مراجعة لعبة Back 4 Blood، لعبة فوضوية بمتعة ضئيلة

مراجعة لعبة Back 4 Blood، لعبة فوضوية بمتعة ضئيلة
استمع إلى المقال

أن تكون متعة اللعبة مرهونة بقتل عدد هائل من المخلوقات الغريبة بأسلحة فتاكة دون أن تمتلك هذه المخلوقات أدنى درجات الذكاء وتقتل بطلقة واحدة، فأقصى مدّة يمكن الاستمتاع بها بهذه اللعبة لا تتجاوز الساعتين، هذه هي لعبة Back 4 Blood.

تم إطلاق اللعبة في 12 أكتوبر من العام الجاري، وهي لعبة جماعية تتبع أسلوب إطلاق النار من منظور الشخص الأول، تم تطويرها من شركة Turtle Rock وهي لعبة يواجه فيها اللاعبون مخلوقات غريبة “الموتى الأحياء” بالعديد من الأسلحة حتى يصلوا إلى منطقة آمنة لينتقلوا بعدها إلى المرحلة التالية.

يختار اللاعبون إحدى الشخصيات قبل أن تبدأ المواجهة ويطورون من قدراتها بالتقدم في اللعبة، يختارون أسلحتهم وتكون مهمتهم هي أن ينتقلوا من نقطتهم الحالية إلى النقطة الآمنة التالية، ليواجهوا على الطريق أعداد متنوعة من هذه المخلوقات بقدرات مختلفة.

القصة:

طفيلي قدم إلى الكوكب وأصاب معظم البشر وحولهم إلى كائنات تسمى بال Ridden وهي مخلوقات مروعة، غريبة وعدوانية. مجموعة من الناجين الذين أطلقوا على أنفسهم “المنظفون” يحاولون البقاء على قيد الحياة وحماية ما تبقى من البشر ليواجهوا هذه المخلوقات الشريرة ويطهروا الأرض منها. هذه المجموعة مكونة من 8 أشخاص بخلفيات وقصص متنوعة. الشخصيات وبالرغم من تنوعها لا يتعلق اللاعب بها وبالكاد خسارتها أو موتها يشكل فارقاً في اللعبة، وذلك يعود بالطبع إلى عدم إعطاء الوقت اللازم لإدارة الحوارات بين هذه الشخصيات وإظهار صراعاتها ونقاط ضعفها.

جميع الشخصيات في لعبة Back 4 Blood | المصدر: المصدر: Turtle Rock Studios

ال Ridden هم أيضاً أنواع وبدون ذكر سبب واضح لتنوعهم في القصة، فمنهم من يمتلك أياد ضخمة ومنهم من يفجر نفسه بالقرب منك ومنهم من يطلق صرخات عالية ليوقظ بقية زملاءه، إلا أن جميعهم يقتلون إما بإطلاق النار بشكل عشوائي عليهم أو بالتصويب على نقطة ضعف معينة في جسدهم.

القصة مقسمة على4 فصول وكل منها يمتلك عدة أقسام يتجاوزها اللاعب لينتقل إلى الفصل التالي. بالرغم من أن المطورين حاولوا جذب انتباه اللاعب بها إلا أنها سطحية ومكررة جداً، وزاد من سوءها عدم إعطاءها الوقت الكافي من قبل المطورين، إذ لا يمتلك اللاعب الوقت لفهم دوافع الشخصيات وسبب وجودها هنا. هناك بعض الجمل الحوارية التي تدار بين الشخصيات خلال اللعبة، وبالرغم من أنها تحاول أن تخلق أجواء لطيفة وكوميدية إلا أنها غير مجدية في جذب انتباه اللاعب لها.

فشل اللعبة في تقديم قصة ملفتة للاعبين يعود سببه أيضاً إلى فوضى عناصر اللعبة بشكل عام، الكثير من الأسلحة والكثير من المؤثرات والمخلوقات الغريبة التي تموت سريعاً لا تخلق سوى أجواء حرب هزلية لا يحملها اللاعب على محمل الجد إطلاقاً.

أسلوب اللعب:

اللاعب كما معظم ألعاب إطلاق النار يمتلك سلاحين إحداها خفيف مثل مضرب، سكين، منشار، أو مسدس، والآخر سلاح ثقيل مثل الأسلحة الرشاشة أو القناص. بالإضافة إلى عدة متنوعة مثل القنابل وعدة الإسعافات الأولية وصاعق في حال تم القبض عليك من قبل هذه المخلوقات.

بإمكان اللاعب المشي والركض والقفز كما أن لكل واحد خط يمثل نسبة الأوكسجين في الرئتين، الذي يتفرغ بسرعة شديدة لا تتجاوز عدة ثواني ويعجز بعدها عن الركض، تُساعد هذه العناصر على حبس الأنفاس وزيادة التوتر خلال اللعبة.

بالرغم من أن اللعبة قد تبدو للوهلة الأولى جيدة من ناحية التحكم وأسلوب اللعب، إلا أنك بالتجربة تكتشف العديد من المشاكل فيها.

إحدى المشاكل هي سوء اختيار نظام اللعبة، أي متى تكتمل المهمة ومتى تفشل، ففي حين يبدو أن المهمة تكتمل بمجرد وصول جميع اللاعبين إلى النقطة الأخيرة ومن ثم إغلاقهم للباب، توجد بعض المهمات التي يجب فيها تدمير السفينة باستخدام قنبلة تُثبت في الطابق السفلي منها لقتل كل المخلوقات على متنها. من الغريب إنه إذا نجى أصدقاؤك ووصلوا إلى النقطة المطلوبة بينما أنت لم تنجُ من التفجير وقُتلت مع تلك المخلوقات، ستجد نفسك مع أصدقائك في الفيديو الذي يلي عبارة أن المهمة اكتملت وتنتقلون إلى المهمة التالية.

اقرأ أيضا: مراجعة الموسم 11 من Apex Legends

فيزيائية اللعبة:

من أكبر مشاكل اللعبة لدرجة أنها تثير التساؤل عن كيفية تطوير لعبة كهذه في عام 2021. المخلوقات تتداخل ببعضها وتركض في السماء، التصادم والركل الذي توجهه لك هذه المخلوقات يبدو غير واقعياً على الإطلاق.

ال Ridden في لعبة Back 4 Blood عالق في السماء

أجساد المخلوقات الميتة على الأرض لا تتفاعل بتاتاً مع اللاعبين، كما أنها لا تظهر المكان الدقيق الذي تعرضت فيه للنار.

كما أن حركة الشخصيات تبدو أيضاً غير واقعية بالنسبة للعبة صُدرت حديثاً، حيث إن الشخصيات تتحرك وكأن لها مفصل واحد وهو مفصل الحوض تماماً مثل الأجزاء الأولى من لعبة Counter Strike.

حركة المخلوقات تبدو مزيفة جداً وتتداخل بشدة مع العناصر المحيطة بها من السيارات والأبنية المهجورة. كما أن الدم الذي يصدر منها أثناء التصويب لا يظهر أدنى درجات التفاعل مع العناصر المحيطة.

تداخل بين جثة إحدى المخلوقات، الشخصية والسيارة من لعبة Back 4 Blood

كل هذا يقلل بالطبع من واقعية اللعبة ويقلل من درجة الإثارة فيها. حيث كان من الأفضل تقديم تجربة أفضل من ناحية أسلوب اللعب، وذلك لأنه من أكثر الجوانب التي تساعد في نجاح نوع كهذا من الألعاب.

نظام البطاقات:

وهو نظام يمكّن اللاعب من تطوير قدرات الشخصية واقتناء أدوات فريدة قبل بدء اللعبة، حيث يستطيع اللاعب من خلاله زيادة سرعة الشخصية أو زيادة المدة التي باستطاعتها أن تركض فيها أو أن تمتلك نقاط صحة أعلى من المعتاد.

النظام وبالرغم من أنه غير منسجم مع سياق اللعبة نفسها، إلا أنه يبدو ممتعاً ويضع اللاعب في مكان يجب فيه أن يختار بحذر ما يحتاجه خلال اللعبة وأن يدرك تماماً نقاط ضعفه وقوته.

ما قد تجاهله المطورون برأيي هو أن اللعبة سهلة جداً ولا يحتاج فيها اللاعب إلى أدوات إضافية لقتل هذه المخلوقات التي تموت أصلاً ببضع طلقات طائشة.

البطاقات في اللعبة

الأسلحة:

الأسلحة في اللعبة متنوعة بشدة، إذ أن اللاعب حرفياً لا يمتلك الوقت الكافي للتعرف عليها كلها خلال اللعب، فجميعها تقتل وجميعها قوية وجميعها تمتلك نفس القدرة التدميرية، حتى السكين.

يبدأ اللاعب اللعبة بسلاح قد اختاره سابقاً، ويمتلك إمكانية تغيير السلاح على مدار اللعبة، إذ يوجد عدد كبير من الصناديق التي تحمل عدداً كبيراً من الأسلحة. وليست بالمشكلة الكبيرة إن لم تمتلك سلاحاً أصلاً، احمل مضربك أو أي سلاح خفيف تملكه وبالكاد ستلاحظ الفرق، إذ أنها جميعها تقتل وتمنع المخلوقات من الاقتراب منك.

أكثر شيء مستفز في اللعبة نفسها إنها لا تقدم لك إمكانية نقل ملحقات سلاحك المراد تبديله إلى سلاح آخر تريد حمله. إذ أن الملحقات مثبتة على السلاح ولا يمكن التحكم بها داخل اللعبة.

إذا قمنا باختيار أكثر عنصر غير واقعي في اللعبة فستكون حتماً الأسلحة بمختلف أنواعها، مع أنه كان من المفترض أن تكون أكثر شيء يتم التركيز عليه في اللعبة. جميع الأسلحة بالكاد تمتلك ارتداداً، وجميعها تكون عملية التلقيم فيها سريعاً بشكل غير طبيعي. كل هذا يجعل من أسلحة اللعبة أسلحة غير منطقية وغير واقعية إطلاقاً.

بيئة اللعبة والإضاءة:

لعل العاملين على هذه الجزئية هم من أكثر المتضررين من إنتاج هذه اللعبة، البيئات التي يبدو تصميمها في اللعبة رائعاً ومشوقاً، وهذا بالضبط ما يجعل كل شخص يشاهد تشويقيات اللعبة يشتريها.

البيئات تبدو متنوعة وتخلق أجواءً من الرعب عبر الضباب والغبار والآليات المدمرة عبر المراحل. كما إن الإضاءة لا تقل روعة عنها، فالإضاءة منتشرة بشكل رائع ومنطقي داخل كل المراحل، بالإضافة إلى أن الإضاءة الديناميكية تبدو واقعية جداً وتساعد البيئة في تقديم نفسها للاعب.

الأشعة الحجمية في لعبة Back 4 Blood | المصدر: Turtle Rock Studios

أصوات اللعبة:

الأصوات أيضاً داخل اللعبة تبدو واقعية جداً من أصوات الوحوش إلى أصوات إطلاق النار والشخصيات نفسها، جميعها حاولت تقديم تجربة ممتعة بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية التي تخلق أجواءً من الحماس والمتعة.

كان بالإمكان العمل أكثر على الأصوات الثانوية مثل صوت إطلاق العيارات النارية على الحديد والعناصر المختلفة في اللعبة، ولكن تبدو اللعبة بشكلها العام غير مهتمة بالتفاصيل الدقيقة البتة.

المواصفات المستحسنة للتشغيل:

المعالج: AMD Ryzen 7 1800X (3.6 GHz) أو  Intel Core i5-8400 (2.8 GHz)

كرت الشاشة: AMD Radeon RX 590 أو NVIDIA GeForce GTX 970

الذاكرة العشوائية (RAM): 12 GB

المساحة: 40 GB

كما يمكن شراء اللعبة من متجر Steam

الملخص والتقييم النهائي:

اللعبة صاخبة إلى حد كبير، ومن السيء أن الشركة المطورة للعبة لا تدرك أن الصخب والأسلحة الفتاكة لا تكون كافية لتقديم تجربة لعب جيدة. تبدأ اللعبة، تحمل سلاحك، وتبدأ بقتل عدد كبير من هذه المخلوقات التي تشبه الدمى، حتى تمل وتغلق اللعبة، لن تندمج مع الشخصيات في اللعبة، لن تلتفت إلى القصة التي تتحرك الشخصيات بداخلها، ولن تشعر بأدنى درجات الرعب. ويضاف إلى كل هذا الفيزيائية غير المنطقية في اللعبة والمشاكل التقنية الأخرى فيها. فبتجربة لعب دامت لنحو 15 ساعة، حدثت أخطاء في اللعبة واُغلقت تلقائياً أكثر من 5 مرات بدون سبب واضح.

برأيي أن اللعبة كانت تحتاج إلى وقت تطوير أطول، كان يجب أن يُلتفت إلى الكثير من العناصر قبل إطلاقها. وبالرغم من مشاكلها الكبيرة يبقى سعرها العالي أيضاً موضع جدل وعن الجدوى الحقيقية من صرف مبلغ على لعبة كهذه.

التقييم النهائي 3 من 10.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.