بعد الابتكارات الجديدة.. هل نضجت تقنية الهواتف القابلة للطي؟ 

بعد الابتكارات الجديدة.. هل نضجت تقنية الهواتف القابلة للطي؟ 
استمع إلى المقال

في الآونة الأخيرة أطلقت الكثير من الشركات التقنية نماذجها من الهواتف القابلة للطي معتمدة فيها على تقنيات وأشكال مختلفة للشاشة، وأدى هذا إلى ظهور العديد من الهواتف القابلة للطي وأجيال جديدة للهواتف ذاتها من الشركة ذاتها.

كثرة الهواتف القابلة للطي لم تؤثر بشكل كبير على معدل تبني التقنية من المستخدمين، إذ لم ترتفع نسبة الهواتف القابلة للطي في العام الماضي لأكثر من 1 بالمئة من إجمالي الهواتف المباعة مع توقعات متفائلة بوصولها إلى 3 بالمئة مع حلول عام 2026، وذلك وفق تقرير مركز “IDC” الربع سنوي للهواتف المحمولة في تشرين الأول/ أكتوبر 2022. 

قد يهمك أيضا: سامسونج تُشوِّق للمزيد من الهواتف القابلة للف والسحب

الوضع الحالي لقطاع الهواتف القابلة للطي 

نبيلة بوبال الباحثة في مركز “IDC” أرجعت السبب وراء ضعف الإقبال على الهواتف القابلة للطي هو التكلفة المرتفعة لاقتنائها رغم وجود اختيارات متنوعة في جميع الفئات السعرية، ولكن حتى الآن الهواتف القابلة للطي لم تصل إلى سعر 400 دولار. 

بوبال لا تظن بأن الشركات يجب أن تخفّض أسعار هواتفها القابلة للطي إلى هذه النقطة، إذ تؤمن بأن الجودة وتجربة المستخدم الفريدة هي مفتاح نجاح الهواتف القابلة للطي، لذلك يجب أن تحافظ الشركات على هذه الجودة الرائدة.  

تصريحات بوبال ليست بعيدة عن الواقع كثيرا، إذ إن الهواتف القابلة للطي حافظت على فئة سعرية أعلى من 1000 دولار، بل وتتجاوز هذا السعر في الكثير من الحالات مثل هواتف “Galaxy Z Flip 4” التي تُعدّ مسيطرة على قطاع الهواتف القابلة للطي بشكل عام. 

“سامسونج” تتربع على عرش الهواتف القابلة للطي مع نسبة استحواذ تصل إلى 96 بالمئة بفضل هاتفيها “Galaxy Z Flip 4″ و”Galaxy Z Fold 4” ثم تليها هواتف الشركات الصينية القابلة للطي، والتي لا تصل نسبتها إلى 4 بالمئة من هذا القطاع ثم هواتف “مايكروسوفت” التي تشكل 1 بالمئة منه. 

نجاح “سامسونج” في هذا القطاع كان بفضل “Galaxy Z Flip 4” تحديدا، إذ يستحوذ الهاتف بمفرده على نسبة 47 بالمئة من إجمالي الهواتف المباعة، ويليه “Galaxy Z Fold 4” مع نسبة 28 بالمئة من إجمالي الهواتف أيضا. 

المعادلة التي تمكنت “سامسونج” من تقديمها في هواتف “Galaxy Z Flip 4” كانت سببا وراء نجاحها، إذ استطاعت تقديم هاتف قابل للطي ذو جودة رائدة وسعر يبدأ أقل من 1000 دولار لمساحة تخزين 128 غيغابايت، وساهمت الثقة التي يمتلكها المستخدمون في “سامسونج” وأجهزتها في دفع الهاتف إلى الأمام وجعله أفضل الهواتف القابلة للطي مبيعا. 

قد يهمك أيضا: هل غيرت رأيي في هاتف “سامسونج S23 ألترا” بعد التجربة؟

“سامسونج” تُعدّ الشركة الرائدة الوحيدة التي تقدم هواتف قابلة للطي وتليها “مايكروسوفت”، وأما بقية الشركات المتواجدة في هذا القطاع هي شركات صينية المنشأ غير قادرة على تقديم هواتف ذات جودة مرتفعة ولا يثق فيها المستخدمون بشكل كافي.

العقبة الأكبر هي الجودة

الهواتف القابلة للطي تتطلب مستوى أعلى من معايير الجودة والمراقبة من الهواتف المعتادة، وذلك لأنها تمتلك مجموعة من الأجزاء المتحركة التي يجب أن تكون جيدة حتى تستطيع احتمال عمليات التشغيل المستمرة والفتح والإغلاق، وهذا هو السبب الذي يُبعد المستخدمين عن هواتف الشركات الصينية القابلة للطي. 

“سامسونج” تمتلك الشفافية اللازمة للكشف عن طرق اختبارها للهواتف القابلة للطي بشكل رسمي أو عَبر المواقع العالمية، وهو ما قامت به مع هاتف “Galaxy Z Fold3″، إذ أكدت الشركة أنها تختبر الهاتف في جميع الظروف الجوية، كما تقوم باختبار آلية الفتح والإغلاق أكثر من 200 ألف مرة، وهو متوسط استخدام الهاتف خلال 5 أعوام لمدة 100 مرة في اليوم الواحد.

“هواوي” التي تمتلك هاتف قابل للطي بسعر يزيد عن 3 آلاف دولار لم تكشف عن طرق اختبار آلية الفتح والغلق أو حتى مدى تحمّل الشاشة لهذه الاختبارات، وتركت أمر الاختبار على مستخدمين مستقلين لا يملكون الأدوات اللازمة لتطبيق معايير الاختبار بالجودة الكافية. 

اختبار “Jerry RIG Everything” لهاتف “Galaxy Z Fold 4”

تحمل الهاتف لظروف الاستخدام الصعبة ومدى استمرارية ميكانيكية فتح وغلق الشاشة هو أهم جوانب الهواتف القابلة للطي، وربما يكون السبب الأول وراء ضُعف الإقبال عليها، إذ إن غالبية المستخدمين لا يرغبون في شراء هاتف يخافون استخدامه.

قد يهمك أيضا: Android 12L إصدار جديد من أندرويد للأجهزة اللوحية والهواتف القابلة للطي بمجموعة مميزات هامة

مواصفات الهواتف القابلة للطي في العادة تكون موازية لمواصفات الهواتف الرائدة من كل شركة، لذلك تجد أن مواصفات وعتاد “Galaxy Z Fold 4” يشبه كثيرا مواصفات وعتاد “Galaxy S22 Ultra” لأنهما صدرا في العام ذاته، وهذا يضمن للمستخدم تجربة سلسلة وسهلة للغاية إلى جانب التّفرد الذي تقدّمه ميكانيكية غلق وفتح الشاشة. 

أحد العقبات التي تقف أمام انتشار الهواتف القابلة للطي هي الصورة الذهنية لها، إذ إن الشركات لم تستطع حتى الآن إبعاد الصورة الذهنية لهاتف مثل “Galaxy Z Fold 4” عن كونه هاتف رائد لرجال الأعمال الذين يعملون طوال اليوم، لذلك ابتعد الكثير من المراهقين عن هذا الهاتف وفضلوا التوجه إلى الهواتف الأقرب لهم، وعندما تمكنت “سامسونج” من زرع صورة ذهنية جديدة للشاب المعاصر الذي يتمتع بحرية الاستخدام مع هاتف “Galaxy Z Flip 4″، استطاعت مبيعات هذا الهاتف التغلب على بقية الهواتف القابلة للطي جميعا. 

زحام من المزايا 

الميزة الأهم في جميع الهواتف القابلة للطي هي مرونة الشاشة، ولكنها ميزة تتيح الكثير من الاستخدامات والمزايا الإضافية بداية من طرق استخدام جديدة للهاتف ووصولا إلى قدرات إضافية لا تستطيع الهواتف المعتادة القيام بها. 

إحدى أهم المزايا في هاتف مثل “Galaxy Z Fold 4” هي حجم الشاشة الكبير الذي يتيح استخدام أكثر من تطبيق معا في آن واحد دون أن تشعر بأن الشاشة صغيرة، وهو ما يمكّن المستخدمين من فتح تطبيقات الجداول البيانية إلى جانب البريد الإلكتروني وتطبيقات الاجتماعات المرئية، وفي هاتف مثل “Galaxy Z Flip4″، فإن مرونة الشاشة تتيح لك الكثير من الأوضاع المختلفة للتصوير، إذ يمكنك ثني شاشة الهاتف وتثبيتها على الجزء السفلي لتتمكن من التصوير عن بُعد أو حتى استخدام الشاشة الأمامية لمعاينة صور الشاشة الخلفية. 

مرونة الشاشة تتيح الكثير من الاستخدامات التي تختلف من شخص لآخر، وذلك لأن كل شخص لديه مجموعة من النقاط الهامة التي يحاول جاهدا الحفاظ عليها وتطويع الهاتف لاستخدامها ولا يمكن حصرها جميعا اليوم. 

مستقبل مشرق 

التقدم الذي نراه اليوم في عالم الهواتف القابلة للطي والشاشات المرنة ليس إلا قمة الجبل الجليدي، ولا يمكن بأي حال من الأحوال توقّع ما قد تصل إليه هذه التقنية مستقبلا، وذلك لأن التقنية المسؤولة عن تطوير الشاشات القابلة للطي لا تتوقف عند الهواتف المحمولة فقط، بل تمتد إلى الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية.

مؤتمر “MWC” عرض تشكيلة كبيرة من الابتكارات المختلفة المتعلقة بالهواتف القابلة للطي مثل الشاشة القابلة للسحب والتي تختبئ أسفل الهاتف وتفتح تلقائيا ليُصبح حجم الشاشة أكبر، أو حتى الحاسوب المحمول ذو الشاشة القابلة للطي. 

دخول الكثير من الشركات مستقبلا في هذا القطاع سيساهم في دفعه للأمام ونضوجه حتى يصبح تقنية يمكن الاعتماد عليها في الاستخدام اليومي مثلما حدث مع شاشات اللمس في الماضي، وإذا أراد التاريخ أن يعيد نفسه، فإن اللحظة الفارقة في تاريخ الشاشات القابلة للطي ستكون دخول “أبل” لهذا القطاع وتقديم أول “آيفون” قابل للطي، مثلما حدث تماما مع أول هاتف “آيفون” ذو شاشة لمس في الماضي. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.