استمع إلى المقال

لا يكل إيلون ماسك مالك شركة “تويتر” ولا يمل عن بحثه وراء المشاهدات والتفاعلات في منصة التغريدات منذ أن اشتراها واستحوذ عليها، بل وحتى قبل أن يمتلكها، لكن الأمر ازداد بعد أن حكم قبضته على الطائر الأزرق، فلماذا يسعى ماسك لذلك، حتى وصل به الأمر إلى تضخيم تغريداته.

ما هو واضح للعيان، أن تفاعلات ماسك نفسه ازدادت في “تويتر” بعد أن استحوذ عليه، مقارنة بتفاعله مع الموقع قبل أن يشتريه، وهذا ما كشف عنه موقع “Insider” في وقت مضى، بإحصائية لتفاعلاته قبل وبعد استحواذه على المنصة.

الموقع قارن عدد المرات التي قام فيها ماسك بالتغريد في الأسابيع الثلاثة التي قضاها كمالك لمنصة “تويتر” فى الفترة من 27 تشرين الأول/أكتوبر 2022 إلى 16 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقارنها مع الأسابيع الثلاثة التي سبقت الشراء (من 6 تشرين الأول/أكتوبر إلى 26 تشرين الثاني/أكتوبر الماضي.

بحسب الأرقام، غرد ماسك 65 مرة من 6 تشرين الأول/أكتوبر 2022 حتى يوم 26 من ذات الشهر، و105 مرة من 27 تشرين الأول/أكتوبر 2022 حتى 16 تشريم الثاني/نوفمبر 2022، بينما في الردود، رد على حسابات أخرى 228 مرة قبل الشراء، و369 مرة بعد الشراء. وبشكل عام، في المجموع.

وفق الموقع، فإن الأرقام تظهر بوضوح، أن ماسك يرد أكثر من التغريدات، سواء قبل الشراء أو بعده بشكل خاص، إذ تجاوز إجمالي ردوده منذ الشراء إجمالي إجراءات “تويتر” الخاصة به من قبل الشراء.

مع ذلك، يبدو أن ماسك يسعى لأن يكون الرقم واحد من ناحية عدد المشاهدات والوصول لتغريداته عبر المنصة قاطبة، ولا يقبل بأن يسبقه أي شخص في ذلك، وهذا يتضح من خلال تضخيم تغريداته مؤخرا من قبل “تويتر”.

قد يهمك: إيلون ماسك يعتقد أن موظفي “تويتر” يقيدون تغريداته  

كيف بدأت القصة؟

القصة بدأت بعد أن لاحظ ماسك مؤخرا، أن تغريدة من الرئيس الأميركي جو بايدن، فاقت نسبة المشاهدة التي حظيت بها تغريداته، رغم أنه يمتلك أكثر من ثلاثة أضعاف متابعي بايدن، وهو ما جعله يغير من خوارزمية “تويتر”، ولكن كيف.

بحسب تحليل أجراه الباحث الأسترالي تيموثي غراهام، فإن مهندسي “تويتر”، أجروا تعديلا على خوارزميته، لزيادة فرص الوصول لتغريدات ماسك، وانخرط في تعديل خوارزمية النظام الأساسي 80 مهندسا على “تويتر”، وفق موقع أخبار التكنولوجيا “Platform Platformer”.

التقرير أوضح، أن المهندسين نشروا خوارزمية جديدة لتضخيم تغريدات ماسك بشكل مصطنع بمقدار 1000 مرة، مما يضمن أن أكثر من 90 بالمئة من متابعي ماسك البالغ عددهم 128.9 مليون شخص سيشاهدونها، هذا ناهيك عن أنه سيرى المستخدمون الذين لا يتابعون ماسك شخصيا، تغريداته في علامة التبويب “من أجلك”.

حاليا، حساب ماسك على “تويتر”، هو ثاني أكبر الحسابات متابعة بأكثر من 129 مليون متابع، وذلك بعد حساب الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الذي يتابعه 130 مليون شخص، لكن خبراء الإحصاء بموقع “Social Blade” الذي يقوم بتحليل بيانات منصات التواصل الاجتماعي، أكدوا أن ماسك سيصل حتما إلى المرتبة الأولى.

في حال وصوله إلى المرتبة الأولى، فستكون تلك لحظة غير مسبوقة؛ لأن صناعة وسائل الإعلام لم تشهد من قبل منصة مديرها التنفيذي هو أيضا أبرز شخصياتها، بحسب شبكة “بي بي سي”.

عدد المتابعين لحساب ماسك، ازداد بمعدل 268.303 متابع يوميا في المتوسط خلال العام الماضي، بحسب Social” Blade”، وهو ما يؤشر إلى اهتمامه بالأرقام، لكنه مع ذلك، لا يكتفي بسعيه لتصدر حسابه من حيث عدد المتابعين، بل يرغب بأن تتصدر تغريداته منصة “تويتر” بالمشاهدات والتفاعلات والوصول.

