الهجمات على البنية التحتية الإميركية.. تحدٍّ متزايد للأمن السيبراني العالمي

الهجمات على البنية التحتية الإميركية.. تحدٍّ متزايد للأمن السيبراني العالمي
استمع إلى المقال

في تطور مقلق يشير إلى تهديد متنامي في المجال السيبراني، كشفت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن وجود نشاط قرصنة معقّد ومستمر يرتبط بالصين، يستهدف بشكل مباشر قلب البنية التحتية الحيوية للأميركيين.
استناداً إلى تحليلات دقيقة وتحذيرات أمنية صادرة في يوم الأربعاء من قبل أبرز الوكالات الأمنية الأميركية،
بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA)،
تبين أن مجموعة الهجمات السيبرانية المعروفة باسم Volt Typhoon قد أعدّت نفسها ليس فقط لتخريب البنية التحتية الرقمية، ولكن أيضاً لتهديد السلامة الفعلية للمواطنين الأميركيين.

التحذير

كما يسلّط هذا التحذير الضوء على الطبيعة الدقيقة والموسّعة لعمليات الاختراق التي نفذتها Volt Typhoon،
مؤكّداً على نجاحها في التسلل إلى شبكات وأنظمة الكمبيوتر الخاصة بالشركات التي تعمل ضمن أهم قطاعات الاقتصاد الأميركي مثل الاتصالات، الطاقة، المياه والصرف الصحي، والنقل.
الكشف عن القدرة على الحفاظ على الوصول والتواجد داخل هذه الأنظمة لمدة تزيد عن خمس سنوات يرفع من مستوى الخطورة ويؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة ومكثفة للتصدي لهذه التهديدات.

بالإضافة إلى ذلك يُظهر التحذير أن النطاق الجغرافي للهجمات لم يقتصر على القطاعات المذكورة فحسب، بل تعدّاه ليشمل صناعات حيوية أخرى مثل البناء، تكنولوجيا المعلومات، والتعليم،

مما يشير إلى استراتيجية متعددة الأوجه تهدف إلى إضعاف الأمن القومي الأميركي من عدّة جبهات.

ماذا يفعل المهاجمون الصينيون

المهاجمون، تحت مسميات مثل Volt Typhoon،يستهدفون بشكل استراتيجي البنية التحتية الحيوية.
ويعملون على التموضع المسبق في هذه الشبكات لتسهيل الهجمات المدمرة، مما يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي.

هذه الأسماء تُستخدم لتسهيل التعرّف على وتتبع الحملات السيبرانية المختلفة والجهات الفاعلة وراءه:

  • “Volt Typhoon”: اسم معروف لمجموعة نشطة ذات صلة بالصين تم تحديدها مؤخراً في التحذيرات الأمنية.
  • “Vanguard Panda”: اسم آخر لجهة فاعلة مرتبطة بالحكومة الصينية.
  • “BRONZE SILHOUETTE”: مسمى يستخدم للإشارة إلى مجموعة قرصنة معينة ذات أصول صينية.
  • “Dev-0391”: تعريف فني يُستخدم لوصف نشاط معين مرتبط بالقراصنة الصينيين.
  • “UNC3236”: مصطلح يُستخدم ضمن المجتمع الأمني للإشارة إلى جهات فاعلة محددة.
  • “Voltzite”: اسم آخر يُستخدم لتعريف مجموعة هجومية مرتبطة بالصين.
  • “Insidious Taurus”: تسمية لمجموعة تهديد مرتبطة بالنشاط السيبراني الصيني.

التأثير السيبراني

الغرض من هذه الاستهدافات يتجاوز الجمع البسيط للمعلومات الاستخباراتية، مشيراً إلى نيّة لتأكيد القدرات السيبرانية وتعزيز النفوذ الجيوسياسي للصين.
من خلال الحفاظ على الوصول إلى هذه الشبكات لمدة تزيد عن خمس سنوات،
تمكنت الجهات الفاعلة من اكتشاف الضعف بعمق وإعداد الأرضية لعمليات تخريبية يمكن أن تستخدم كوسيلة للضغط أو التأثير على السياسات الأمريكية وقراراتها الاستراتيجية.

بالإضافة إلى ذلك، هذا النوع من النشاط يسهم في إضعاف الثقة العامة في قدرات الأمن السيبراني للحكومة الأميركية،
مما يعزز من الشعور بالضعف ويؤثر على الاستقرار الداخلي.
القدرة على التسلل والتواجد غير المكتشف تعكس مستوى عالٍ من الخبرة والتطور في الأساليب السيبرانية،
مما يشير إلى ضرورة مواجهة هذه التهديدات بإستراتيجية متكاملة ومتطورة تضمن الحفاظ على الأمن القومي وحماية البنية التحتية الحيوية.

وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) تصدر تقريراً يُظهر اختراقاً صينياً للبنية التحتية الأميركية

كما كشفت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) عن تقرير يُظهر أن جهات فاعلة مدعومة من الحكومة الصينية اخترقت البنية التحتية الحيوية الأميركية وحافظت على الوصول المستمر إليها.

يُقدم التقرير معلومات حول التكتيكات والتقنيات والإجراءات (TTPs) التي تستخدمها هذه الجهات الفاعلة،
بما في ذلك استغلال نقاط الضعف في البرامج، واستخدام تقنيات التصيد الاحتيالي، وشنّ هجمات البرامج الضارة.

كما يُقدم التقرير أيضاً توصيات حول كيفية تخفيف مخاطر هذه الهجمات، مثل تحديث البرامج بشكل دوري، واستخدام ممارسات قوية لأمان كلمة المرور، وتنفيذ تدريب الوعي الأمني للموظفين.

للقراءة الكاملة لتقرير CISA

في الختام

تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين على خلفية هجمات البنية التحتية الإلكترونية، حيث تشكل هذه الهجمات ساحة معركة جديدة بين الدولتين.

كما تُظهر الولايات المتحدة قوتها في مجال الفضاء الإلكتروني، مستخدمة قدراتها الهجومية والدفاعية المتقدمة لحماية بنيتها التحتية الحيوية.

في المقابل، تشكل التهديدات المتزايدة من جهات فاعلة مدعومة من دول مثل الصين تحديات كبيرة لمستقبل الأمن السيبراني العالمي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
5 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات