استمع إلى المقال

في البلدان الغنية، القلق بشأن الذكاء الاصطناعي يتعلق بخسارة الوظائف، لكن هل هذه المخاوف مشتركة مع البلدان الفقيرة، وما هي الفوائد والفرص التي يمكن أن تجنيها الدول النامية عند الاعتماد على التقنية الناشئة.  

مع الشعبية الهائلة لروبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي، بدأ الكثيرون في الدول الغنية يخشون من فقدان الوظائف، لكن من المرجح أن يكون تأثير الذكاء الاصطناعي على 100 دولة مختلفة وأكثر من 4 مليارات شخص في العالم النامي مختلفا تماما. 

البلدان المنخفضة الدخل تستخدم عددا أقل بكثير من الموظفين، وتعمل نسبة أكبر من سكانها في قطاعات أقل قابلية للأتمتة، وخاصة الزراعة.

في البلدان الفقيرة، لا يتعلق الأمر بكيفية تأثير الذكاء الاصطناعي بملايين الموظفين، بل بكيف استخدم مليارات الأشخاص الذكاء الاصطناعي. 

من المحتمل ألا تكون أكثر التطبيقات التحويلية في العالم النامي هي تلك التي تحل فيها الآلة محل البشر، بل التطبيقات التي تفتح إمكانيات جديدة للبشر.

فوائد الذكاء الاصطناعي

لا شك في أن التعلم الآلي قد أثر بحياة فقراء العالم، حيث يفتقر العديد من الفقراء إلى التاريخ المالي ودرجات الائتمان وبالتالي لا يتمتعون إلا بقدر ضئيل من فرص الحصول على القروض الرسمية. 

في عام 2010، اقترحت طريقة لإنشاء درجات ائتمان بديلة، باستخدام التعلم الآلي لاستخلاص استنتاجات حول احتمالية السداد من البيانات التي تم جمعها تلقائيا بواسطة شبكات الهواتف المحمولة. 

هذه الطريقة هي الآن واحدة من عدة طرق استخدمها المقرضون في عشرات البلدان لتقديم قروض صغيرة عبر الهاتف المحمول لملايين الأشخاص. 

في مكان آخر، يطبق الباحثون التعلم الآلي على نفس النوع من البيانات لتحديد الأسر الأكثر فقرا في منطقة معينة، بحيث يمكن استهداف المساعدات بذكاء أثناء الأزمة. 

لا يزال البعض الآخر يستخدمه في صور الأقمار الصناعية، وتحسين تقديرات السكان بناء على أنماط الاستيطان البشري وتوقع نقص الغذاء بناء على أنماط الغطاء النباتي. 

مثل هذه البرامج تسلط الضوء على قيمة معينة للذكاء الاصطناعي في العالم النامي تتمثل في حصول التعلم الآلي على إشارات من مصادر جديدة للبيانات في البيئات المنخفضة المعلومات.

في الوقت الذي تكافح فيه معظم أنظمة التعليم في البلدان النامية لتقديم تعليم جيد، قد يلبي مدرسو الذكاء الاصطناعي المخصصون في يوم من الأيام احتياجات الطلاب الفضوليين في المدارس البعيدة.

ضمن كثير من بلدان العالم النامي، يصعب الحصول على المشورة الطبية السليمة، نتيجة لذلك، قد تقدم الأنظمة العاملة بالذكاء الاصطناعي تشخيصات أفضل وأكثر توفرا على نطاق واسع.

علاوة على ذلك، يعاني العديد من المجتمعات من ارتفاع معدلات الاكتئاب وقلة المعالجين، وقد تسد أدوات الصحة العقلية الرقمية احتياجا حقيقيا بتكلفة منخفضة.

مخاطر التقنية الناشئة

في العالمين المتقدم والنامي على حد سواء، يشكل انتشار الذكاء الاصطناعي مخاطر، لكن البلدان النامية تواجه مجموعة مختلفة من المخاطر، وهي أقل قدرة على تنظيم التكنولوجيا.

من المرجح أن يتم تنظيم أنظمة الذكاء الاصطناعي المركزية في الأسواق الكبيرة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن الأسواق الأصغر غير قادرة على تنظيم التقنية الناشئة، ولا يمكنها سوى ممارسة ضغط محدود فقط، لذلك قد تعيش في ظل اللوائح الأمريكية والأوروبية.

بالرغم من أنها قد تغلق الوصول إلى نظام مركزي، إلا أنها لن تكون قادرة على منع المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي من عبور الحدود.

مع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان الذكاء الاصطناعي قد يظل مركزيا أم لا، حيث تكتسب البدائل المفتوحة المصدر شعبية. هذه الأنظمة اللامركزية قابلة للتعديل والتشغيل من قبل أي شخص لديه حاسب.

في حال أصبحت مفيدة بدرجة كافية، فإنه قد يكون من الصعب على أي دولة تنظيمها بشكل مباشر، لكن يمكن تكييف هذه الأنظمة المفتوحة بسهولة أكبر مع الاحتياجات المحلية لأنها غالبا ما تكون مجانية الاستخدام ولأن أي شخص يمكنه تعديل تعليماتها البرمجية.

بالنظر إلى أدوات التنظيم المحدودة، قد تضطر البلدان النامية إلى قبول التكيف مع التكنولوجيا الجديدة بدلا من السيطرة عليها. 

للتخفيف من الأضرار، قد يتعين على تلك البلدان التركيز على تنظيم الصناعات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، بدلا من فكرة تنظيم التقنية الناشئة نفسها.

ختاما، مساران رئيسيان يمكن أن تسلكهما أدوات الذكاء الاصطناعي في العالم النامي، الأول هو العثور على مهمة أصبح الذكاء الاصطناعي جيدا فيها ضمن البلدان الغنية وتكييفها مع البلدان الفقيرة، والثاني هو إيجاد تطبيقات جديدة تماما لهذه التقنية الناشئة يمكنها تلبية الاحتياجات المحددة للعالم النامي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات