استمع إلى المقال

قبل بضعة أيام، شاهد مستخدمو هواتف “هواوي” وأجهزة أخرى من الشركات الصينية مفاجأة مدهشة، حيث واجه بعضهم مشكلة غريبة ومربكة عندما أصبح تطبيق “جوجل” (Google) المعروف والمعتمد عالميا فجأة “برمجية خبيثة”، وطبعا أغلبنا يعلم أن هذه الأجهزة محظورة من تطبيقات “جوجل”؛ لذا، يتم تثبيتها من خارج متجر “جوجل بلاي” الرسمي لتطبيقات “أندرويد”.

التحذير الذي ظهر للمستخدمين، بحسب تقرير من موقع “BleepingCompute” المتخصص في الأخبار التقنية، لم يكتف بالتحديد على هواتف “هواوي” وحدها، بل امتدت المشكلة إلى عدد من الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية المنتجة من قبل شركات صينية أخرى مثل “فيفو” و”هونر”.

يتضح من المحتوى المروع لهذا التحذير أنه حث المستخدمين على القيام بإجراء طارئ وهو حذف تطبيق “جوجل” دون تردد، حيث أُشير إلى أن هذا التطبيق، والذي يُعتبر أحد أبرز تطبيقات الـ “أندرويد”، قادر على القيام بأمور مثيرة للقلق، فقد أُشير إلى إمكانية إرسال الرسائل النصية على نحو سري، وتشجيع المستخدمين على تثبيت تطبيقات وشراء محتوى إباحي، مع تسليط الضوء على انتهاك خصوصية بيانات المستخدمين في بعض الأحيان.

جوجل متهمة؟

بحسب بعض المصادر، قامت شركة “جوجل” بنشر رد رسمي على التنبيهات الأمنية التي تلقاها بعض مستخدمي هواتف “هواوي” و”هونر” و”فيفو”، حيث نفت “جوجل” أن تكون هي المسؤولة عن المشكلة، وأوضحت أن التنبيهات لم تصدر من خدمتها الأمنية “Play Protect”، وإنما من هواتف غير معتمدة من قبلها، ولا تستطيع الوصول إلى تطبيقاتها الأساسية رسميا من متجرها “جوجل بلاي”.

“جوجل” نصحت المستخدمين بالاتصال بالشركات المصنعة للهواتف للحصول على مزيد من المعلومات، وقالت إنها توفر تطبيقاتها الأساسية للأجهزة التي تحمل شهادة “Play Protect”، والتي تضمن أن الأجهزة تلبي معايير الأمان والأداء الخاصة بها، وأضافت أن متجرها “جوجل بلاي” هو المكان الوحيد الذي يمكن من خلاله تنزيل تطبيقاتها الأساسية لنظام التشغيل “أندرويد” بأمان.

بهذا الرد، برئت “جوجل” نفسها من أي تهمة بالتسبب في إزعاج المستخدمين أو التلاعب بخصوصيتهم أو أمنهم، وأشارت إلى أن المشكلة تكمن في الهواتف التي لا تتوافق مع معاييرها، والتي قد تكون عرضة للخطر من مصادر خارجية.

“أفاست” المتهم الخفي

في الوقت الذي تبرأت شركة “جوجل” من المشكلة التي تتعلق بتطبيقها على بعض الهواتف الصينية، تبين أن السبب وراء ذلك هو خطأ من شركة “أفاست”، المتخصصة في تطوير برمجيات الحماية، وقد اعترفت شركة “أفاست” بأن نظامها الخاص بفحص التطبيقات على عدد من الهواتف الصينية تسبب في اعتبار تطبيق “جوجل” فيروسا، وطلب من المستخدمين حذفه من هواتفهم.

هذا الخطأ أثار استغراب وقلق العديد من مستخدمي هواتف “هواوي” خارج الصين، الذين رأوا تحذيرا من تطبيق “هواوي” Optimizer app” ينصحهم بإزالة تطبيق “جوجل” من هواتفهم، معتبرا أنه برمجية خبيثة تهدد أمنهم وخصوصيتهم، وقد أثار هذا التحذير شكوكا حول مدى موثوقية تطبيقات الحماية، وما إذا كانت تستخدم لأغراض أخرى غير معلنة.

شركة “أفاست” سارعت إلى الاعتذار عن هذا الخطأ، وأوضحت أنه ناتج عن الجزء البرمجي الخاص بها داخل تطبيق “هواوي Optimizer app”، الذي صنّف مربع البحث الخاص بـ “جوجل” داخل تطبيقها على أنه برمجية خبيثة، وأكدت الشركة أنها أصدرت بالفعل تحديثا برمجيا في 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي حل المشكلة بشكل نهائي، وأنها تعمل على تحسين نظامها لتجنب حدوث مثل هذه الأخطاء في المستقبل.

الأجهزة الصينية

هذا الحادث الأخير يُظهر بشكل واضح أن الثقة بأجهزة الهواتف الصينية قد أصبحت موضوعة تحت الاختبار، حيث عزز هذا الشك الذي بدأ يظهر بالفعل بسبب اعتماد هذه الأجهزة على برامج وتطبيقات من مصادر خارجية، ومنذ فرض العقوبات على الشركات الصينية منذ عام 2019، أصبحت هذه الشركات مضطرة للبحث عن بدائل للبرامج والخدمات التي تعتمد على تقنيات أجنبية، وهو ما يفتح الباب أمام مخاطر أمنية جديدة.

على الرغم من أن هناك الشكوك المتعلقة حول الأحداث الأخيرة وغيرها، إلا أنه من الضروري أن نتفهم أن ليس كل جهاز أو تطبيق صيني هو ضار أو خبيث، هناك بعض الشركات الصينية التي تحاول بجد ضمان أمان منتجاتها والامتثال للمعايير الدولية؛ ومع ذلك، يجب على المستخدمين أخذ الحذر والتحقق من أصول ومصادر التطبيقات والبرامج التي يستخدمونها على أجهزتهم.

في النهاية، يجب على المستهلكين أن يكونوا حذرين ومتأنين في اختيارهم للأجهزة والتطبيقات، وأن يعتمدوا على مصادر موثوقة ومعترف بها دوليا، إن هذا التجربة تذكرنا دائما بأهمية الأمن السيبراني والضرورة الملحة للتأكد من سلامة أجهزتنا وبرامجنا، سواء كانت صينية أم من أي مكان آخر.

كاتب المقال نيرودا الحسين ينصح بقراءة ...

خدمة جوجل بلاي للحماية أكثر أمانا مع التحديث الجديد