استمع إلى المقال

انتشرت كليات الذكاء الاصطناعي في جمهورية مصر العربية داخل الجامعات المختلفة، حتى وصل عددها إلى 13 كلية خاصة بكل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي الذي أصبح اللبنة الأولى في حياة الإنسان العصري.

ولأن “وظيفة المستقبل” هي الحلم الذي يعصف بأذهان الكثير من الطلاب، مما يجعلهم يبحثون عن الكليات التي تمكنهم من الحصول على وظيفة بعد التخرج فورًا، وتأتي في المقدمة تلك الكليات الجديدة في مجال الحاسبات والذكاء الاصطناعي وبرامجها بمختلف الجامعات الحكومية أو الخاصة.

وقد أشار إلى ذلك سيادة رئيس الجمهورية “عبد الفتاح السيسي”، خلال زيارته لكلية الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ، حيث أكد على ضرورة الاهتمام بهذا القطاع واعتبره الواقع الجديد لمستقبل مصر، بالإضافة إلى حرص سيادته على أهمية إشراك الخريجين الشباب من هذا المجال في بناء المدن الذكية الجديدة في البلاد.

ومن ناحية أخرى، أكد العديد من عمداء كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي على مستوى الجامعات الحكومية أهمية هذا القطاع، واصفين ما ذكره الرئيس السيسي بأنه شعلة أمل للمستقبل، وبمثابة ضوء أخضر لتوسيع هذا المجال، مؤكدين على قيمة الذكاء الاصطناعي وأهميته في مستقبل الدولة.

ومن جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي في مصر الدكتور “عادل عبد الغفار” في تصريح خاص لموقع اليوم السابع أن هناك حواليْ 13 كلية للذكاء الاصطناعي والحاسبات بالجامعات الحكومية، وغيرها في البرامج المختلفة بالجامعات الأهلية والخاصة، والتي كرست المجال لتدريس علوم الذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء والتكنولوجيا وغيرها من المجالات والعلوم العصرية المواكبة للتطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم الآن، وذلك بهدف إعداد أجيال قادرة على مواكبة سوق العمل في المستقبل.

وأضاف الدكتور “عبد الغفار” في تصريحاته: “إن الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات سيعمل خلال الفترة المقبلة على التوسع في إنشاء كليات وأقسام الذكاء الاصطناعي باعتباره أحد الركائز الأساسية في المستقبل وفتح آفاق جديدة أمام الطلاب للالتحاق بها، خاصة وأنها تتيح فرص عمل متعددة أمام الطلبة في مختلف مجالات الحياة المستقبلية، التي تعتمد على الثورة التكنولوجية والثورة الصناعية”.

وعلى نفس المنوال، يقول الدكتور “أسامة إمام” عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان، إن اهتمام القيادة السياسية بالتوسع في إنشاء كليات الذكاء الاصطناعي دعا جامعة حلوان إلى المبادرة باستحداث برامج متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، كما تمّ تعديل مسمّى كلية الحاسبات والمعلومات إلى كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، حيث قامت الجامعة بتعديل اللائحة الدراسية من خلال إضافة برنامج الذكاء الاصطناعي في مرحلة البكالوريوس كـ “تخصص مستقل” بالإضافة لبرامج علوم الحاسب ونظم المعلومات وتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرمجيات والمعلوماتية الطبية.

وأوضح الدكتور “إمام” في سياق كلامه أنه تم كذلك تعديل لائحة الدراسات العليا لتتضمن برامج للذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، بالإضافة إلى إتاحة فرص تدريب للطلاب أثناء الدراسة مع مختلف الشركات والمؤسسات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات، من أجل تعزيز مهاراتهم وتعريفهم بمتطلبات سوق العمل.

وعلاوة على ذلك، يقوم الطلاب من خلال دراستهم بالكلية بعمل مشروعات عملية تتضمن أنظمة وبرامج وحلول رقمية ذكية مرتبطة بمشكلات حقيقية في المجتمع، ضمن مجالات عديدة أبرزها المجال الهندسي والطبي والصناعي والتكنولوجي (الإنترنت) وغيرها، كما يتم تنظيم المسابقات باستمرار في مختلف التخصصات، وقد استطاع طلاب الكلية الفوز بعدة جوائز مختلفة تثبت جدارتهم على حمل شعلة المستقبل العصري.

ويضيف الدكتور “إمام” عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان، أن الثورة الصناعية الرابعة أو الثورة الرقمية -كما يسميها- جعلت من التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من المجتمع في كل مناحي الحياة، مثل مجالات الأعمال والصحة والنقل والصناعة والتجارة والتعليم، ويتم ذلك باستخدام تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي والحوسبة وفيزياء الكمّ وإنترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يؤدي إلى تحسين كفاءة العمل بمؤسسات الدولة المختلفة وتعزير جودة حياة المواطن المصري بشكل عام.

ومن جهتها، قالت الدكتورة “نجوى بدر” عميد كلية الحاسبات بجامعة عين شمس، أنّ زيارة الرئيس لكلية الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ هي علامة مضيئة لهذا القطاع الجديد، واعتبرتها بارقة أمل وضوءًا أخضر وفخرًا وشرفًا لقطاع الحاسبات والمعلومات، مضيفةً إلى أنّ اهتمام رئيس الجمهورية يعكس تقدير القيادة والدولة لأهمية القطاع الهام والحيوي في نهضة البلاد.

وتابعت الدكتورة في تصريحها أنَّ الخريجين من كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي سيشعرون بمسئوليتهم الحقيقية عن الميكنة لجميع القطاعات الطبية والهندسية والزراعية، وسيكون الشاب الخريج المصري بمثابة محرك رئيسي لكل قطاعات الدولة، والاهتمام بهذا الشأن سيجعل مصر من أكثر دول العالم صناعة في البرمجيات التي تقوم على العقول البشرية وليس الأجهزة فحسب.

اقرأ أيضًا: إطلاق الإصدار التجريبي من تطبيق “هدهد” المساعد الذكى للفلاح المصري باستخدام الذكاء الاصطناعى

مشيرةً إلى أننا نمتلك في مصر عقولًا بشرية مستنيرة لديها إبداع حقيقي، وكل العقول البشرية في مصر لديها القدرة على ذلك، مؤكدةً أنَّ اهتمام مصر بهذا القطاع سيجعلها مصنعًا مورّدًا للعالم كله من المبرمجين القادرين في صناعة البرمجيات.

مجالات العمل لخريجي كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي :

  • أخصائي أو مهندس برمجة.
  • الدعم الفني وإدارة الشبكات.
  • أمن المعلومات.
  • التدريس الأكاديمي.
  • إدارة أنظمة التشغيل.
  • توثيق البرامج والنظم.
  • تخطيط وتحليل النظم والبيانات.
  • قواعد البيانات.
  • دعم وربط الذكاء الاصطناعي بقطاع عمله.

والجدير بالذكر، أن عدد كليات الذكاء الاصطناعي وأقسامه بكليات الحاسبات والمعلومات على مستوى الجامعات الحكومية يبلغ -على مدار عاميْن من التوسعة- ما يصل إلى 16 كلية وقسم بمختلف الجامعات، وهو ما يؤكد حرص واهتمام الدولة المصرية على التماشي مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة ومواكبة العصر، وإعداد خريجين قادرين على المنافسة في سوق العمل ومؤهلين للتحديات التي تفرضها الثورة الصناعية الرابعة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات