استمع إلى المقال

باعتبارها مطورا مبكرا للذكاء الاصطناعي التوليدي والرقائق المتخصصة المشغلة لهذه التكنولوجيا، وجدت “جوجل” نفسها تلعب دور اللحاق بالركب في بعض الأحيان منذ إصدار “ChatGPT”، لكن هل عملاقة البرمجيات قادرة على منافسة “مايكروسوفت” في مجال البرمجيات السحابية.

في إطار سباقها لكسب موطئ قدم في سوق البرمجيات السحابية المربحة، تبيع شركة “جوجل” للمرة الأولى إمكانية الوصول الواسع النطاق إلى تقنيتها الأقوى للذكاء الاصطناعي.

خلال مؤتمر “جوجل” السحابي السنوي “Cloud Next 2023” الذي انعقد في سان فرانسيسكو، شرح توماس كوريان، الرئيس التنفيذي للقطاع السحابي في “جوجل”، العروض المقدمة لآلاف العملاء، مع توفير عدد من الأدوات المتاحة على نطاق واسع التي يمكن أن تساعد في صياغة رسائل البريد الإلكتروني أو تلخيص المستندات الطويلة المخزنة في السحابة.

هذه المنتجات الجديدة تعمل على تكثيف المنافسة مع “مايكروسوفت”، ثاني أكبر مزود للخدمات السحابية، و”OpenAI”، مطورة “ChatGPT”، التي دعمتها “مايكروسوفت” بمليارات الدولارات.

الشركتان تبيعان إمكانية الوصول إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وراء ChatGPT الشهير، لكن إطلاق “جوجل” يضعها في منافسة مباشرة مع “مايكروسوفت” لجعل البرامج المكتبية العاملة بالذكاء الاصطناعي متاحة بسهولة لجميع العملاء.

كمية المبيعات

“جوجل” استخدمت المؤتمر لعرض استخدامات العملاء لتقنيتها، بما في ذلك تطبيق جنرال إلكتريك للأجهزة الذي تخطط الشركة لطرحه والذي يستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي من “جوجل” لإنشاء وصفات بناء على الطعام الموجود في ثلاجة العميل.

هذه الجهود هي أحدث محاولة من عملاقة البحث لتحفيز النمو في الأعمال السحابية، وهو جزء مهم من محاولات الرئيس التنفيذي، سوندار بيتشاي، لتقليل الاعتماد على محرك البحث.

التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي وموارد الحوسبة التي تتطلبها أضافت ضغطا إضافيا لتحويل التكنولوجيا إلى منتجات مربحة.

البنية التحتية وعروض البرمجيات لشركة “جوجل” تنتج مبيعات سنوية بقيمة 32 مليار دولار، أي نحو 10 بالمئة من إجمالي إيرادات الشركة الأم “ألفابت”. 

هذا العام، حققت وحدتها السحابية أرباحا تشغيلية ربع سنوية للمرة الأولى، مما يجعل “جوجل” تحتل المركز الثالث بقوة في مجال السحابة خلف “أمازون” و”مايكروسوفت”.

كوريان شبه الذكاء الاصطناعي التوليدي باختراع الحوسبة السحابية منذ عقود، وهو تطور سمح بتخزين الملفات على خوادم بعيدة بدلا من الأجهزة المحلية والوصول إليها عبر الإنترنت.

للتنافس بشكل أفضل، تخطط “جوجل” لتوفير نموذجها اللغوي الكبير الحالي “PaLM 2″، الذي يشغل العديد من ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي للشركة، على نطاق واسع، وذلك بعد أن كان متاحا في السابق لعملاء مختارين بعناية.

كما أعلنت الشركة أيضا عن التوفر العام لمجموعة من الأدوات العاملة بالذكاء الاصطناعي لحسابات جيميل للشركات ومنتجات البرامج الأخرى في مكان العمل.

هذه الأدوات تكلف 30 دولارا إضافيا شهريا للشخص الواحد، وهو ما يتوافق مع السعر الذي قد تفرضه “مايكروسوفت” مقابل عرض منافس في مجموعة 365 الرائدة، التي لا تزال قيد الاختبار مع شركات مختارة.

“جوجل” وتلبية متطلبات قاعدة العملاء

قدرة “جوجل” على تقديم خدماتها السحابية تعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان بإمكانها تأمين ما يكفي من الرقائق لتلبية متطلبات قاعدة عملائها المتنامية.

طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي فرضت ضغوطا أكبر على المديرين التنفيذيين الذين يساعدون في تقسيم موارد الحوسبة بين العملاء ومنتجات “جوجل” الخاصة، مثل محرك البحث الذي يحمل الاسم نفسه.

بحسب كوريان، فإن خدمة “جوجل” السحابية لديها موارد كافية لتلبية احتياجات العملاء، حيث حولت الشركة مزيج الرقائق في مراكز بياناتها نحو المعالجات التي يمكنها التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

كما أن طلبات الحصول على موارد حوسبة الذكاء الاصطناعي تجاوزت تقريبا التوقعات الطويلة المدى التي حددتها الأعمال السحابية منذ أكثر من عام.

لا تزال العديد من الشركات في مرحلة مبكرة من تجربة الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن غير المؤكد أن معظمها قد تجد استخدامات إنتاجية لهذه التكنولوجيا، وأبلغ المستخدمون أيضا عن انخفاض الأداء مؤخرا في المنتجات الشائعة مثل “ChatGPT”.

“جوجل” أوضحت أن الناس يميلون إلى الاستمرار في استخدام التكنولوجيا عندما تكون مفيدة، واستشهد كوريان ببيانات تظهر أن الموظفين الذين يستخدمون أداة الكتابة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في جيميل كانوا يرسلون رسائل بريد إلكتروني أكثر بنسبة 30 بالمئة تقريبا من المعتاد.

نتيجة لذلك، تعمل “جوجل” بقوة على إضافة الموارد اللازمة لتشغيل برامج الذكاء الاصطناعي، مع إضافة ملاحظة تحذيرية بشأن قدرة الشركة على التخطيط للمستقبل، حيث من الصعب التنبؤ بالطلب بشكل كامل، لكن الشركة تعتقد أنها قادرة على فعل ذلك.

هكذا تعتزم “جوجل”

إلى جانب ذلك، تعتزم “جوجل” تقديم “Gemini”، ردها على نظام الذكاء الاصطناعي وراء “ChatGPT” المتميز من “OpenAI”، لعملاء السحابة بمجرد تطوير النموذج، حيث يعمل المؤسس المشارك لشركة “جوجل”، سيرجي برين، بدوام كامل تقريبا في الشركة مع الباحثين الذين يقومون بتطوير النموذج.

قطاع السحابة، وهو أكبر قسم في الشركة من حيث عدد الموظفين، يلعب دورا مركزيا في استجابة “جوجل”، وهو يشرف على مراكز البيانات التي تحتوي على الرقائق القيمة المشغلة للخوارزميات الكبيرة، التي زادت أهميتها مع جمع أنظمة الذكاء الاصطناعي لكميات أكبر من البيانات.

هذه المعالجات تشمل “TPU”، وهو نوع من المعالجات بدأت جوجل استخدامه في عام 2015 لتطوير نماذجها للذكاء الاصطناعي.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت “جوجل” عن توفر “Duet AI” بشكل عام في “Workspace”، ووسعت الوصول المبكر إلى “Duet AI” إلى سحابتها، بحث تجلب مجموعة كبيرة من الأدوات والميزات الجديدة للمطورين، وليس أقلها اللغة الطبيعية التي تطالب بإعادة هيكلة التعليمات البرمجية للتطبيقات القديمة.

بعد أن نجحت “جوجل” بتبسيط تعقيدات الإنترنت لكل مستخدم من خلال مربع البحث البسيط، فإن “Duet Ai” تعمل بالطريقة نفسها لتبسيط تطور نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال تجربة الدردشة المتكاملة.

بحسب عملاقة البحث، فإن الآلاف من الشركات وأكثر من مليون شخص يستخدمون “Duet AI” في “Workspace”، حيث أطلقت الشركة أكثر من 300 ميزة جديدة لـ “Workspace” خلال الـ 12 شهرا الماضية وحدها، ولدى “Workspace” أكثر من 10 ملايين عميل يدفعون.

كما أشارت الشركة إلى أنها تخطط لتوفير الأجهزة الافتراضية “A3” في الشهر المقبل، بحيث تشغل الأجهزة بواسطة وحدات معالجة الرسوميات H100 من “إنفيديا”، وهي مصممة خصيصا لتدريب وخدمة أعباء عمل الذكاء الاصطناعي المتطلبة ونماذج اللغات الكبيرة.

خلال المؤتمر، أعلنت “جوجل” عن توسيع شراكتها مع “إنفيديا” لإتاحة مجموعة كبيرة من أحدث شرائح الذكاء الاصطناعي H100 بشكل عام لعملاء السحابة الذين يجربون مجموعة متزايدة من عروضها للذكاء الاصطناعي، كما أصبحت وحدات TPU من “جوجل” متاحة أيضا لمجموعة واسعة من المهام.

ختاما، فإن قدرات الحوسبة تتحسن كثيرا، لكن التطبيقات تتحسن أكثر حيث كانت “جوجل” تستعد للذكاء الاصطناعي منذ 7 سنوات لجعل منتجاتها أكثر فائدة بشكل جذري، وظهرت النتيجة خلال مؤتمرها عبر المجموعة الكبيرة من ميزات “Duet AI” الجديدة لـ “Workspace”، بما في ذلك النسخ الآلي للمكالمات، وأدوات مقتطفات الفيديو في الوقت الفعلي، والقدرة على تخطي الاجتماعات والحصول على ملخص من “Duet AI”، إلى جانب الإعلانات الأخرى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات