استمع إلى المقال

لا شك في أن الذكاء الاصطناعي قادر على الحلول محل الكثير من البشر، مما يلغي الحاجة إلى العديد من الوظائف الحالية، لكن هل توفر هذه التقنية الناشئة وظائف جديدة، وهل تجلب فرص عمل مختلفة.

الجوانب السلبية تهيمن على المحادثة حول الذكاء الاصطناعي ومكان العمل. بعد عقود من الأتمتة التي ألغت وظائف التصنيع، يشعر الناس في قطاع الخدمات بالقلق من أن يتم استبدالهم بالروبوتات.

كما يحدث مع كل تحول تكنولوجي، فإن الذكاء الاصطناعي بشكله الحالي قد يسرق جزءا كبيرا من الوظائف، لكنه يخلق العديد من الفرص الجديدة.

الذكاء الاصطناعي والوظائف الجديدة

الوظائف الجديدة الأكثر وضوحا مخصصة لأولئك الذين لديهم مهارات البرمجة والتطوير للمساعدة في بناء نماذج الذكاء الاصطناعي أو تكييفها لأغراض معينة، لكن ليست كل الوظائف موجهة نحو المتخصصين في الذكاء الاصطناعي.

هناك شركات ناشئة مخصصة لتخصيص أنظمة الذكاء الاصطناعي لكي تكون مناسبة لوظائف معينة في الأعمال المتخصصة، مثل العمل كوكلاء خدمة عملاء لصناعات معينة، أو حتى مساعدي مبيعات عبر الإنترنت. 

الوظائف المتخصصة في بناء وإنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي توفر أكبر الرواتب، لكن هناك وظائف عالية المهارة وذات رواتب عالية عبر البرمجة والتطوير.

أنواع جديدة من الوظائف

هناك شركات مختلفة بشكل جذري تحاول دخول ثورة الذكاء الاصطناعي، بحيث توفر هذه الشركات أنواعا جديدة من الوظائف في هذه المرحلة، لكن على نطاق أصغر من وظائف التطوير الجديدة. 

أحد إعلانات الوظائف التي جذبت اهتماما خاصا هو إعلان “نتفليكس” عن حاجتها إلى مدير منتج لمنصتها للتعلم الآلي، حيث يتراوح التعريض المدرج ضمن تفاصيل الوظيفة بين 300 ألف و900 ألف دولار.

على خلفية الكتاب والممثلين الذين أضربوا بسبب تأثير التقنية الناشئة بوظائفهم، أثار إعلان الوظيفة ردود فعل عنيفة. بالرغم من أن إعلان “نتفليكس” لا يذكر على وجه التحديد أتمتة وظائف الكتابة أو التمثيل، لكنه يتضمن صياغة مثل تعزيز الابتكار وتقديم التخصيص للأعضاء مع أعلى تأثير ممكن.

لكن الوظائف الجديدة التي أنشأتها التقنية الناشئة لا تقدم جميعها راتبا عاليا، حيث أعلنت مجموعة “NewsQuest” عن وظيفة مراسل مدعوم من الذكاء الاصطناعي، بحيث يعمل الموظف الجديد مع نظام ذكاء اصطناعي للمساعدة في كتابة المقالات الإخبارية، مما يضمن أن كل المحتوى المنتج يفي بالمعايير القانونية والأخلاقية بينما يطلب منه أيضا تلبية أهداف عرض الصفحة وتجاوزها، وذلك مقابل راتب قدره 28 ألف دولار.

هذا النوع من الوظائف يعتمد على فكرة أن استخدام التقنية الناشئة والحصول على نتائج جيدة في الوقت الحالي مهمة تتطلب مهارة. في حين أن استخدام محفزات محددة يؤدي إلى نتائج أفضل، لكن يحتاج العنصر البشري إلى مراقبة التقنية الناشئة التي يبدو أنها تقدم معلومات واقعية، لكنها قد تكون تختلق حقائق زائفة غير صحيحة.

الوظائف متغيرة؟

الوظائف التي أنشأتها التقنية الناشئة قد لا تستمر على المدى الطويل، وهي قابلة للتغير باستمرار، وعلى سبيل المثال، فإن وظيفة المبرمج قد تتغير مع الوقت، بحيث قد يرى مبرمجي الذكاء الاصطناعي أن بعض مهاراتهم لم تعد مرغوبة. 

كما أن وظيفة التوجيه وإعطاء تعليمات دقيقة جدا للذكاء الاصطناعي للحصول على مخرجات ذات جودة أفضل قد تكون قصيرة العمر، لأن التقنية الناشئة تتحسن، وقد نحتاج بدلا من ذلك إلى تحسين مهارات الاستفسار والترجمة.

نماذج الذكاء الاصطناعي تعتمد على التدريب على بيانات العالم الحقيقي. بالنسبة للغة، توجد هذه البيانات بشكل طبيعي، لكن للاستخدامات الأخرى تحتاج التقنية الناشئة إلى تعليمات محددة.

من الواضح أن هذه الوظائف لن تدوم. على سبيل المثال، تستخدم جميع شركات القيادة الذاتية سائقين اختباريين للسيارات الذاتية القيادة، لكن العديد من الوظائف تخدم غرضا مشابها، وإن كان أقل وضوحا بكثير. 

الوظائف المشتركة بين التقنية الناشئة والإنسان موجودة وتركز إما على المهام المتكررة التي لا تزال أنظمة الذكاء الاصطناعي غير موثوق بها بشكل كاف، أو على الإشراف في وسائل التواصل الاجتماعي للأسباب نفسها.

على المدى الطويل، يمكن استخدام التكنولوجيا لتحسين الوظائف الحالية أو تغييرها، مع إسناد المهام الرتيبة إليها.

بشكل عام، من ناحية الوظائف المستقبلية، قد يكون هناك وظيفة محرر ذكاء اصطناعي، وذلك بسبب الحاجة إلى وجود عنصر بشري في هذا الوظائف الإبداعية للإشراف على المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة التكنولوجيا.

ختاما، بغض النظر عما تفعله التقنية الناشئة في مكان العمل، فإن هناك الكثير من الوظائف القابلة للأتمتة، مثل خدمة العملاء، لكن وجود العنصر البشري يمثل قد يمثل مستقبلا علامة على الجودة، وقد يعزز هذا الاتجاه زيادة المهارات الشخصية.