الصفقة الأكبر في عالم الألعاب.. ما مستقبل جهاز “بلاي ستيشن”؟

الصفقة الأكبر في عالم الألعاب.. ما مستقبل جهاز “بلاي ستيشن”؟
استمع إلى المقال

18 شهرا مضت منذ أن ظهرت صفقة استحواذ “مايكروسوفت” على عملاق الألعاب الجماعية “أكتفيجن-بليزارد”، وخلالها واجهت الصفقة الكثير من التحديات والمعارضة متمثلة في شركات الألعاب المنافسة إلى جانب الهيئات الحكومية التي تسعى لمكافحة الاحتكار في مختلف دول العالم وعلى رأسهم أميركا وبريطانيا. 

المعارضة خسرت معركتها، وتمكنت “مايكروسوفت” من تذليل كل العقبات التي كانت تقف أمام الاستحواذ، والآن بعد أن وافقت هيئة “FTC” الأميركية و”CMA” البريطانية لم يتبق أمام الشركة العملاقة إلا إتمام الأوراق اللازمة لإنهاء الصفقة، ورغم أن هذه الصفقة تعد خطوة هامة لمالكي أجهزة “مايكروسوفت” وللشركة ككل، إلا أن هناك طرف مهدد بخسارة الكثير، وهم مالكو جهاز “بلاي ستيشن” ومن خلفهم الشركة الأم “سوني”، وهذا يدفعنا للتساؤل حول مستقبل المنصة وكيفية تعاملها مع الصفقة. 

تذليل العقبات 

الأخبار الأولى عن الصفقة ظهرت في 18 كانون الثاني/ يناير 2022، ومنذ تلك اللحظة خرجت “سوني” متمثلة في المتحدث الرسمي لها ورئيس الشركة جيم رايان في حملة هجوم شرسة على الصفقة عبر جميع المنافذ الإعلامية حول العالم وصولا إلى جميع الهيئات القضائية في هذه الدول المختلفة. 

اعتراضات “سوني” لم تبدأ منذ اللحظة الأولى للإعلان على الصفقة، بل بدأت في تشرين الثاني/أكتوبر من العام الماضي، عندما قرر الرئيس التنفيذي للشركة جيم رايان السفر إلى بروكسل لمحاولة منع الصفقة وإيقافها قدر الإمكان. 

الصفقة كانت هامة للغاية لشركة “مايكروسوفت” لذلك حاولت جاهدة إتمامها عبر مجموعة متنوعة من العروض التي قد تهدأ من روع المنافسين، إذ طمأنت الشركة منافسيها بأنها لن تمنعهم من الحصول على لعبة “Call of duty” التي تعد أحد أهم ممتلكات “أكتيفيجن-بليزارد”، وعرضت صفقة تضمن استمرار صدور اللعبة حتى 10 أعوام على منصات “بلاي ستيشن” و”نينتندو”. 

“سوني” على الصعيد الآخر رفضت هذه الصفقة مرارا وتكرارا، وهو الأمر الذي دفع بشركة “مايكروسوفت” بالانتقال إلى المحاكم الدولية ومحاولة طمأنتها أنه لن تضر مبيعات “سوني” وأجهزة “بلاي ستيشن”، مستخدمة في ذلك نفوذها بأكمله.

في الأيام الماضية، سرعت “مايكروسوفت” من وتيرة أحداثها حتى تصبح قادرة على إتمام الصفقة، وأزالت كل العقبات التي تقف أمامها في الهيئات الحكومية وعلى رأسها هيئة “FTC” الأميركية التي خسرت قضية تحاول عرقلة الصفقة. 

لماذا قاتلت “مايكروسوفت” لإتمام الصفقة؟ 

مصلحة “أكتيفيجن-بليزارد” في هذه الصفقة كانت واضحة للغاية، إذ كانت ترغب في مخرج آمن يوفر لها الميزانية بشكل مقبول، وهذا جاء على شكل 70 مليار دولار تقريبا في صفقة “مايكروسوفت”، ورغم أن ألعاب الشركة كانت تحقق مبيعات كبيرة، إلا أن الشركة كانت ترغب في إتمام الاستحواذ بشكل كامل. 

مكاسب “مايكروسوفت” في هذه الصفقة على غرار “سوني” كانت مجهولة قدر الإمكان، إذ ظن البعض أنها ترغب في جعل ألعاب الشركة حصرية، رغم أن الإدارة وضحت مرارا أنها لا تنوي ذلك، لذلك عرضت إطلاق “Call of duty” على أجهزة “سوني” و “نينتندو” التي لم تكن تصدر سابقا عليها. 

“مايكروسوفت” تنظر لأبعد من مجرد إطلاق الألعاب بشكل حصري، وربما يكون الاستحواذ تجاري بحت لا علاقة له بحرب المنصات المشتعلة بين الشركتين، إذ أن “مايكروسوفت” ترغب في زيادة حجم أعمالها في قطاع الألعاب عبر المزيد من الاستحواذات، وهذا ما قد يتأثر إذا قررت الشركة منع ألعابها من الصدور على منصات أخرى خاصة وإن كانت لعبة بحجم “Call of duty” التي حققت مبيعات تصل إلى 530 مليون نسخة بقيمة تصل إلى 31 مليار دولار وفق أحدث إحصائية. 

لذلك، “مايكروسوفت” لن تحاول تقويض هذه المبيعات أو قوة السلسلة وستتركها تصدر بشكل عام لجميع المنصات دون أي خطط مستقبلية لجعلها حصرية، وذلك لأن المكاسب الواردة من كون اللعبة عامة أكبر كثيرا من تلك في حال جعلها حصرية لمنصة دون عينها. 

مستقبل “بلاي ستيشن” 

هناك نوعان من الألعاب، الأول يتمثل بالألعاب الجماعية التي تصدر لجميع المنصات، والثاني الألعاب الحصرية التي تصدر لمنصة واحدة دون أخرى، ورغم أن كلا النوعين يقدمان مزايا مختلفة ويحققان أرباحا كبيرة، إلا أن أرباح الألعاب الجماعية التي تصدر لأكثر منصة تتجاوز تلك الأولى، لذلك لن يهدد مستقبل أي سلسلة ألعاب جماعية تمتلكها “مايكروسوفت” في أجهزة “سوني” وستصدر بشكل اعتيادي. 

رغم أن المنطق يدعم نظرية ترك الألعاب جماعية كما كانت، إلا أن “مايكروسوفت” تستطيع الاستفادة من شركة “أكتيفيجن” في الكثير من الجوانب الأخرى، على رأسها الاستفادة من شخصية “Crash Bandicoot” التي طالما كانت حصرية ومميزة لدى شركة “سوني” رغم أن ملكيتها تعود إلى “أكتيفيجن”.

“مايكروسوفت” تستطيع الاستفادة أيضا من تطوير ألعاب مخصصة لأجهزة “مايكروسوفت” وهو ما يجعل منصة “إكس بوكس” قادرة على منافسة “بلاي ستيشن” من جانب الألعاب الحصرية، وقد يصل الأمر إلى التفوق على الأخيرة في حال اهتمت “مايكروسوفت” بجودة الألعاب أفضل. 

الخطوة القادمة يجب أن تأتي من “سوني” لتكون ردا على هذا الاستحواذ، وذلك إما عبر استحواذ جديد تماما لشركة قوية قادرة على مجابهة “أكتيفيجن” أو عبر إطلاق ألعاب حصرية جديدة مميزة تعيد المنصة لوضع الصدارة والقدرة على المنافسة في الألعاب الحصرية.

ولكن في الوقت الحالي وحتى 10 أعوام قادمة، يظل الحال على ماهو عليه حتى تقرر “مايكروسوفت” تغيير فلسفتها والانتقال إلى وضع جديد يركز على جودة الألعاب وجعلها أكثر حصرية. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات