لعبة “Zelda” الأخيرة تصل للملايين.. قصة النجاح بالتفصيل

لعبة “Zelda” الأخيرة تصل للملايين.. قصة النجاح بالتفصيل
استمع إلى المقال

أصدرت “نينتندو” في الأيام الماضية الجزء الأحدث من سلسلة “The Legend of Zelda” تحت اسم “Tears of The Kingdom”، وهو الجزء الثاني الذي دام انتظاره 7 سنوات بعد صدور “Breath of The Wild”، وبينما توقّع المحللون والخبراء نجاحا كبيرا للجزء الأخير نظرا لشعبيته الواسعة والنجاح الذي حققه الجزء الأول، إلا أن ما كان مفاجئا هو تخطي هذا النجاح وتحطيم الأرقام القياسية السابقة للسلسلة. 

في ثلاثة أيام فقط، استطاعت لعبة “Tears of The Kingdom” تجاوز 10 مليون نسخة مباعة حول العالم، وهو حاجز احتاج الجزء الأول عاما كاملا حتى يتمكن من تخطيه ويكسر حاجز الـ 10 مليون نسخة مباعة، ولكن لماذا كل هذا النجاح، وكيف تمكن الجزء الثاني من تخطي الأول بمراحل. 

الظروف الصحيحة

النجاح الذي تمكنت “Tears of Kingdom” من تحقيقه كان خليطا بين مجموعة من العوامل المختلفة التي اجتمعت معا حتى توصلت اللعبة إلى هذه المكانة، وجزء من هذه العوامل لا يتعلق باللعبة ذاتها، بل بالتمهيد الذي قدمته “نينتندو” للعبة، وكيف كان مجتمع اللاعبين ينتظرها بفارغ الصبر بعد نجاح الجزء الأول. 

لعبة “Breath of The Wild” استمرت في تحقيق المبيعات وتحطيم الأرقام القياسية عاما بعد عام، ووفق موقع “Statista” للإحصاءات، فإن إجمالي مبيعات “Breath of The Wild” وصل إلى 29.8 مليون نسخة مباعة بحلول آذار/مارس الماضي، وذلك بعد مضيّ أكثر من 7 سنوات على صدور الجزء الأول. 

نمط مبيعات اللعبة يشير إلى قفزتين ضخمتين في إجمالي المبيعات، الأولى كانت بين أيلول/ سبتمبر 2017 و آذار/مارس 2018، وفيها قفزت مبيعات اللعبة من 4.7 مليون نسخة إلى 8.4 مليون نسخة، مما يشكل القفزة 50 بالمئة، ويمكن إرجاع هذه القفزة في المبيعات إلى فوز اللعبة بجائزة لعبة العام 2017، وأما القفزة الثانية فكانت بين تشرين الثاني/ ديسمبر 2019 و آذار/ مارس 2021، وهنا وصلت الزيادة في المبيعات إلى 6 مليون نسخة تقريبا ممثلة نمو بمقدار 36 بالمئة بين مبيعات تشرين الثاني/ديسمبر 2019 وآذار/ مارس 2021.

مبيعات لعبة “The Legend of Zelda: Breath of The Wild” وفق موقع – statista

السبب في هذه القفزة يعود إلى انتشار جائحة “كوفيد-19” وتوجه الكثير من المستخدمين إلى منصات الألعاب بشكل عام ومنصة “نينتندو سويتش” بشكل خاص، إذ قفزت مبيعات المنصة إلى قرب 29 مليون وحدة مباعة في آذار/مارس 2021 بعد أن كانت في حدود 16 مليون وحدة مباعة في آذار/ مارس 2019، وقد وصلت مبيعات المنصة في الآونة الأخيرة إلى 125 مليون وحدة مباعة، وهو ما يمثل فرصة كبيرة وقطاع أكبر حجما من المستهلكين مقارنة بما امتلكه الجزء الأول من اللعبة. 

