدمين، من خلال إمكانية تحديد عنوان IP بدقة لأي مستخدم، وبالتالي الوصول إلى عنوانه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
5 4 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات