استمع إلى المقال

إذا كنت تأمل حضور كأس العالم في قطر الشهر المقبل، فربما تعيد التفكير في خططك بمجرد معرفة متطلبات هذه الزيارة، أو على أقل تقدير، لن ترغب باصطحاب هاتفك المحمول معك. هذا ما صرح به حرفيًا أيڤن ڤاسين “Øyvind Vasaasen”، وهو صحفي سابق، ورئيس القسم الأمني لهيئة الإذاعة النرويجية “NRK” على موقع الهيئة الرسمي، خلال تقرير حول المخاطر الأمنية التي تهدد زوار مونديال قطر.

برامج تجسس مفروضة على زوار كأس العالم

جاء في تقرير هيئة الإذاعة النرويجية، أنه من المتوقع أن يزور الآلاف من مشجعي كرة القدم دولة قطر خلال الشهرين المقبلين لمشاهدة بعض مباريات كأس العالم. ولكن ما أثار مخاوف باحثي الأمن السيبراني، هو مطالبة الدولة الزوارَ بتنصيب تطبيقين باسم “Ehteraz” و ” Hayya”، الذين يمنحان المسؤولين حقوقًا للوصول إلى البيانات الموجودة على هواتف الزوار.

  • تطبيق احتراز Ehteraz هو تطبيق تتبع كوفيد -19 يلزم كل زائر قادم إلى قطر يتجاوز عمره الـ 18 عامًا. يطلب التطبيق من مستخدميه العديد من الأذونات على الهاتف، مثل الوصول لقراءة أو حذف أو تغيير كل المحتوى الموجود على الهاتف، وكذلك الوصول إلى الاتصال بشبكات Wi-Fi والبلوتوث، كما يتجاوز التطبيقات الأخرى ويمكنه منع الهاتف من إيقاف التشغيل.

بالإضافة إلى كل ما تم ذكره، سيكون التطبيق قادراً على تحديد موقع المستخدم بدقة متناهية، كما لديه القدرة على إجراء مكالمات مباشرة عبر الهاتف، والقدرة على تعطيل قفل الشاشة.

تطبيق Ehteraz
  • تطبيق Hayya هو تطبيق رسمي لكأس العالم، يستخدم لتتبع تذاكر المباريات والوصول إلى المترو المجاني في قطر، هذا التطبيق لا يطلب الأذونات ذاتها التي يطلبها التطبيق السابق، ولكنه يحتوي على عدد من الجوانب المثيرة للشك. فهو يطلب على سبيل المثال الوصول إلى المعلومات الشخصية للمستخدم دون أي قيود تقريبًا. بالإضافة إلى أن Hayya يمنح إمكانية تحديد الموقع الدقيق للهاتف، ويمنع الجهاز من الدخول في وضع السكون، ويعرض اتصالات شبكة الهاتف. وفقًا لمزاعم أيڤن ڤاسين.
تطبيق Hayya

وجهة نظر “مستقلة”

طلبت هيئة الإذاعة النرويجية من “Bouvet” و “Mnemonic“، وهما شركتان مستقلتان لأمن تكنولوجيا المعلومات، مراجعة التطبيقات وتقديم استنتاجاتهم عن نشاطات هذه التطبيقات.

جاء رد الشركتين واضحًا، بأنه في حال وصول البيانات التي يتم جمعها للأيادي الخاطئة، ستكون النتائج وخيمة، فعلى سبيل المثال، هذه التطبيقات تتبع المكان الذي يذهب إليه المستخدم، وبالإمكان معرفة الهواتف القريبة منه. بهذه الطريقة، يمكنهم ربط المعلومات ومعرفة بمن سيلتقي صاحب الهاتف ومع من سيتحدث.

 في الوقت ذاته، تعالج هذه التطبيقات البيانات، ولا سيما المرتبطة بنظام تحديد المواقع العالمي GPS، والتي تنطوي على احتمالية عالية لإساءة الاستخدام. وليس هناك مجال إلا أن يثق المستخدم في الأشخاص الذين يطورون أو يمتلكون التطبيقات.

قد يهمّك: التشفير بين الطرفين ميزة قد تؤثّر على سلامة الأطفال

قيود مفروضة على وسائل الإعلام

في منتصف الشهر الحالي نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا على موقعها الرسمي، جاء في فحوى التقرير، بأنه قد تُمنع طواقم التلفزيون الدولية في قطر من إجراء مقابلات مع أشخاص في مناطق محددة، ويأتي ذلك ضمن فرض قيود شاملة على التغطية الإعلامية. وقد تم بالفعل منع المذيعين العاملين لدى إذاعتي البي بي سي و ITV البريطانيتين، من التصوير في مواقع الإقامة، مثل تلك التي تؤوي العمال المهاجرين، بموجب شروط تصاريح التصوير الصادرة عن الحكومة القطرية.

تندرج القيود ضمن قائمة الشروط التي يجب أن توافق عليها المنافذ الإعلامية عند التقدم للحصول على تصريح تصوير من السلطات القطرية، لالتقاط صور فوتوغرافية وفيديو للمواقع الأكثر شهرة في جميع أنحاء البلاد، ووفقًا لهذه الشروط يمنع التسجيل في المباني الحكومية والجامعات ودور العبادة والمستشفيات، كما في العقارات السكنية والشركات الخاصة.

شروط وأحكام التصريح

تجدر الإشارة إلى أن قطر قد واجهت انتقادات سابقة بسبب معاملتها للصحفيين في عام 2015، واحتجزت السلطات في البلاد العديد من صحفيي البي بي سي الذين كانوا يحققون في مزاعم تتعلق بإساءة معاملة العمال المهاجرين. وفي العام الماضي، واجه أيضًا صحفيان من النرويج عقوبات مماثلة أثناء تغطيتهما للقضية نفسها.

ردًا على المخاوف من كبت حرية وسائل الإعلام، نفت اللجنة العليا في قطر، فرض قيود مجحفة على الحريات الإعلامية، وأشارت إلى أن هناك العديد من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية لديها مقرات في قطر.

وأضافت اللجنة أنها قامت بتحديث نسخة سابقة من شروط طلب تصريح للتصوير، لتخفيف القواعد المفروضة على المذيعين الذين يحضرون كأس العالم، بما في ذلك إزالة القاعدة التي تنص على أنه يجب الإقرار والموافقة بأنهم لن يقدموا تقارير قد تكون “غير مناسبة أو مسيئة للثقافة القطرية والمبادئ الإسلامية”.

فريق الفيفا، بدوره أكّد أنه يعمل مع اللجنة العليا والمنظمات ذات الصلة في قطر، لضمان أفضل ظروف عمل ممكنة لوسائل الإعلام التي تحضر البطولة، وكذلك ضمان استمرار المراسلين في التغطية بحرية دون قيود.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.