شات جي بي تي في الجامعات.. بين الحظر والاستخدام

استمع إلى المقال
|
إلى وقت قريب، كانت الجامعات تنظر بعين الشك إلى “شات جي بي تي”، لكن هل انتهى زمن حظر أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهل حان الوقت للتعرف عليها ومعرفة إمكاناتها التعليمية.
منذ وصوله في أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، جرى استخدام “شات جي بي تي” لإنشاء المقالات والقصص وكلمات الأغاني استجابة لتوجيهات المستخدمين.
كما صاغ “شات جي بي تي” ملخصات أوراق بحثية خدعت بعض العلماء، واجتاز امتحانات في جامعات مرموقة.
في حين اكتسبت هذه الأدوات شعبية بين المستخدمين، إلا أنها أثارت أيضا بعض المخاوف بشأن عدم الدقة والغش ونشر المعلومات المضللة وإمكانية استمرار التحيز.
عندما أنشأ لانس إيتون قائمة سياسات الفصل الدراسي لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المعتمدة في الجامعات خلال الفصل الماضي، كانت مليئة بالمدخلات حول كيفية حظر أدوات مثل “شات جي بي تي”.
لكن القائمة الآن مختلفة إلى حد كبير، حيث تشجع الكليات وتعلم الطلاب كيفية استخدام هذه الأدوات على أفضل وجه.
في وقت سابق، كان رد الفعل سريعا تجاه الذكاء الاصطناعي من خلال حظر دخوله إلى الفصول الدراسية، لكن الحديث يدور الآن حول سبب منطقية أن يستخدمه الطلاب.
قائمة سياسات الفصل الدراسي لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي يجري مناقشتها عبر مجموعات التواصل الاجتماعي الشعبية التي تركز على الذكاء الاصطناعي، مثل مناقشات التعليم العالي حول الكتابة والذكاء الاصطناعي، ومجموعة الذكاء الاصطناعي في التعليم.
هذه القائمة ساعدت المدرسين في معرفة كيفية تكيف الآخرين مع الذكاء الاصطناعي وتأطيره في الفصل الدراسي.
لا يزال هناك شعور لدى المدرسين بعدم الراحة تجاه الذكاء الاصطناعي، لكن أصبحوا الآن قادرين على استخدامه ورؤية فائدته عبر الفصول الجامعية أو المجموعات أو الدورات المختلفة، من البرمجة إلى علم الاجتماع.
مع توقع المزيد من الخبراء للاستخدام المستمر للذكاء الاصطناعي، يخشى الأساتذة أن يكون التجاهل أو الثني عن استخدامه يضر بالطلاب ويبعدهم عن سوق العمل.
وفقا لدراسة أجرتها مجموعة أبحاث التعليم العالي Intelligent، استخدم نحو 30 بالمئة من طلبة الجامعات “شات جي بي تي” للدراسة في العام الماضي، وقد تم استخدامه أكثر في فصول اللغة الإنجليزية.
جوليز وايت، الأستاذ المشارك في علوم الحاسوب بجامعة فاندربيلت، يعتقد أن الأساتذة يجب أن يكونوا صريحين حول موقف الجامعة من استخدام الذكاء الاصطناعي وأنه يجب تضمينه في المنهج الدراسي.
بحسب وايت، لا يمكن تجاهل الذكاء الاصطناعي، ويجب أن يصبح الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والخريجين خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي لأنه عنصر أساسي في كل مجال.
فاندربيلت من بين الجامعات الأولى التي اتخذت موقفا قويا لدعم الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ من خلال تقديم تدريب وورش عمل على مستوى الجامعة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
أكثر من 90 ألفا من الطلبة تلقوا دورة تدريبية عبر الإنترنت مدتها 18 ساعة على مدى 3 أسابيع، يدرّسها وايت.
بالرغم من أن المخاوف بشأن الغش لا تزال قائمة، إلا أن الطالب الذي يرغب في الغش لا يزال بإمكانه البحث عن طرق أخرى، مثل البحث في “ويكيبيديا” أو “جوجل”. في المقابل، يجب تعليم الطلاب أن مثل هذه الأدوات تجعلهم أكثر نجاحا إذا استخدموها بطرق أخرى.
ديان جيسكي، أستاذة التواصل في “كلية إيثاكا”، تشجع على استخدام التكنولوجيا وتخطط لدمج “شات جي بي تي” وأدوات أخرى في المنهاج، حيث طلبت سابقا من الطلاب التعاون مع الأداة للتوصل إلى أسئلة مقابلة للمهام وكتابة منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وانتقاد المخرجات بناء على التوجيهات المقدمة.
مديرو العلاقات العامة والأشخاص العاملون في هذه المجالات، يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي كجزء من عملهم اليومي ليكونوا أكثر كفاءة، ويجب التأكد من أن الطلاب يفهمون كيفية عمل مثل هذه الأدوات ضمن مجال العمل.
في الختام، بدأت بعض الكليات بتوظيف خبراء خارجيين لتعليم أعضاء هيئة التدريس والطلاب كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث يحتاج المدرسون إلى تعلم كيفية استخدامها لأن طلابهم يستخدمونها. على سبيل المثال، يمكن للطلاب استخدام الأدوات للكشف عن الأخطاء النحوية، في حين يمكن للمدرسين استخدامها للمساعدة في وضع الدرجات بشكل يقلل من تحيز المعلم.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.