استمع إلى المقال

لم تعد حواسيب “كروم بوك” تلك الأجهزة الضعيفة التي ينصح بشرائها للتلاميذ في المدارس فقط، وذلك لأنها تطورت بشكل كبير عن الماضي وأصبحت أكثر قدرة على المنافسة وجذب المستخدمين إليها بشكل واسع وسريع. 

هذا التطور جاء مع استخدام مكونات أكثر تطورا في هذه الحواسيب إلى جانب تطوير المواصفات الأخرى واهتمام الشركات بهذا القطاع، وبينما يظن البعض أن استخدام معالجات “ARM” في الحواسيب المحمولة هي ابتكار “أبل”، إلا أن “جوجل” كانت أول من استخدم هذه المعالجات في الحواسيب المحمولة مع أجهزة “كروم بوك”.

لكن، هل كان هذا التطور كافيا لتصبح حواسيب “كروم بوك” قادرة على منافسة الحواسيب المحمولة المعتادة لتصبح أجهزة رئيسية مناسبة يمكن استخدامها بسهولة بدل الحواسيب المحمولة المعتادة، أم مازال أمامها الكثير لتصبح أجهزة قوية وقادرة على المنافسة. 

ماهي حواسيب “كروم بوك”؟ 

قبل الحديث عن التطور الحاصل في هذا المجال من الحواسيب، يجب أن نحدد ماهي حواسيب “كروم بوك”، وماهي الحواسيب التي تنتمي لهذه الفئة، وذلك لأن جميع الحواسيب المحمولة تضم تطبيق “كروم”، فما الفارق بينهما. 

في الواقع الاختلاف الرئيسي بين الحواسيب المعتادة وحواسيب “كروم بوك” هو أن الأخيرة لا تمتلك نظام تشغيل بالمعنى الحرفي والمعتاد لأنظمة التشغيل، بل هي تعتمد على متصفح “كروم” فقط ليكون نظام التشغيل الخاص بها. 

حواسيب كروم بوك.. التطور حتى المنافسة؟

نظام التشغيل في هذه الحواسيب هو نسخة معدلة من متصفح “كروم”، وهي نسخة تعمل مباشرة عندما تبدأ في تشغيل الحاسوب بدل الإقلاع إلى نظام التشغيل المعتاد سواء كان “لينكس” أو “ويندوز” وغيره من الأنظمة، وهذه الميزة هي السبب الرئيسي وراء تفرد حواسيب “كروم بوك”. 

غياب نظام التشغيل المعتاد وتطبيقاته مكن هذه الحواسيب المحمولة من أن تصبح أجهزة صغيرة خفيفة الوزن لا تحتاج إلى الكثير من المواصفات الخارقة لتعمل بشكل سريع، لذلك أصبح أجهزة مفضلة لدى كل من يحتاج الحاسوب لبعض المهام فقط دون غيرها. 

بالطبع، كان هناك ثمن لهذه الميزة، وهو أن الكثير من تطبيقات الحواسيب المعتادة والتي تعمل على أنظمة “ويندوز” لا تعمل معها على الإطلاق، ولأن الحاسوب يعتمد فقط على متصفح “كروم” فإن المطورين لم يكونوا قادرين على تطويع تطبيقاتهم للعمل مع هذا النظام. 

الميزة الفارقة 

في الماضي، كانت تعتمد حواسيب “كروم بوك” على متصفح “كروم” فقط، وهذا يعني أن التطبيقات التي يمكن تشغيلها عليه هي التطبيقات التي تعمل داخل المتصفح أو تمتلك إضافات داخل المتصفح فقط دون وجود عملية تثبيت حقيقية. 

ظل الأمر هكذا لفترة طويلة، وتحديدا حتى 2019، عندما أصبحت جميع حواسيب “كروم بوك” تدعم تثبيت تطبيقات “أندرويد” المختلفة، ومع تطور الحواسيب وصدور المزيد من الأجهزة الحديثة، أصبحت حواسيب “كروم بوك” تدعم جميع تطبيقات “أندرويد” بمختلف أنواعها. 

واجهة متجر “جوجل بلاي” في حواسيب كروم بوك

هذا الدعم، فتح أمام الحواسيب الكثير من الاستخدامات ووفر الكثير من الاختيارات التي يمكنك الاستفادة منها وتثبيتها داخل الحاسوب، بداية من تطبيقات تشغيل الملفات مثل “VLC” أو تطبيقات البث مثل “نيتفلكس” وحتى تطبيقات المونتاج وتعديل الصور مثل “Luma fusion” و”فوتوشوب”. 

بالتالي، لم تعد استخدامات حواسيب “كروم بوك” مقصورة على إضافات “كروم” والتطبيقات التي تعمل فيه، وهذا دفع الكثيرين إلى اقتناء هذه الحواسيب ثم جعل الشركات تهتم بتطويرها وتطوير المواصفات المستخدمة في الحواسيب لتصبح قادرة على جذب الجمهور بشكل أكبر وأفضل. 

مواصفات قوية

مواصفات “كروم بوك” كانت في الماضي مقصورة على معالجات “إنتل” الضعيفة التي لا تقدم الكثير من المزايا والمواصفات، وتحديدا معالجات “Celeron” أو معالجات “ARM” الضعيفة، ولكن هذا الأمر اختلف تماما مع تطور المواصفات واستخدامات جديدة للحواسيب. 

بعض الحواسيب الآن تأتي مع مواصفات رائدة ومعالج “Core i5” من الجيل الثاني عشر الرائد إلى جانب بطاقات رسومية رائدة ومساحات تخزين كبيرة، وهذا لأن هذه الحواسيب تستفيد الآن من المواصفات والمعالجات المختلفة المستخدمة فيها، وهذا جذب المزيد من المستخدمين. 

بالطبع، احتفظت حواسيب “كروم بوك” بالتصميمات النحيفة وأعمار البطارية الكبيرة، ورغم أنها كانت في الماضي أجهزة اقتصادية فقط، إلا أننا الآن أصبحنا نرى أجهزة رائدة يقترب سعرها من 1000 دولار لبعض المواصفات والعلامات التجارية. 

هناك جانب لا يمكن إهماله، هو أن غالبية هذه الحواسيب تأتي في تصميمات مبتكرة وتمتلك شاشات لمس ويمكن أن تتحول إلى حواسيب لوحية إذا لزم الأمر، وذلك بسعر اقتصادي مناسب وليس مثل حواسيب ويندوز المعتادة. 

هل يمكن الاعتماد على حواسيب “كروم بوك” بشكل كامل في 2023؟ 

المواصفات التي تقدمها حواسيب “كروم بوك” جعلتها تخرج من خانة الأجهزة الاقتصادية الضعيفة وتنتقل لتصبح أجهزة رائدة وقوية، ومع الدعم البرمجي المميز الذي توفره تطبيقات “أندرويد”، أصبحت الآن هذه الأجهزة قادرة على خدمة المستخدمين وتقديم مزايا فريدة لا مثيل لها.

لكن، كما الحال في جميع الأجهزة الإلكترونية، فإن الإجابة على سؤال الاعتمادية متعلق بالمستخدم بشكل رئيسي، إذا كان المستخدم يحتاج إلى استخدام مواصفات بعينها أو تطبيقات بعينها، فإن حواسيب “كروم بوك” قد لا تكون مناسبة له.

وأما إن كان الاستخدام مقتصر على بعض منصات التواصل الاجتماعي وإدارتها والأعمال المكتبية المعتادة، فإن حواسيب “كروم بوك” هي اختيار مناسب وأكثر من مثالي لهذه الأجهزة، وبفضل الوزن الخفيف لمعظم أجهزة “كروم بوك”، فإنها تصبح أجهزة مثالية للسفر. 

“جوجل” تهتم كثيرا بقطاع حواسيب “كروم بوك”، وتسعى بشكل مكثف لتطوير دعمها البرمجي حتى تصبح أجهزة قوية قادرة على المنافسة في قطاع الحواسيب المحمولة، ولكن هل تستطيع فعل ذلك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات