رهان أبل على الخدمات ينجح مع تراجع مبيعات آيفون؟

رهان أبل على الخدمات ينجح مع تراجع مبيعات آيفون؟
استمع إلى المقال

بعد إعلان “أبل” عن نتائجها المالية للربع الثالث من العام الحالي، التي فاقت التوقعات بالنسبة للأرباح والمبيعات، هل ينجح رهانها على الخدمات مع تراجع مبيعات “آيفون“.

من الواضح أن رهان شركة “أبل” على الخدمات يؤتي ثماره في ظل تراجع مبيعات جهازها الأشهر “آيفون”، حيث أظهر تقرير أرباحها للربع الثالث من العام الحالي انخفاضا في الإيرادات في منتجات الأجهزة الأكثر شهرة للشركة، “آيفون” و”آيباد” و”ماك”.

إيرادات الشركة تراجع للربع الثالث على التوالي، وهو أكبر تراجع في مبيعات الشركة منذ عام 2016، حيث بلغت 81.8 مليار دولار، بانخفاض 1.4 بالمئة عن 83 مليار دولار في العام الماضي.

خلال هذا الربع، حققت الشركة ربحا قدره 19.9 مليار دولار، وهو أعلى مما توقعه المحللون.

تراجع مبيعات الأجهزة

مع كون تشكيلة “آيفون 15” على بعد شهر من صدورها، فإن طلب المستهلكين على تشكيلة العام الماضي تراجعت إلى حد ما، وانخفضت بنسبة 2 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.

وفقا لتقرير الأرباح، استمرت عائدات الأجهزة في الانخفاض عن العام السابق، حيث بلغت عائدات “آيفون” لهذا الربع 39.67 مليار دولار، انخفاضا من 40.66 مليار دولار في نفس الوقت من العام الماضي.

في حين بلغت عائدات “ماك” 6.84 مليار دولار بانخفاض 7 بالمئة، مع عدم الإعلان عن أي منتجات رئيسية جديدة باستثناء “ماك ستوديو” المحدث و”ماك بوك برو” بقياس 15 بوصة.

بينما بلغت عائدات “آيباد” 5.79 مليار دولار بانخفاض 20 بالمئة مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي، وهو أمر منطقي لأننا لم نشهد أجهزة لوحية جديدة من الشركة في بعض الوقت.

أما بخصوص عائدات المنتجات الأخرى فقد بلغت 8.28 مليار دولار بزيادة 2 بالمئة، مما يؤكد أن الطلب على الأجهزة القابلة للارتداء لا يزال مرتفعا، حيث لا تزال ساعات الشركة الذكية “Apple Watch” وسماعاتها اللاسلكية “AirPods” تتمتعان ببعض الزخم.

من المؤكد أن الانخفاض ليس أمرا غريبا وسط سوق الهواتف الذكية المتدهور بشكل عام بسبب دورات الترقية البطيئة وارتفاع الأسعار وقيود سلسلة التوريد والرياح الاقتصادية المعاكسة المختلفة، من بين أمور أخرى.

مع ذلك، تعزز أداء الشركة من خلال النمو في الصين، حيث ارتفعت المبيعات في الصين بنسبة 8 بالمئة، وتمكنت “أبل” من زيادة حصتها السوقية في أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم.

صعود نجم خدمات “أبل”

التراجع في مبيعات الأجهزة يقابله تسارع في وتيرة نمو الخدمات، التي أصبحت النشاط التجاري الأكثر ربحية للشركة، حيث ترافق تباطؤ مبيعات الأجهزة مع استمرار نجاح الشركة في الخدمات، التي زادت إيراداتها من 19.6 مليار دولار إلى 21.2 مليار دولار.

في ربع حزيران/يونيو المنصرم، نمت الخدمات بنسبة تزيد عن 8 بالمئة، بزيادة من 5.5 بالمئة في الفترة السابقة. 

بحسب الشركة، فإن نمو القسم كان أفضل مما توقعت، كما تتوقع نموه بوتيرة أسرع في الربع الأخير من السنة المالية.

الخدمات تعتبر أمرا بالغ الأهمية للمساهمين لأنها تتمتع بهوامش ربح أقوى من منتجات الأجهزة، ويمكن التنبؤ بها بشكل أكبر بسبب الفوترة المتكررة، وتوفر المزيد من الطرق للشركة لكسب المال من قاعدتها المثبتة التي تزيد عن ملياري جهاز.

في ربع حزيران/يونيو الفائت، بلغ هامش الربح الإجمالي للخدمات 70.5 بالمئة، أي ضعف هامش الربح الإجمالي البالغ 35.4 بالمئة لجميع منتجات أجهزة “أبل”.

هذه الأرقام تنبع من حقيقة أن قاعدة مستخدمي الشركة مستمرة في النمو، لذلك حصلت الخدمات على مجموعة أكبر من العملاء، كما أن الأرقام تتعلق بحقيقة أن عملاء “أبل” أكثر تفاعلا، الأمر الذي يزيد من عدد حسابات المعاملات والحسابات المدفوعة عبر النظام البيئي.

بحسب الشركة، هناك الكثير من العملاء على دراية كبيرة بالنظام البيئي للشركة، لكنهم يستخدمون الجزء المجاني فقط.

نتيجة لذلك، فإن الشركة أوضحت أنها قادرة على جذب المزيد من العملاء المجانيين وتحويلهم إلى عملاء يدفعون من خلال تقديم محتوى أفضل وأكثر بمرور الوقت.

قطاع الخدمات يتضمن مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك متجر التطبيقات وعمولاته وإعلاناته وصفقاته وخدمات الاشتراك بالمحتوى الرقمي وخدمات الضمان والإصلاح والخدمات السحابية ورسوم الترخيص وخدمات الدفع.

ختاما، شهدت الشركة نموا في الإعلانات ومتجر التطبيقات والموسيقى، ولديها أكثر من مليار مشترك يدفع، وهو رقم تضاعف في 3 سنوات، وزاد بمقدار 150 مليون في العام الماضي. بالرغم من القلق بشأن التباطؤ الدراماتيكي للقطاع منذ شهر كانون الأول/ديسمبر 2022، لكن التقرير الجديد يوضح أن قطاع الخدمات يواصل نموه بخطى ثابتة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات