استمع إلى المقال

حملات الإقالة الموسعة في الشركات التقنية كانت إحدى أبرز جوانب عام 2022 وخاصةً قرب نهايتها، وذلك في جميع الشركات التقنية العاملة بمختلف المجالات، وقد رأينا ما حدث في “تويتر” و”ميتا” و”مايكروسوفت” أيضا، ويبدو أن هذه الحملات مستمرة حتى وقتنا هذا.

الإقالات في عام 2023 بدأت مع “باي بال” و”ألفابيت” المالكة لشركة “جوجل”، عبر قرار التخلي عن 12 ألف موظف في 21 كانون الثاني/ يناير 2023، ولكن ما يختلف في هذه الإقالات هو أنها ضمت جزءا كبيرا من المبرمجين العاملين في هذه الشركات على عكس العام الماضي الذي شملت الإقالات فيه فرق التسويق والأقسام الأخرى بعيدا عن البرمجة، والسؤال، ما الذي دفع الشركات إلى البدء في إقالة المبرمجين، وهل انتهى حلم العمل في شركات “وادي السيليكون”. 

بيانات مقلقة 

التوجه الجديد في الشركات التقنية لإقالة العاملين في مجال البرمجة وهندسة البرمجيات جذب أنظار شركة “Revelio Labs”، وهي شركة تفتخر بكونها أول قاعدة بيانات عالمية تهتم بالموارد البشرية وموظفي الشركات، إذ تجمع الشركة البيانات المتاحة عبر الإنترنت وتتواصل مع الشركات الأخرى من أجل تكوين قاعدة بياناتها. 

قد يهمك أيضا: “جوجل” تقلل الحواسيب المحمولة للموظفين والخدمات.. ما الأسباب؟

الدراسة التي أجرتها “Revelio” اعتمدت على بيانات الإقالة لعام 2023، وبحسب هذه الدراسة، فإن المبرمجين ومهندسي البرمجيات شكلّوا 20 بالمئة من إجمالي الإقالات في عام 2023 رغم أنهم لا يشكلون إلا 14 بالمئة من إجمالي الموظفين العاملين في هذه الشركات، ويليهم في نسبة الإقالة مسؤولو التوظيف عند 5 بالمئة فقط من إجمالي حالات الإقالة. 

Embed from Getty Images

ريحان إياس، الخبير الاقتصادي في شركة “Revelio” والمسؤول عن إجراء الدراسة الأخيرة، أوضح أن هذا التوجه جديد على الشركات التقنية وهو عكس ما حدث في العام الماضي تماما، إذ ركزت الشركات في ذلك الوقت على إقالة مسؤولي التوظيف والموارد البشرية. 

إياس أشار، إلى أن اختلاف الأولويات في حالات الإقالة يؤكد على تحول في أولويات الشركات التقنية، حيث تركز هذا العام على خفض كلفة المشاريع التي تعمل عليها حاليا، بعكس العام الماضي الذي كان التركيز فيه على تقليل حالات التوظيف الجديد. 

نهاية حلم البرمجة الوردي 

قد يهمك أيضا: “ميتا” نحو خفض مكافآت موظفيها.. تسريحات جديدة؟

وظائف البرمجة كانت في الآونة الأخيرة ملاذا آمنا للجميع بسبب الطلب المرتفع عليها في السابق مع وجود حوافز ماليّة تبرر هذا الطلب وتشجع عليه، ولكن التحول الأخير في اهتمامات الشركات التقنية قد يقضي على هذا الملاذ تماما. 

Embed from Getty Images

قطاع البرمجة لم يعد آمنا كما كان، وهو الأمر الذي سيؤثر على المنح الدولية وتوجه الأفراد لتعلم لغات البرمجة الأساسية وامتلاك مهارات البرمجة الأساسية، وإذا استمرت الإقالات في هذا القطاع على المنوال ذاته، فإننا لن نرى مبرمجين مبتدئين مجددا، وسيصبح كل العاملين من ذوي الدراسة الأكاديمية أو الخبرات المرتفعة. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات