متصفح “ARC”.. التجربة الأكثر تفردا بين متصفحات الإنترنت؟

متصفح “ARC”.. التجربة الأكثر تفردا بين متصفحات الإنترنت؟
استمع إلى المقال

“كروم” يتربع على عرش متصفحات الإنترنت للأجهزة المكتبية منذ فترة طويلة، ورغم أن المتصفح يواجه الكثير من الانتقادات في الآونة الأخيرة، إلا أنه في الماضي كان متصفحا سريعا يقدم تجربة إنترنت سريعة تتفوق على غيرها من المتصفحات إلى جانب مجموعة من المزايا المبتكرة التي دفعته إلى المقدمة مثل “الوضع المخفي” في التصفح. 

مع مرور الوقت تحولت هذه المزايا إلى الوضع الافتراضي في جميع المتصفحات، وأصبح “جوجل كروم” هو المقياس الذي تحاول المتصفحات تقليده طمعا في الاستحواذ على نسبة من جمهور المتصفح المبتكر وقتها، ورغم أن هذا التحول أضاف عدة مزايا هامة إلى المتصفحات الأكبر سنّا من “جوجل كروم”، إلا أنه جعل قطاع متصفحات الإنترنت متشابها للغاية، حتى أصبحت جميع المتصفحات تشبه بعضها البعض ولا تقدم فارقا حقيقيا في الاستخدام، مما أحبط الباحثين عن تجربة جديدة في عالم الإنترنت أو مَن يمتلكون استخدامات محددة للإنترنت.

 قد يهمك أيضا: ثغرة في متصفح جوجل كروم تستخدمها شركة إسرائيلية لاستهداف صحفيين في الشرق الأوسط

متصفح “ARC” هو مشروع مستقل تماما يأتي من تطوير شركة “The Browser Company”، وبحسب ما تقوله الشركة عبر موقعها الرسمي فإنها تسعى لتقديم تجربة استخدام مختلفة تماما للإنترنت وهي رؤية نابعة من إيمانهم بأن المتصفحات يمكنها أن تقدم الكثير من المزايا الإضافية لتغير تجربة الإنترنت تماما. 

هل يمكن الابتعاد حقا عن “جوجل كروم”؟ 

الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى فهم ساحة المتصفحات حاليا، إذ إن “جوجل كروم” ليس تقنية جديدة في حد ذاتها، ويعني ذلك أن “جوجل” لم تطور تقنية جديدة لتصفح الإنترنت، بل اعتمدت على مشروع مفتوح المصدر يدعى “كروميوم”، وهو الأب الروحي لجميع المتصفحات المتاحة حاليا عبر الإنترنت، وجل ما تقوم به أي شركة هو إضافة لمسات تجميلية مع خدمات الحسابات الخاصة بها، لذلك فإنك لن تبتعد حقا عن “جوجل كروم” ولكن تختار أحد أبناء عمومته. 

متصفح “ARC” ليس استثناء لهذه القاعدة، إذ يستند على نواة “كروميوم” مفتوحة المصدر، ورغم أن هذا قد يبدو شيئا سيئا، إلا أنه في الحقيقة أحد أقوى المزايا التي يقدمها المتصفح، إذ يمكنك الانتقال إلى “ARC” بكل سهولة وأخذ جميع الإضافات والحسابات التي قمت بإضافتها في متصفح “جوجل كروم” الخاص بك بكل سهولة ودون أي خوف من التوافق بين هذه الإضافات والمتصفح. 

الاعتماد على نواة “Chromium” يقدم مزايا أكثر من مجرد التوافق مع إضافات وملحقات “جوجل كروم”، إذ يعني أن أي موقع يعمل بشكل جيد مع “كروم” سيعمل مع “ARC” بشكل افتراضي جيد ولن تقلق من توافقه مع المواقع المختلفة. 

المتصفح يقدم عدة مزايا أخرى متنوعة تجعله اختيارا مناسبا لمن يبحث عن متصفح جديد ومبتكر، وبعد عدة أشهر من استخدام المتصفح بشكل شخصي كمتصفح رئيسي بدلا من “كروم” و “سفاري”، وجدت أن المزايا التي يقدمها المتصفح خصوصا في مجال العمل وزيادة الإنتاجية أصبحت ضرورية لا يمكنني الاستغناء عنها، ومن أبرز هذه المزايا: 

سهولة الهجرة إليه 

إحدى الأسباب التي تمنع المستخدمين من الإنتقال كثيرا بين المتصفحات هي التاريخ الذي يمتلكونه في هذا المتصفح وخاصة إن كان هذا الانتقال يأتي بعد عدة أعوام من الاعتماد على متصفح واحد مثل “جوجل كروم” وهو الوضع الأغلب مع الكثير من المستخدمين. 

اختيارات جلب البيانات من المتصفحات الأخرى - يختفي متصفح "جوجل كروم" لأننا قمنا بالاستيراد سابقا منه
اختيارات جلب البيانات من المتصفحات الأخرى – يختفي متصفح “جوجل كروم” لأننا قمنا بالاستيراد سابقا منه

جميع المتصفحات تمتلك أدوات خاصة بها تسهّل الانتقال فيما بينها ، ولكن وفق تجاربنا الشخصية السابقة، فإن هذه العملية لا تتم بالسهولة واليسر الذي تروّج له المتصفحات، إذ تفقد دائما جزءا كبيرا من بياناتك الباقية في المتصفح القديم. 

تجربة الإنتقال إلى متصفح “ARC” مرت بسهولة ويسر غير مسبوق، في اللحظة الأولى التي تُشغل فيها المتصفح، فإنه يطلب منك تحديد متصفحك القديم من أجل نقل بياناتك منه، وبكل سهولة ويسر يستطيع المتصفح جلب البيانات ونقلها فور أن تعطيه الصلاحيات اللازمة، لتبدأ بإستخدام المتصفح الجديد وكأنك تستخدمه لسنين طويلة، أحد المزايا الأخرى في عملية النقل هي قدرة المتصفح على نقل جميع المساحات المختلفة في كل متصفح، لذلك إن كنت تمتلك حسابين في متصفح “كروم” أحدهما للعمل والآخر شخصي، فإن مساعد الهجرة إلى “ARC” يطلب منك تحديد أي مساحة ترغب في نقلها، وإذا كنت ترغب في نقل مساحة إضافية، فإنك تحتاج إلى تحديدها مجددا وإعادة الخطوات بأكملها. 

قد يهمك أيضا: خبراء يحذرون من تخزين كلمات المرور في كروم بعد حوادث اختراق

مساحات عمل منفصلة بحق 

جميع المتصفحات تدّعي بأنها توفر مساحات عمل منفصلة وحسابات لكل مستخدم للمتصفح، ورغم ذلك، فإن هذه المساحات تشترك معا في بعض الجوانب، كما أن الانتقال بين هذه المساحات ليس بالسهولة المطلوبة، إذ تشعر بأنك تفتح تطبيقا جديدا تماما وليس مساحة إضافية في المتصفح ذاته.

 اختيارات مساحة العمل في نسختنا من "ARC"
اختيارات مساحة العمل في نسختنا من “ARC”

متصفح “ARC” يقدم لك هذه الميزة، ولكن بسهولة كبيرة في الاستخدام، إذ يمكنك تسمية كل مساحة عمل وتخصيصها كما ترغب، وعندما ترغب في الانتقال بينها، فإن كل ما تحتاجه هو الاختيار بين هذه المساحات من القائمة السفلية في المتصفح، كما يمكنك الاعتماد على الاختصارات الخاصة بالمتصفح من أجل الإنتقال بينها بسهولة أيضا. 

كل مساحة عمل تمتلك مفضلة خاصة بها واضافات وتطبيقات خاصة بها وحسابات إضافية خاصة بها، كما يمكنك تخصيصها وتغير ألوانها كما ترغب حسب حاجتك. 

الكثير من مزايا الإنتاجية 

تركيز متصفح “ARC” على مزايا الإنتاجية يُعد أحد أقوى جوانبه، إذ أن المتصفح يحاول جاهدا أن يجعل العمل عبر الإنترنت أسهل، واستخدام أكثر من صفحة أو نافذة متصفح أسهل أيضا، إذ يمكنك بكل سهولة عبر نافذة متصفح واحدة أن تضع أكثر من صفحة معا في مكان واحد، وذلك عبر خاصية “Split”. 

خاصية “Split” تتيح لك قسم شاشة المتصفح بسهولة عبر ضغطة زر واحدة، لتجد في كل قسم صفحة ويب مختلفة، ويمكنك الاختيار بين الصفحات المفتوحة بالفعل أو حتى فتح صفحة جديدة تماما في الشاشة المقسومة. 

فتح صفحتين ويب في نافذة "ARC" واحدة
فتح صفحتين ويب في نافذة “ARC” واحدة

هناك خاصية أخرى يمكنك الاستفادة منها ضمن متصفح “ARC”، وتدعى “EASEL”، حيث تتيح لك هذه الخاصية صفحة فارغة يمكن ملؤها كما تفضل سواءً كان عبر الكتابة النصية أو حتى الرسومات بالأقلام الخاصة بالمتصفح واستخدام الأدوات المختلفة فيها، ويتم استضافة هذه الصفحات على خوادم الشركة، لذلك يمكنك استخدامها لنشر المواقع وصفحات المواقع البسيطة التي لا تتطلب الكثير من البرمجة. 

قد يهمك أيضا: كيف يمكن تجاوز القيود الحكومية على الإنترنت؟

متصفح “ARC” خفيف وسريع وآمن 

متصفح “ARC” يقدم الكثير من المزايا المختلفة، ورغم أنه لازال متصفحا تجريبيا، إلا أن المتصفح لا يتسبب في وضع حمل على أي حاسوب مهما كانت مواصفاته، إذ يمكن للمتصفح العمل بسهولة ويسر مهما كانت مواصفات حاسوبك ولن تشعر بأنه بطيء أو يتسبب في بطء الحاسوب، وهذه هي إحدى أهم مزاياه حقا. 

الأمان يأخذ جانبا كبيرا ضمن مزايا المتصفح، إذ اهتم المطوّرون به كثيرا وأضافوا مجموعة من المزايا الإضافية للأمان مثل حافظة كلمات المرور والتصفح الخفي، كما يدعم الكثير من مزايا الأمان الخارجية مثل تطبيقات إدارة كلمات المرور المنفصلة أو تطبيقات “VPN” الخارجية. 

عيوب لا تذكر 

“ARC” ما زال متصفحا تجريبيا في مرحلة التطوير، ولا يمكن الوصول إليه إلا عبر الدعوات الشخصية، وهذا يعني أن المتصفح مازال يحصل على الكثير من المزايا ويخضع للتطوير المستمر، ولكنه يعني أيضا أن أداء المتصفح يصبح متذبذا في بعض الأحيان أو قد يتوقف عن العمل بسبب وجود بعض الأخطاء البرمجية التي يتم معالجتها بشكل سريع. 

قلّة من المتصفحات تحاول تقديم تجربة استخدام جديدة ومراعاة استخدام المتصفح في الحياة اليومية، ورغم أن بعض المزايا التي يقدمها المتصفح مأخوذة من متصفح “SigmaOS”، إلا أن الأخير يعاني من التوافق مع المتصفحات الأخرى والمواقع المختلفة لأنه لا يستند على نواة “كروميوم” المشابهة لمتصفح “جوجل كروم”. 

لذلك إن كنت تبحث عن متصفح جديد ومبتكر ويقدم مزايا ممتعة تفيدك في حياتك اليومية، فإن متصفح “ARC” هو الاختيار المثالي القادر على تغيير تجربة تصفّحك للإنترنت كليا. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.