استمع إلى المقال

مع تقدم تكنولوجيا السيارات، وبالأخص السيارات ذاتية القيادة، التي بتنا نسمع عنها الكثير في الآونة الأخيرة، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت هذه السيارات آمنة، فمن الرائع تخيل عالم تكون فيه جميع السيارات كهربائية وذاتية القيادة بالكامل، لكن هل مخاطرها أكبر من منافعها.

المركبات ذاتية القيادة تتطور على نحو سريع، وما كان في يوم ما مجرد فيلم خيال علمي، أصبح الآن حقيقة على أرض الواقع، ومما لا شك فيه أن هناك الآن بعض القدرات شبه المستقلة تظهر في العديد من المركبات، ولكن من المهم أن ندرك أن هذه التكنولوجيا لا تزال في مراحلها الاختبارية.

مع تزايد استخدام مصطلح السيارات ذاتية القيادة في تسويق المركبات، يعتقد البعض أن المركبات ذاتية القيادة جاهزة للاستخدام على الطرق العامة، ولكن هذه من أكبر الأخطاء الشائعة في وقتنا الحاضر، فهناك حوادث تحدث على نحو متكرر لهذه الفئة من المركبات، وهذا إن دل، يدل على عدم نضج هذه التقنية حتى الآن.

رغم كل الآمال والإيجابيات التي من المتوقع أن تجلبها تقنية القيادة الذاتية لعالم السيارات، يبقى هناك الكثير من المخاطر التي تحدق بهذه التقنية حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وهذا تماما ما سنسلط الضوء عليه من خلال تقريرنا التالي.

قد يهمك: أي مستقبل ينتظر السيارات الكهربائية؟

فوائد السيارات ذاتية القيادة

  • السلامة

بعض الإحصائيات تشير، إلى أن الخطأ البشري مسؤول عن 95 بالمئة من مجموع حوادث الطرق، وفي هذه الجزئية من الممكن أن يساعد نظام القيادة الذاتية في تقليل أخطاء السائق المسببة للحوادث، وبالتالي هذا يقلل الخطر المحدق أيضا بالمشاة وراكبي الدراجات، الذين يقعون في كثير من الأحيان ضحايا لحوادث القيادة.

  • فئات محددة

غالبا ما تكون قيادة السيارة مهمة صعبة أو مستحيلة لبعض الفئات من المجتمع، مثل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن الذين يعانون من مشاكل في الحركة أو الإدراك، ومع المركبات ذاتية القيادة، سيتحقق لهم الحرية في التنقل وممارسة حياتهم بسهولة.

  • حركة المرور

ما يميز المركبات ذاتية القيادة، هي ارتباطها فيما بينها عبر شبكة اتصالات واسعة، وهذا ما يقلل من الاختناقات المرورية المتكررة داخل المدن.

  • حماية البيئة

مع تطور المركبات ذاتية القيادة من الممكن أن تشمل أيضا على أجهزة استشعار ذكية للتلوث وأجهزة مراقبة لكفاءة استهلاك الوقود، يمكن أن تساعد على تقليل من نشر غازات الاحتباس الحراري والملوثات من المركبات.

مخاطر السيارات ذاتية القيادة

السيارات ذاتية القيادة تشكل تحولا كبيرا في صناعة النقل، فمن المتوقع أن تحل محل السيارات التقليدية، وتوفر تجربة قيادة آمنة ومريحة، ومع ذلك، فإنها تواجه تحديات جديدة تتعلق بالسلامة والأمان.

المركبات ذاتية القيادة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة مثل المستشعرات والكاميرات والذكاء الصنعي لاتخاذ القرارات بشأن القيادة والتحكم في السيارة، وبالرغم من ذلك، فإن هذه التقنيات ليست خالية من المخاطر، إذ قد تتعطل المستشعرات، أو تتعرض للتشويش، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة.

لذلك، فإنه من المهم أن نفهم المخاطر المحتملة للسيارات ذاتية القيادة، وأن نتخذ الإجراءات اللازمة للتأكد من سلامتها وأمانها.

  • مخاطر التقنيات

سيارات القيادة الذاتية، مثلها مثل أي جهاز يعمل بمجموعة من التقنيات، وهي كالكمبيوتر تعتمد نظاما يقوم بإدارتها، وهي بشكل من الأشكال معرضة للأعطال والمشاكل الفنية أيضا، ولكن هذا ليس بنفس بساطة أعطال الكمبيوتر، ولكن قد تكون العواقب وخيمة، وبالأخص أثناء التحرك في مركبة على طريق مزدحم.

  • المهارات المنسية

الممارسة المستمرة لأي عمل، هي ما تضمن صقل المهارات على نحو دائم، ومع استمرار الاعتماد على القيادة الذاتية، قد يفقد الكثير من السائقين مهاراتهم في القيادة مع مرور الوقت، وفي كثير من الحالات والمشاكل قد تتطلب مهارات بشرية، فماذا سيحدث إذا كان السائق غير قادر على التصرف بسرعة، وهذا بسبب تراجع ردة الفعل السريعة التي يجب على السائقين الحفاظ عليها.

  • خطر القرصنة

كما ذكرنا، السيارات ذاتية القيادة في نهاية المطاف هي مجرد جهاز، وبالتالي هي معرضة لخطر الاختراق، إذ تعتمد هذه السيارات على البرامج لإدارة وظائفها، لذلك إذا تمكن أحد المتطفلين من التحكم في البرنامج، فيمكنه بشكل رئيسي التحكم في السيارة، وهذا ما يشكل خطورة على سلامة مالكي السيارات بعدة طرق.

  • سرقة البيانات

لا يكمن خطر الاختراق في وقوع حادث وإصابة الركاب فقط، بل يمكن أن يؤدي أيضا إلى وصول المتسلل إلى المعلومات الشخصية لمالك السيارة، إذ يقوم معظم مالكي السيارات بتوصيل هواتفهم بسياراتهم للاستماع إلى الموسيقى عبر البلوتوث، مما سيمكن المتسلل من الوصول إلى المعلومات الموجودة على الهواتف أيضا، ويمكن للمخترق بيع هذه المعلومات، أو على الأرجح استخدامها كوسيلة ضغط للحصول على فدية.

  • أمثلة على الاختراق

الخوف من اختراق السيارات ذاتية القيادة لا يأتي من فراغ، ففي عام 2019، تم اختراق سيارة “تسلا” ذاتية القيادة من قبل قراصنة أخلاقيين، يدعون أمات كاما وريتشارد تشو في غضون دقائق، واستغل القراصنة، نقطة ضعف في نظام المعلومات والترفيه للدخول إلى أحد أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالسيارة.

  • التعرض للإشعاع

نظرا لأن هذه السيارات ذاتية القيادة مليئة بالتقنيات، مثل “GPS” و”Wi-Fi” والبلوتوث وأجهزة التحكم عن بعد وملحقات الطاقة، فإنها تعرض السائق لكميات عالية من إشعاع المجال الكهرومغناطيسي، ويمكن أن يؤدي التعرض المسبق لإشعاع المجال الكهرومغناطيسي إلى حالات صحية، مثل الصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم وصعوبة التنفس والأرق.

  • خطر الحرائق

خطر نشوب حريق في المركبات ذاتية القيادة، هو مصدر قلق كبير على نحو خاص للمركبات التي تستخدم بطاريات الليثيوم أيون، والتي من المعروف أنها شديدة الاشتعال، فبمجرد أن تشتعل النيران في بطارية ليثيوم أيون، يمكن أن تصل إلى درجات حرارة تصل إلى 2 ألف درجة مئوية، ويمكن أن تؤدي محاولة إطفاء الحريق بالماء إلى انفجار غاز الهيدروجين.

السيارات ذاتية القيادة إلى أين؟

بناء على المعلومات المتاحة، يبدو أن السيارات ذاتية القيادة ستحتل مكانة مهمة في مستقبل النقل، ولكن بالرغم من كل المعطيات التي تشير إلى أهمية هذه الفئة في قطاع المركبات المستقبلية، فإن هذه السيارات تشكل مخاطر كبيرة إذا لم يتم التحكم بها بشكل صحيح، ومن الممكن أن تتسبب هذه المخاطر في وفيات ناهيك عن الأضرار المادية.

من المهم أن يتم تطوير تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة إلى حد بعيد لتصبح أكثر أمانا واعتمادية، ومن المهم أيضا تدريب السائقين وتعليمهم كيفية التعامل مع هذا النوع من السيارات، بما في ذلك الطرق الآمنة لتحويل التحكم إلى السيارة.

في نهاية الأمر، يجب أن ندرك أن السيارات ذاتية القيادة ليست حلا متكاملا لمشاكل النقل، وأنها تشكل تحديات جديدة للسلامة والأمان، وعلى الرغم من أن التقنية تتطور بشكل سريع، إلا أنه يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا لضمان أن تظل السيارات ذاتية القيادة آمنة وموثوقة لتصبح جزءا من حياتنا اليومية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.