استمع إلى المقال

تطوير “ChatGPT” تمّ من قبل شركة “OpenAI” وأُصدر في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وهو يستند إلى عائلة “GPT-3” الخاصة بالشركة لنماذج اللغات، وتم ضبطه بدقة باستخدام تقنيات التعلم المراقب والتعليم المدعوم باستخدام إصدار “GPT-3.5″، وهو محول توليدي مُدرّب مسبقا.

المدربون البشريون استخدموا كلا النهجين لتحسين أداء النموذج، وفي التعلم المدعوم، قدم المدربون المحادثات التي يلعب فيها كلا الجانبين (المستخدم ومساعد الذكاء الصنعي) لتعليم النموذج، وقد حصل نموذج “ChatGPT” على اهتمام كبير؛ بسبب ردوده وإجاباته المفصلة في عدة مجالات من المعرفة.

الكثير من الشركات حول العالم بدأت تتسابق في ضم هذه التقنية إلى برامجها وتقنياتها، وبالرغم من عدم ارتباطه بالإنترنت وتأكيد من الشركة بأن البيانات المدخلة في البرنامج تعود لعام 2021، في حين لا يزال العالم بحالةٍ من عدم استيعاب قدرة هذه التقنية المذهلة بعد، ناهيك عن احتدام النقاشات بين مؤيد ومعارض لهذه التقنية، قامت الشركة قبل يومين 14 آذار/مارس بإطلاق إصدار أحدث من هذه التقنية تحت اسم “GPT-4” على نحو مفاجئ.

فما هو “GPT-4″، وما هي أبرز ميزاته الجديدة، وكيف يختلف “ChatGPT” عن “GPT-4″، وما هي التطبيقات المحتملة له في المستقبل.

قد يهمك: أنشأت “ChatGPT” وبدايتها من “تسلا”.. من هي ميرا موراتي؟

ما هو “GPT-4″؟

“GPT-4” هو اختصار لـ Generative Pre-trained Transformer 4، وهو نموذج لغوي ذكي يستطيع إنشاء نصوص مقنعة وإبداعية عند إعطائه مدخلات لغوية، تم تطويره وإطلاقه من قبل شركة “OpenAI” في 14 آذار/مارس 2023.

“GPT-4” يُعد أحدث إصدار من أنظمة نماذج اللغة الكبيرة في شركة “OpenAI”، والتي يتم تدريبها على التنبؤ بالكلمة التالية في جملة عن طريق تناول كميات هائلة من النصوص من الإنترنت وإيجاد أنماط من خلال التجربة والخطأ، وهو نموذج متعدد الوسائط، لأن بإمكانه قبول النصوص والصور والرد بالنص.

سيكون “GPT-4” متاحا بتنسيق محدود على “ChatGPT Plus”، وهو إصدار مدفوع من روبوت الدردشة الخاص بالشركة، وسيكون متاحا أيضا للشركات بغية دمجها في منتجات أخرى، فيما كانت “مايكروسوفت” سباقة عن غيرها من الشركات في استخدام نموذج “GPT-4” في محرك بحثها “Bing” قبل بضعة أسابيع.

مايكروسوفت تستخدم GPT-4 قبل خمسة أسابيع

أكثر واقعية

شركة “OpenAI” ذكرت أن “GPT-4” قادر على تحقيق نسبة نجاح تصل إلى 90 بالمئة في اختبار نقابة المحامين الموحدة، وهو الاختبار الخاص بنيل شهادة المحاماة، كما صرحت الشركة بأن احتمالية الرد على استفسارات “المحتوى غير المسموح به” أقل بنسبة 82 بالمئة مقارنة بـ “GPT-3.5″، مما يجعله أكثر أمانا.

في مقطع فيديو صادر عن “OpenAI” يوم الثلاثاء الفائت، ذكرت الشركة أن “GPT-4” يمكنه معالجة مدخلات نصية تصل إلى 25000 كلمة، أي ثمانية أضعاف ما يمكن معالجته باستخدام “ChatGPT”. كما أشارت الشركة إلى أن “GPT-4” تم تدريبه ليكون أكثر واقعية وأمانا.

أحد موظفي شركة “OpenAI” قال في إعلان مرئي للشركة، بأن هذا النظام قادر على جعل الأفكار والأحلام تزدهر من مجرد نص، وأعلنت شركة “OpenAI” أن النظام يمكنه الإجابة على الأسئلة بناء على صورة يمكن رفعها على البرنامج، ولكن هذه القدرة لن تكون متاحة للجمهور في الوقت الحالي.

“GPT-4” يُعد نموذجا كبيرا متعدد الوسائط، مما يعني إمكانية قبوله لمدخلات النصوص والصور والنصوص المكتوبة بخط اليد، ويستطيع أيضا قراءة الرسوم البيانية التي يتم تحميلها وإجراء حسابات بناء على البيانات المقدمة.

القدرات الفكرية في هذا النموذج تم تحسينها لتتفوق على “GPT-3.5” في سلسلة من محاكاة للاختبارات المعيارية، كما يوضح الرسم البياني أدناه.

مقارنة GPT-4

الوصول إلى “GPT-4”

حتى الآن، لم تتح إمكانية الإدخال المرئي لـ “GPT-4” من “OpenAI” على أي منصة؛ بسبب اتفاقية تعاون الشركة مع شريك واحد للبدء في استخدام هذه التقنية، ومع ذلك، هناك طرق أخرى للاستفادة من إمكانات “GPT-4” في الإدخال النصي.

إذا كنت ترغب في تفعيل إمكانية إدخال النص “GPT-4” على “ChatGPT”، يمكنك الاشتراك في “ChatGPT Plus”، وهو اشتراك شهري بقيمة 20 دولارا يوفر للمستخدمين إمكانية استخدام هذه التقنية، ويمكن لمستخدمي “ChatGPT Plus” الآن تفعيل ميزة الردود بواسطة “GPT-4” من خلال قالب الاستجابة في واجهة الاستخدام وهو اختياري، ولكن يجب أن تتذكر أن استخدام نموذج “GPT-4” محدود حاليا (100 رسالة كل 4 ساعات).

يمكن الوصول إلى القدرة النصية الرائعة لـ “GPT-4” مجانا عبر استخدام دردشة “Bing”، الذي يُعتبر روبوت الدردشة الجديد من “مايكروسوفت”، يستخدم تقنية اللغات الكبيرة “LLM” الأكثر تقدما في “OpenAI”، وقد أجريت 45 مليون محادثة على هذه المنصة خلال شهر واحد من الإطلاق، حيث يضم “Bing” الجديد أكثر من 100 مليون مستخدم نشط يوميا، وفقا لتصريحات يوسف مهدي، نائب رئيس الشركة ومدير تسويق المستهلك في “مايكروسوفت”.

شعبية روبوت الدردشة “Bing” تتمثل بامتلاكه نفس قدرات “ChatGPT”، ولكن يتمتع بالوصول الكامل إلى الإنترنت، وهذا ما يفتقده الأخير، ويمكن للجمهور الانضمام إلى قائمة الانتظار للحصول على حق الوصول والاستمتاع بخدماته.

قد يهمك: الجانب المظلم من “ChatGPT”.. هل يسهل عمل مجرمي الإنترنت؟

قدرات GPT-4

منذ إعلان شركة “OpenAI” عن “GPT4” قبل 48 ساعة فقط، ظهرت العديد من الشركات التي قامت بترقية خدماتها من “GPT3” إلى “GPT4″، وانتشر العديد من الخدمات الجديدة أيضا، يعود تطور تلك الخدمات على نحو أساسي إلى قدرة النظام الجديد على فهم الصور والسياق الطويل، إليكم بعض الأمثلة.

خلال التغريدة التالية، وضح صاحب التغريدة إمكانية “GPT-4” تحويل صورة لورقة تم كتابتها بخط اليد لأكواد برمجية إلى موقع ويب مصمم من خلال “html” و”JavaScript” و”CSS” يعمل بكفاءة عالية.

يمكن للمستخدمين تحميل صور مثل صورة لطحين، زبدة، بيض وحليب وسيقوم “GPT-4” بترشيح بعض الأطباق الشهية التي يمكن صنعها بهذه المكوِّنات.

التعرف على مكونات الصورة عن طريق نظام GPT-4

“دولينغو” لتعليم اللغات

تم الإعلان عن إطلاق مستوى جديد للاشتراك في تطبيق تعلُّم اللغات الشهير “دولينغو”، والذي يحمل اسم “دولينغو ماكس”، ويتميز بتجارب تعلّم مدعومة بتقنية الذكاء الصنعي، تم تطوير النسخة الجديدة من التطبيق بالتعاون مع شركة “OpenAI” مع نظامها الأحدث، لتقديم دروس لغوية بطريقة شخصية للغاية وفقًا لوصف الشركة.

ميزتان جديدتان تم إضافتهما إلى “دولينغو ماكس” وهما “شرح إجابتي” و”لعب الأدوار”، تتيح الميزة الأولى للمستخدمين الحصول على توضيح مفصل لإجاباتهم عن التمارين، بينما توفر ميزة “لعب الأدوار” طريقة تفاعلية لممارسة مهارات المحادثة مع شخصيات افتراضية داخل التطبيق.

الميزات الجديدة تتوفر حاليا في دورات اللغتين الإسبانية والفرنسية للمتحدثين بالإنجليزية على نظام التشغيل “iOS”، ويخطط “دولينغو” لتوفير المزيد من الدورات على المنصات ولغات أخرى في المستقبل.

تطبيق دولينغو ماكس مع تحديثات GPT-4
دولينغو ماكس

حول استخدامات النظام الجديد المتنوع، قررنا أن نقوم بتوجيه السؤال لدردشة “Bing” القائمة على النظام نفسه “GPT-4″، كان الجواب كما يلي.

  • مولد نصوص، يمكن استخدام “GPT-4” لإنشاء نصوص جذابة ومقنعة لمنصات مثل “إنستجرام”، والتي تحتوي على أكثر من 2 مليار مستخدم نشط شهريا.
  • توليد فكرة المحتوى، يمكن استخدام “GPT-4” لإيجاد أفكار جديدة ومبتكرة للمحتوى دون الحاجة إلى إجراء بحث طويل.
  • الشات بوت وخدمة العملاء، يمكن استخدام “GPT-4” لإنشاء روبوتات محادثة ذكية وودية، تستطيع التفاعل مع العملاء والإجابة على استفساراتهم وحل مشاكلهم.
  • زيادة التفاعل والزيارات، يمكن استخدام “GPT-4” لإنشاء عناوين جذابة وأسئلة ذكية، تساعد على جذب اهتمام المستخدمين وزيادة حركة المرور على الموقع.
  • التعلُّم، يستطيع “GPT-4” أن يساعد على تطوير أدوات التعلم المخصص وتقديم دروس شخصية للطلاب في المدارس، وحتى تقييم الواجبات، مما يغير طرق تقديم التعليم.
  • الرؤية الحاسوبية، يستطيع “GPT-4” أن يتفاعل مع البيانات المرئية، كالصور، فبإمكانه إظهار صور مناسبة لأسئلة المستخدم، أو إضافة نص إلى صور، أو حتى إنشاء صور من نص، كذلك بإمكانه إظهار صور مناسبة للأغاني أو القصائد.
  • الابتكار الإبداعي، يستطيع “GPT-4” أن يولد نصوص في مجالات فنية وثقافية، كالقصائد والروايات والمقالات، ويمكن لـ “GPT-4” أن يتعلم من أساليب الكتابة المختلفة، وأن يستوحي من الموضوعات والأحداث الراهنة، وأن يخلق نصوصا فريدة وممتعة، بعض الأمثلة على ذلك هي.
  • قصائد ، يمكن لـ “GPT-4” أن يولد قصائد بأشكال وأنماط مختلفة، كالغزلية والحرة والشعبية، كذلك، ويمكن لـ “GPT-4” أن يستخدم القافية والإيقاع والمجازات في قصائده، مثلا.
قصيدة من توليد GPT-4

“GPT-4” إلى أين؟

كأسلافه من الذكاء الصنعي، حذرت شركة “OpenAI” من أن “GPT-4” لا يزال غير موثوق به بالكامل، وأنه قد يتسبب في ظاهرة الهلوسة، وهي اختراع حقائق غير صحيحة أو ارتكاب أخطاء منطقية.

من الصعب أو شبه المستحيل التكهن بمستقبل “GPT-4″، بسبب سرعة تعلمه فهو مبني على نظام التعلم الآلي إلذي يزداد معرفة من خلال الدردشة وإدخال البيانات، في المقابل هناك بعض التحديات والمخاوف التي يواجهها هذا النظام.

من بين هذه التحديات، يحتاج النظام إلى قدر كبير من القوة الحاسوبية، مما قد يجعل من الصعب الحصول عليه للمؤسسات والجهات الصغيرة، وهناك خطورة من تسرب المعلومات الحساسة والشخصية إلى نظام “GPT-4″، وخاصة عند استخدامه في المجالات المهنية.

لذلك، يجب تطبيق سياسات وإجراءات أمنية صارمة لحفظ خصوصية المستخدمين، فضلا عن ذلك، إخضاع هذه الأنظمة إلى ضوابط أخلاقية؛ لأنها قادرة على التأثير على الأفراد والمجتمعات، وبما أنها تعتمد على البيانات والتحليلات لاتخاذ القرارات، فإنه يتعين تطبيق المعايير الأخلاقية على عمليات جمع البيانات ومعالجتها وتحليلها واستخدامها.

من الضروري أن تتضمن هذه الضوابط الاحترام الكامل للحريات الفردية والخصوصية، وتجنب التحيز والتمييز، وتوفير نتائج عادلة وموضوعية، وتحسين جودة الحياة والرفاهية العامة، كما يجب أن تعزز الشفافية والمساءلة والتوثيق لمساعدة المستخدمين والجمهور على فهم كيفية استخدام هذه الأنظمة وتأثيرها.

لذلك، يتعين على المطورين والمستخدمين والقرارات الحكومية والمؤسسات والمنظمات المدنية والمجتمعات أن يعملوا معا لتطوير وتطبيق الإطار الأخلاقي لأنظمة الذكاء الاصطناعي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.