قد يهمك: نشر “ملفات تويتر”.. إيلون ماسك في مأزق؟ 

هكذا تضخمت تغريدات ماسك

تيموثي غراهام، وهو محاضر بارز في الإعلام الرقمي في جامعة “كوينزلاند” للتكنولوجيا، قال: “حدث شيء ما بالتأكيد.. ففي الليلة التي قيل فيها إن إيلون ماسك طلب من مهندسيه القيام بتضخيم تغريداته  كانت هناك صباح اليوم التالي تلك الزيادة الهائلة، واستمر ذلك منذ ذلك الحين”

غراهام أشار بحسب ما نقلت عنه صحيفة “الغارديان“، إن البيانات التي استخرجها من “تويتر” باستخدام واجهة برنامج التطبيق تدعم ما قيل عن تضخيم تغريدات إيلون ماسك.

الرسوم البيانية لتحليل غراهام، تظهر أنه في الساعات التي تم الإبلاغ فيها عن حدوث تغيير في الخوارزمية، ارتفعت مرات ظهور تغريدات ماسك بنسبة 737 بالمئة، بينما تضاعفت مرات الظهور اليومية 3 مرات تقريبا.

حساب غراهام على “تويتر” أغلق لفترة وجيزة، بعد نشره  للرسوم البيانية للنتائج التي توصل إليها، وأُزيلت التغريدات المعنية دون تفسير، لكن تمت إعادة التغريدات بعد ساعتين من نشرها لأول مرة، وليس واضحا ما إذا كانت إزالة التغريدات مرتبطة بمحتواها، أو بسبب مشكلة في النظام الأساسي.

لماذا يبحث ماسك عن الأرقام لدرجة دفعته للطلب من موظفيه تضخيم تغريداته. لأنه مهووس بالصدارة في كل شيء، ويبحث دائما عن أن يكون هو التريند، وكذلك لأنه يريد أن يقول بأنه من أبرز المؤثرين إن لم يكن الأبرز على منصة “تويتر”، بحسب العديد من الخبراء.

المعلق المختص في شؤون وسائل التواصل الاجتماعي مات نافارا، قال إن “إيلون ماسك هو الشخصية الرئيسية على تويتر”، مردفا أنه “كون المدير التنفيذي أيضا مؤثرا رئيسيا على المنصة له بعض المزايا؛ لأن ذلك يجعله قريبا جدا من الناس”.

قد يهمك: أين ستصل الخلافات الجديدة بين إيلون ماسك و”أبل”؟ 

تأثير إيجابي أم سلبي؟

نادرا ما نجد مسؤولا تنفيذيا بمنصات التواصل الاجتماعي يعتبر مؤثرا رئيسيا على منصته. صحيح أن مارك زوكربرغ، المدير التنفيذي لمؤسسة “ميتا” التي تمتلك فيسبوك، هو شخصية شهيرة، لكنه لا يكتب كثيرا على “فيسبوك”، فضلا عن أن منشوراته ذات طابع رسمي.

كيت بوتشيريل، المستشارة في مجال التقنيات الناشئة، رأت بحسب تقرير سابق لشبكة “بي بي سي”، أن “دمج شخصية المدير التنفيذي مع شخصية المنصة يعرض الحيادية أو التعددية للخطر”.

ماسك يغرد في المتوسط مرة واحدة كل 15 دقيقة خلال ساعات العمل العادية، لكنه في بعض الأحيان ينشر تغريدات في أوقات غير معتادة، بما في ذلك الساعة الثانية صباحا.

بحسب “بي بي سي”، فإن وجود مدير تنفيذي منغمس بشكل كبير في منصته من الممكن أن يكون شيئا جيدا، لكن الخبراء يجمعون أيضا على أن نوع المحتوى الذي ينشره ماسك قد يكون إشكاليا، فبعض التغريدات التي نشرها مؤخرا تضمنت سبابا وصورا ذات محتوى جنسي. 

نافارا قال، إن “ماسك قوة دافعة كبيرة لتويتر، وتغريداته الأخيرة أدت إلى جلب عدد لا بأس به من المستخدمين الجدد أو أعادت تنشيط مستخدمين قدماء (…) لكن إجمالي تأثيره كان سلبيا مثله مثل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب”.

أخيرا، لأن ماسك من المهووسين بالأرقام. فإنه يسعى لزيادة عدد مستخدمي “تويتر” إلى مليار شخص، في وثت هناك 300 مليون مستخدم، وهو الرقم الذي سيبلغه متابعو ماسك نفسه في غضون عامين إذا ما استمرت الزيادة بالمعدل الحالي، وفق تنبؤات موقع “Social Blade”.

قد يهمك: ما وراء معارضة صفقة “مايكروسوفت” و”أكتيفيجن”؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.