نجاح الجزء الأول جماهيريا ونقديا إلى جانب تضاعف أعداد مالكي منصة “نينتندو سويتش” مَّهد الطريق أمام “Tears of Kingdom” لتحقق الخطوة الأولى في نجاحها وهي مبيعات الأيام الأولى. 

آلية فريدة من نوعها 

الظروف الصحيحة التي هُيّئت للعبة “Tears of Kingdom” كانت كفيلة بتحقيق المبيعات الأولية المذهلة، ولكن هذا لن يكون كافيا لتستمر اللعبة في جذب اللاعبين وتحقيق المزيد من الأرقام القياسية، وهنا يأتي دور الآليّة الفريدة من نوعها التي ابتكرها مخرج اللعبة هيديمارو فوجيباياشي.

الآلية التي قدمتها لعبة “Tears of Kingdom” تعتمد على مبدأ واحد بسيط ولكنها تطبّقه في جميع جوانبها، وهو مبدأ الحرية الكاملة والمطلقة للاعبين، وبينما قد يبدو هذا الأمر مستهلكا مع كثير من الألعاب التي تدعي إعطاء الحرية للاعبين، إلا أن فوجيباياشي تمكن من تقديم هذه الحرية بشكل غير معهود، إذ أعطى اللاعبين كامل الحرية لابتكار آليات جديدة وتصرفات جديدة داخل اللعبة عبر محرك الفيزياء الموجود فيها، وهو يمزج بين إبداع اللاعبين في ابتكار آليات جديدة، وبين استغلال قواعد الفيزياء داخل اللعبة.

آلية حل أحد الألغاز في اللعبة

الأمر قد يبدو بسيطا ولا يوجد فيه أي جانب من الإبداع والتفرد، ولكن عندما تطبّق هذه الآلية داخل لعبة تعتمد بشكل أساسي على الألغاز، فإن مطوّر اللعبة يخاطر بآليات حل الألغاز التي صممها ويتيح فرصة للاعبين لابتكار حلول خاصة بهم قد لا تخطر على باله. 

هذا ما حدث تماما مع لعبة “Tears of kingdom” إذ تقدم اللعبة مجموعة متنوعة من الألغاز، وفي كل لغز توجد طرق ابتكار آليات جديدة تتيح للاعبين تخطي هذا اللغز عبر تحطيمه أو تجاوزه أو حتى إكتشاف ثغرة غير متوقعة فيه. 

فوجيباياشي تحدث عن هذا الأمر في مقابلة أجراها مع موقع “The informer” قائلا، 


“أنا سعيد بما وصلنا إليه، يوجد أكثر من حل لكل لغز في اللعبة وجميعها قد تكون حلول صحيحة، أنا سعيد حقا لاعتمادنا على هذا الأسلوب في حل الألغاز، وسوف يكون جزءا أساسيا في ألعاب Zelda القادمة”. 

هل تحقق “Tears of Kingdom” النجاح المنتظر؟ 

اللاعبون يقدّرون هذا النوع من الحرية، ويشعرون بأن اللعبة تعترف بهم وتتفاعل معهم، لذلك من المتوقع أن تستمر اللعبة في جذب المزيد من اللاعبين عبر الشهور حتى تحطم أرقام مبيعات “نينتندو” القياسية، إذا كانت “Breath of the wild” التي كانت تمتلك مستوى حرية أقل قليلًا استمرت في البيع وجذب اللاعبين لمدة 7 سنوات بعد صدورها للمرة الأولى، فإن هذا الجزء سيحقق نجاحات أكبر. 

أما عن النجاح النقدي، فمن المتوقع أن تحصد اللعبة جائزة لعبة عام 2023، ومهما كانت المنافسة من الألعاب هذا العام، إن لم تستطع ابتكار آلية جديدة لمواجهة آلية الحرية في هذه اللعبة، فإنها لن تكون منافسا أمامها في حفل الجوائز. 

لعبة “The Legend of Zelda Breath of The Wild” صدرت في الأسابيع الماضية لمنصات “نينتندو سويتش” حصريا، وهي بمفردها سبب كافي لشراء المنصة وامتلاكها. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات