“سحابة جوجل” في الكويت.. حاضنة شعبية مميزة للتقنيات السحابية؟

“سحابة جوجل” في الكويت.. حاضنة شعبية مميزة للتقنيات السحابية؟
استمع إلى المقال

في الأسبوع الماضي، يوم الخامس من كانون الثاني/يناير 2023، أعلنت “جوجل كلاود” عن تحالف استراتيجي مع حكومة الكويت لطرح خارطة طريق للتحول الرقمي الشامل عبر الكيانات الحكومية والشركات الرئيسية المملوكة للدولة، بحيث تستفيد حكومة الكويت من تقنيات “جوجل كلاود” المبتكرة وخبرتها في تحليلات البيانات والأمن السيبراني والذكاء الصنعي للوفاء بالتزامها بجعل الرقمنة إحدى أولوياتها الوطنية العليا في السنوات المقبلة.

كجزء من هذا التحالف، ستعمل “جوجل كلاود” مع حكومة الكويت لرقمنة خدمات المواطنين وزيادة إنتاجية موظفيها. بالإضافة إلى ذلك، ستشترك مع حكومة الكويت في تنفيذ عدد من مبادرات التحول الرقمي في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والتعافي من الكوارث والحياة الذكية.

بالتعاون مع هيئة الاستثمار المباشر والترويج، والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، وهيئة تنظيم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تعتزم “جوجل كلاود” إنشاء مكتب محلي في الكويت والاستثمار في فتح منطقة سحابية حديثة (مركز بيانات) في الدولة لتلبية الطلب الواسع. كما ستدعم منطقة الحوسبة السحابية الجديدة مؤسسات القطاع العام والشركات والشركات الناشئة في رحلات التحول الرقمي، مما سيسهم في تحقيق طموح الكويت في أن تصبح اقتصادا يعتمد على البيانات.

“جوجل كلاود” ستتعاون كذلك مع الوكالة المركزية لتكنولوجيا المعلومات لإطلاق برنامج وطني للمهارات سيعمل على رفع مهارات موظفي الحكومة في التقنيات الرقمية وتحليلات البيانات المتطورة والتعلم الآلي والذكاء الصنعي والحلول الأمنية، لتكون آخر المتعاونين من كبار مقدمي الخدمات السحابية العالميين مع الحكومة الكويتية.

استعداد محلي

الكويت أمضت العقد الأخير في تهيئة القطاعين العام والخاص للانتقال إلى السحابة والاعتماد عليها في تسيير أعمال الحكومة والاقتصاد، ففي دراسة أجرتها شركة “F5 Networks” الأميركية للحلول السحابية والأمن السيبراني عام 2019، اتضح كيف يتم استقبال التقنيات السحابية بشكل إيجابي في الكويت.

وفقا للدراسة، يعتقد 99 بالمئة من جميع المشاركين الكويتيين أن السحابة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على حصة السوق، وتساعد على إزاحة المنافسين. بالإضافة إلى ذلك، ذكر 89 بالمئة منهم أنه يمكنها تحسين سمعة العلامة التجارية، وأشاد 83 بالمئة منهم بقدرتها على تحسين الابتكار. كما تم التوصل إلى إجماع واضح حول قدرة السحابة على تحسين تجربة العملاء الإجمالية.

صنّاع القرار كذلك كانوا حريصين على تسليط الضوء على الدور الرئيسي المحتمل للسحابة في قيادة مبادرات التحول الرئيسية التي تقودها الحكومة. على سبيل المثال، يعتقد 96 بالمئة من المسؤولين الحكوميين الذين أجريت عليهم الدراسة أن الحوسبة السحابية ستكون جزءا لا يتجزأ من خطة التنمية الوطنية الكويتية الجارية.

بشكلٍ عام، هاذا يؤكد ما توصلت الأبحاث التي أجرتها وكالة أبحاث السوق “ثينك بوزيتيف”، وهي أن المديرين التنفيذيين وقادة الأعمال في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر يتفقون بأغلبية ساحقة على التأثير الإيجابي والتحويلي للحوسبة السحابية.

قد يهمك: كيف استغلت “مايكروسوفت أزور” تخبّط منافسيها في الشرق الأوسط لتتسيّد على السحابة في المنطقة

تنويع الشركاء

شراكة “زين” للاتصالات مع “مايكروسوفت أزور” – مصدر الصورة: مايكروسوفت.

على الرغم من ضخامة الاتفاق الاستراتيجي مع “جوجل كلاود”، واتساع نطاقه في مختلف المجالات، إلا أنها ليست الشريك السحابي الوحيد للحكومة المحلية، ففي تشرين الأول/أكتوبر 2021، أعلنت “خدمات ويب أمازون” (AWS) عن افتتاح مكتبها في الكويت، حيث تم ترخيص المكتب من خلال هيئة تشجيع الاستثمار المباشر، بموجب قانون الاستثمار المباشر لدولة الكويت.

بجانب الخطوات التوسعية لـ “خدمات ويب أمازون” في الشرق الأوسط، هدَف هذا الافتتاح إلى مساعدة المؤسسات من جميع الأحجام في الكويت، بما في ذلك الشركات الناشئة والمؤسسات ووكالات القطاع العام أثناء انتقالها إلى سحابة “أمازون”، بما في ذلك هيئة تنظيم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة التجارة والصناعة، بالإضافة إلى بعض الشركات الرائدة والشركات الناشئة سريعة النمو في البلاد، مثل “أبيات” و”علي عبد الوهاب وأولاده” و”مجموعة بودي”، وشركة “زين” للاتصالات.

من خلال برامج التدريب والشهادات من “خدمات ويب أمازون”، وسعت الشركة نطاق عملها مع الهيئات الحكومية في الكويت لدعم تطوير مهارات القوى العاملة وإعادة تدريبها باستخدام أحدث مناهج التدريب على الحوسبة السحابية، بما في ذلك عملها مع وزارة الشباب والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات.

في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، أي بعد شهر فقط من افتتاح مكتب “خدمات ويب أمازون”، كشف الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات في الكويت عن مبادرة “تمكين”، بالتعاون مع “مايكروسوفت”، والتي تركز على مساعدة الهيئات الحكومية على فهم مجالات القوة والضعف التكنولوجي لديها، وهي الأماكن التي يمكن أن يؤدي فيها التوجيه المستهدف إلى أساس أكثر ثباتا لمستقبل رقمي.

المبادرة تركز على ثلاثة مجالات رئيسية، الأمن السيبراني والتطبيقات، والبنية التحتية، والبيانات. كما تدور الأنشطة الأساسية للمبادرة حول التخطيط وجمع البيانات وتحليلها، بالإضافة إلى التوصيات ورسم خرائط طريق التحول الرقمي في المستقبل.

لزيادة مهارات الموظفين في مجال التنفيذ السحابي، دخل الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات في شراكة مع “مايكروسوفت” أيضا لمساعدة الموظفين في الانتقال إلى السحابة وتشكيل مجموعة مكونة من 1000 فرد يمكنها المساعدة في الإشراف على عملية الترحيل واعتماد السحابة.

منفعة جمعية

إن تسريع الكويت اعتمادها على التقنيات السحابية من خلال جذب استثمارات واسعة النطاق، ومن مقدمي خدمات متنافسين، سيخلق 13100 وظيفة جديدة في الاقتصاد المحلي، يتم تمكينها من خلال السحابة، وفقا لبحث أجرته مؤسسة البيانات الدولية (IDC).

هذا ينتج عن زيادة متوقعة بثلاثة أضعاف ونصف في الخدمات السحابية العامة في البلاد، ليقفز سوق السحابة الكويتي من حوالي 32.0 مليون دولار في عام 2019 إلى 112.3 مليون دولار في عام 2024.

البحث اعتمد على أكثر من عقد من التحليل حول التأثير الاقتصادي لتكنولوجيا المعلومات على الاقتصادات المحلية، وتوصل إلى أنه إلى جانب الاستثمارات في الحلول السحابية العامة والخاصة والمختلطة، سيمكّن الاقتصاد الكويتي الشركات من تحقيق ما يقرب من 1.3 مليار دولار من صافي الإيرادات الجديدة على مدى السنوات الخمس المقبلة. وذكر التقرير كذلك أنه من المتوقع أن يضيف نظام “مايكروسوفت” السحابي وحده 8200 وظيفة جديدة صافية إلى الاقتصاد الكويتي.

البحث وجد أيضا أن الاستثمارات المستمرة عبر مختلف الصناعات الكويتية في الخدمات الرقمية والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الصنعي والتعلم الآلي والتحليلات والأتمتة تعمل على تسريع تبني السحابة في البلاد. كما يتم أيضا الاهتمام بالتركيز المستمر على الشراكات العامة والخاصة، فضلا عن الاستثمارات في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وزيادة الاهتمام بالاستراتيجيات السحابية الهجينة والمتعددة.

كانت الهيئات الحكومية مثل هيئة تنظيم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات استثنائية في قيادة مبادرات تحديث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعاون مع مزوّدي الحلول التقنية لتطوير مجموعات مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي ستكون مطلوبة في المستقبل. ستؤدي الحاجة إلى الابتكار والاستخدام المتزايد للخدمات السحابية العامة والخاصة إلى دفع التنويع الاقتصادي في الكويت، الأمر الذي سينتج عنه آلاف الوظائف الإضافية

-مانيش رانجان، مدير البرامج في مؤسسة البيانات الدولية – الشرق الأوسط.

لقد أنجبت الخدمات السحابية والذكاء الصنعي مِهناً جديدة بالفعل، ونظرا لأن جائحة “كورونا” نقلت العالم إلى “وضع طبيعي جديد”، فهناك حاجة قوية للقوى العاملة ذات المهارات الرقمية العالية، حيث ستنشط الأعمال والشركات في بيئة أكثر رقمية وتواصلا، وعندها، يجب أن تكون الأعمال والحكومات مستعدة لتبني ذلك قبل أن يفوتها القطار وهي في مرحلة التعلم.
قد يهمك:الحاجة لمراكز البيانات تتنامى في الشرق الأوسط.. ماذا تفعل الشركات؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.