استمع إلى المقال

قبل انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 قطر، في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، بأنه سيتم استخدام العديد من الابتكارات التكنولوجية الجديدة ضمن البطولة لتحسين تجربة كرة القدم لكل من المشجعين واللاعبين.

تتوزع التقنيات التي تُستخدم في البطولة على عدة محاور، منها لمساعدة حكام الفيديو(VAR) أو الملعب في اتخاذ قرارات أكثر سرعة ودقة، وهناك تقنيات تساعد المدربين لمتابعة أداء وصحة اللاعبين، وهناك أيضا تقنيات لمساعدة الجمهور بكل فئاته على متابعة المباريات والتفاعل معها بشكل أوسع.

“الرحلة” الكرة الذكية”

المصدر: Adidas

“الرحلة”، هي الكرة الرسمية لكأس العالم لكرة القدم قطر 2022، وهي أحد أهم الابتكارات التكنولوجية للبطولة. يوجد داخل الكرة نظام “أديداس” للإيقاف “Adidas Suspension System” الذي يشتمل على مستشعر حركة وحدة القياس بالقصور الذاتي “IMU” وهو جهاز يدمج المحاور المتعددة، لقياس التسارع، وأجهزة الاستشعار الأخرى لتوفير تقدير لاتجاه الكائنات. وتقوم الكرة بنقل الإشعارات والبيانات لغرفة الحكام بمعدل 500 مرة في الثانية، كما باستطاعتها تحديد اللحظة التي تم اللعب بالكرة بنسبة خطأ 0%، ففي مباراة الأرجنتين والسعودية على سبيل المثال تم إلغاء 3 أهداف بسبب هذه التقنية بفرق بضعة سنتيمترات، كان من المستحيل مشاهدتها بالعين المجردة.

تم تصميم بعض الكرات في مصر عن طريق شركة”Forward Egypt”. ويتم تشغيل الكرات بواسطة بطارية قابلة لإعادة الشحن. ومن المهم أن هذه التكنولوجيا غير ملحوظة للاعبين، ولا تؤثر على أداء الكرات.

التسلل شبه الآلي “Semi-Automated Offside”

المصدر: FIFA

قاعدة التسلل معروفة لدى كل مشجعي كرة القدم، وعبر تاريخ الكرة تغيرت القاعدة مرات عديدة، سابقا كانت تعتمد عملية الكشف على التسلل على حكم الملعب وحكام التماس، ودائما ما كان يُثار الجدل حول صحة قرار الحكام في عمليات التسلل، ولقطع الشك باليقين ولمساعدة حكام المباريات في الملعب، وفي غرف التحكيم من اتخاذ قرارات تسلل أسرع وأكثر دقة، تطبق بطولة قطر 2022 تقنية “التسلل شبه آلية”.

تستخدم التقنية 12 كاميرا مخصصة مثبتة تحت أسطح الملاعب لتتبع الكرة وما يصل إلى 29 نقطة لكل لاعب، وبمعدل 50 مرة في الثانية. تشمل نقاط البيانات الـ 29 التي تم جمعها جميع الأطراف والأطراف ذات الصلة بعمليات التسلل. بالإضافة إلى ذلك، كما ذكرنا سابقا، تجمع كرة “الرحلة” البيانات 500 مرة في الثانية للسماح بالكشف الدقيق عن نقطة الانطلاق.

المصدر: FIFA

باستخدام الذكاء الصنعي، توفر بيانات تتبع الأطراف والكرة تنبيها آليا عن التسلل لحكام مباراة الفيديو، حيث يكون المهاجم في موقع تسلل عندما يلعب أحد أعضاء الفريق الكرة. يجب على مسؤولي مباريات الفيديو التحقق يدويا من البيانات، ويجب على الحكم على أرض الملعب تأكيد القرار. يتم إنشاء نقاط البيانات الموضعية المستخدمة لاتخاذ القرار في رسم متحرك ثلاثي الأبعاد يتم عرضه على شاشات الملاعب وإتاحته لشركاء البث في “فيفا” لمزيد من شرح والتوضيح.

تطبيق “FIFA Player” لمساعدة تقييم اللاعبين

المصدر: FIFA

تطبيق “FIFA Player” تم طرحه من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وهو يعمل على الهواتف الذكية ليساعد لاعبي كرة القدم المشاركين في بطولة مونديال قطر 2022، من مراقبة أدائهم الفردي في الملعب، وتحليل كل البيانات الخاصة بهم.

في بيان رسمي للفيفا على الإنترنت، أوضحت أن التطبيق تم تطويره “بناء على توصيات لاعبي كرة القدم المحترفين وبالتعاون مع “FIFPRO”، وهي المنظمة التي تمثلهم حول العالم، ويتم استخدامه لأول مرة في كأس العالم 2022 المقامة في قطر”.

تتم مزامنة هذه البيانات بعد ذلك مع لقطات المباراة، بحيث يمكن للاعبين رؤية جميع اللحظات المهمة لأدائهم بالتفصيل من زوايا مختلفة بعد انتهاء المباراة.

تقنيات مساعدة لذوي الإعاقة البصرية من متابعة الأحداث

لتمكين عشاق كرة القدم من ضعاف البصر، أو من ذوي الإعاقة البصرية من الاستمتاع بكأس العالم 2022، يتم استخدام تقنية “Bonocle”، وهي إحدى الشركات الناشئة المحلية التي شقّت طريقها نحو كأس العالم لاعتمادها كإحدى المنشآت الأساسية في عملية التنظيم. وهي أول منصة ترفيهية بطريقة “بريل” (نظام كتابة للمكفوفين) في العالم، وباستخدام وظائف الترميز وتقنيات البلوتوث يمكن للأفراد ذوي الإعاقات البصرية تجربة الإثارة في كأس العالم.

تم الاستعانة بتقنية “Feelix Palm” أيضا، وهي تقنية تعمل بواسطة النبضات الكهربائية من خلال أجهزة اتصال، وتعتمد هذه الأجهزة على اللمس لنقل رسائل تشبه طريقة “بريل” أيضا، لكن دون تقييد حركتهم الجسدية أو سمعهم.

تبريد الملاعب بطاقات مستدامة

هناك سبعة من الملاعب الثمانية لكأس العالم قطر 2022، تم استخدام تقنية تبريد متقدمة “Advanced Cooling Tech” للحفاظ على درجة حرارة الملعب بحدود 20 درجة، وهي درجة حرارة مثالية للاعبين والمشجعين. وهي شبه مستدامة لكونها تستخدم الطاقة بنسبة 40 بالمئة، مقارنة بتقنيات التبريد التقليدية، ويتم تعويض ذلك عن طريق الاستعانة بالطاقة الشمسية. يستخدم نظام التبريد مزيجا من العزل والتبريد المستهدف لتبريد الأماكن التي يتواجد فيها الأشخاص.

قد يهمك: استخدامات الذكاء الصنعي في عالم الرياضة

الدكتور “سعود عبد العزيز عبد الغني”، الملقب الآن بالدكتور كول، أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة قطر، هو العقل المدبر وراء عملية تبريد الملاعب. أوضح قائلا، ” تعتمد عملية تبريد الملاعب المفتوحة على خلق فقاعة مناخية داخل الملعب، فتحافظ على درجة حرارته، ولعل أكبر التحديات التي واجهتنا هي منع تسرب الهواء الساخن إلى الداخل أو تحجيم كميته، فتبرز هنا أهمية تصميم المنطقة أو الفتحة التي تربط بين الفقاعة المناخية الصغيرة بالمناخ الكلي الخارجي.”

للتكيف مع هذا التحدي، تم تصميم الملاعب بحيث يدخل الهواء المبرّد عبر شبكات في المدرّجات وفوّهات كبيرة في الملعب. من خلال تقنية تدوير الهواء، يتم امتصاص الهواء الدافئ في نظام تبريد الملعب، وتنظيفه بالماء، وإعادة تبريده، وتصفيته، وضخه مرة أخرى بواسطة توربينات ضخمة، وستحافظ المستشعرات حول الملعب على ثبات درجة الحرارة، وتضبط تدفق الهواء للمقاعد في الظل أو الشمس.

خدمات منوعة للمشجعين في الملاعب وخارجها

  • تطبيق “NavBuddy Qatar”

يساعد هذا التطبيق المشجعين في الملاعب من الوصول إلى دورات المياه وأماكن شراء الطعام القريبة منهم، ومعرفة الأماكن المزدحمة خارج وداخل الملاعب، والتطبيق متوفر لكلا النظامين “أندرويد” و “IOS”.

  • تطبيق”Asapp”

تطبيق آساب “As soon as possible”، وهو تطبيق للهاتف المحمول لتقديم خدمة التوصيل في المقاعد ومحطات النقل وداخل الملاعب، مما يعني توفير الكثير من الوقت على المشجعين.، وهو متوفر لكلا النظامين أيضا.

  • غرف مخصصة لمصابي التوحد

تم إنشاء غرف مشاهدة حسية Sensory viewing rooms” ” في الملاعب لتوفير مساحات آمنة وهادئة للمصابين بالتوحد، وسيتمكن هؤلاء المصابون من متابعة المباريات في هذه الغرف، التي تم تصميمها خصيصا لمراعاة حواسهم في العروض التفاعلية والإضاءة المتحكم فيها، والبقاء هادئين في بيئة خاضعة للإشراف.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.