استمع إلى المقال

مع استمرار تأخّر عودة موظّفي الشّركات إلى العمل في المكاتب، وفرض أسلوب حياة افتراضيّة جديدة على الواقع العامّ بسبب تطوّر فيروس كوفيد-19 وانتشاره حول العالم، يحاول المزيد من أرباب العمل تتبّع موظّفيهم عن بعد باستخدام البرامج والتّطبيقات، سواء كانت تطبيقات مخصّصة للتتبّع أو برامج مخصّصة للعمل عن بعد.

ووفقًا لبحثٍ أجراه موقع Top10VPN، وهو موقع مراجعة شبكة خاصّة افتراضيّة، فإنّ هناك بعض البرامج المُباعة تسمح للمُدراء بالتجسّس سرًّا على الموظّفين، وبما في ذلك تشغيل الكاميرات والميكروفونات عن بُعد وكذلك مراقبة ضغطات المفاتيح.

وذكر التقرير أنّه في مارس /آذار من عام 2020 زاد الطّلب العالميّ على هذه البرامج بنسبة 74% مقارنة بالمتوسّط الشهريّ لعام 2019، وكان الطّلب على البرنامج في الشهر التالي أعلى بنسبة 63% عن عام 2019، وفي شهر سبتمبر / أيلول من عام 2021 كانت أكبر زيادة في الطّلب مقارنة بعام 2019 منذ مارس / آذار من عام 2020 بزيادة قدرها 66%، وكانت من أشهر تلك البرامج: Hubstaff، Time Doctor، FlexiSPY

برامج مخصّصة لمراقبة الموظّفين

في واقع الأمر أنّ مراقبة الموظّفين أثناء العمل ليست بالشيء الجديدة، لطالما استخدمت الشّركات كاميرات المراقبة لمراقبة الموظّفين في المطاعم ومحلّات البيع بالتجزئة لضمان عدم قيام العمّال بالسّرقة أو أخذ فترات راحة غير ضروريّة أو معاملة العملاء بشكل سيّء. وقامت أمازون ببناء تقنيّتها الخاصّة لمراقبة السّاعات الّتي يقضيها سائقو شاحناتها في نقل البضائع ولاحتمال اكتشاف انتهاكات السّلامة.

يدرك معظم العاملين في المكتب أنّه يمكن لصاحب العمل الوصول إلى رسائل البريد الإلكترونيّ والمواقع الإلكترونيّة الّتي يزورونها على أجهزة الكمبيوتر الخاصّة بالشركة، أمّا فيما يخصّ تتبّع العمّال في منازلهم، فهو أمرٌ جديدٌ ومُربك نوعًا ما، وقال كالي شرودر مستشار الخصوصيّة العالميّ في مركز معلومات الخصوصيّة الإلكترونيّة حول هذا الشأن، إنّ تتبّع العمّال داخل منازلهم هو أمرٌ جديدٌ نسبيًّا، ويخلق مستوى جديدًا من القلق بشأن خصوصيّة العمّال، وأضاف أيضًا أنّ في بعض الأحيان يكون النّاس على دراية بهذا الأمر، ولكن في بعض الأحيان تكون الأدوات مخفيّة للغاية.

تسمح برامج مثل StaffCop و Clever Control، على سبيل المثال، بالتحكّم عن بعد في كاميرات الويب والميكروفونات، ممّا يُتيح المراقبة في المنازل والحياة الخاصّة للناس، وهناك برامج تتبع ضغطات لوحة المفاتيح، وتلتقط كلمات المرور المكتوبة في مواقع الانترنيت والبرامج، وتراقب الرّسائل الخاصّة على محادثات مواقع التواصل الاجتماعيّة، أو تأخذ لقطات شاشة عشوائيّة لسطح المكتب للتأكّد من أنّ الشخص لا يشاهد نتفليكس طوال اليوم مثلًا.

مراقبة برامج العمل عن بعد مثل Google Workplace و Microsoft Teams

صرّح بريان كروب رئيس قسم الأبحاث في قسم الموارد البشريّة بشركة Gartner، بأنّه يمكن لأصحاب العمل مراقبة محادثاتنا في أيّ برنامج تُديره الشّركة.

وأشار إلى أنّ أيّ شيء نكتبه على أيّ منصّة مراسلة للشّركة، يمكن لصاحب العمل الوصول إليه، سواء من خلال تقنية المعلومات أو الموارد البشريّة أو في مكان ما، وأيّ شيء نضعه على تلك المنصّات يمكن لصاحب العمل أن ينظر إليه.

يمكن للمسؤول أو المدير نظريًّا الوصول إلى الرّسائل في نظام مراسلة يُديره صاحب العمل، لكنّ عمليّة القيام بذلك تعتمد على نوع الخطّة الّتي يمتلكها صاحب العمل، وحتّى مع ذلك لا يمكن لبعض المُدراء العشوائيّين البحث عن اسمهم لمعرفة ما إذا كان النّاس يلقون النكات عنهم، وفي واقع الأمر أنّ عمليّة الوصول إلى تلك الرّسائل مُعقّدة أكثر من ذلك.

Google Workspace

يسمح Google Workspace للمسؤولين بالبحث في محتوى معيّن عبر Drive و Gmail والمجموعات والدردشة والصوت و Hangouts و Meet باستخدام ميزة Vault. ولا يتمّ تضمين Vault في كلّ اشتراك ولكنّه مُتاح لعملاء G Suite Business و G Suite Education القديمة و Google Workspace Business Plus و Enterprise Standard و Enterprise for Education و Enterprise Plus، حيث يعمل البحث بشكلٍ مُشابه للوظيفة الموجودة في حساب Gmail الخاصّ بك، ولديه العديد من الخيارات للأتمتة والامتثال، والجدير بالذّكر أنّه يمكن للمسؤولين أيضًا البحث في المسوّدات، حتّى لو لم يتمّ إرسال البريد الإلكترونيّ مُطلقًا.

Microsoft Teams

باستخدام eDiscovery، تقدّم مايكروسوفت أداة بحث على غرار ميّزة Vault في برنامج Google Workspace، ويمكنها البحث من خلال القنوات والرّسائل الخاصّة في Teams بالإضافة إلى البريد الإلكترونيّ و Skype والمزيد، وكذلك يتمّ تمكين الامتيازات للقيام بذلك فقط للمسؤول العامّ بصورة افتراضية، ومع ذلك وفي معظم المؤسّسات لا يمتلك سوى فريق قانونيّ أو فريق الامتثال حقّ الوصول، وكما يمكن أتمتة عمليّات البحث عن الكلمات الرئيسيّة لكلّ من Teams ومنتجات 365 الأخرى. ولا توجد طريقة سهلة للموظّفين لمعرفة أنواع القدرات الّتي يمتلكها حساب صاحب العمل.

المراقب الأكبر

شرحنا فيما سبق كيفيّة مراقبة مُدراء الشّركات لموظفيهم بواسطة برامج مخصّصة للمُراقبة والتتبّع أو من خلال برامج العمل عن بعد بذاتها، ولكن هل تدركون أنّ هناك من يراقبنا ويراقبهم معًا؟، نعم، هناك عدد من البرامج التي تقوم بقراءة أيّ محتوى نقوم بمشاركته على منصّاتها.

على سبيل المثال وليس الحصر سنتحدّث عن مجموعة تطبيقات Google Workspace


قامت شركة جوجل بإنشاء برنامج لمكافحة إساءة الاستخدام للتطبيقات الإنتاجيّة عبر منصّة Google Workspace وذلك كما تدّعي جوجل لتقديم تجربة ممتعة لجميع المستخدمين حيث ويقوم الذكاء الاصطناعيّ الخاصّ به دائمًا بقراءة المحتوى الّذي تقوم بإنشائه على محرّر مستندات جوجل.

وفي حال قيامنا بخرق سياسات جوجل، فقد نواجه بعض المشاكل في استخدام محرّر مستندات جوجل، وإذا أردنا تجنّب هذه المشاكل، فعلينا أن نفهم سياسة مكافحة إساءة الاستخدام بحيث يمكننا استخدام تطبيقات Google Workspace مثل محرّر مستندات جوجل بالطريقة الصّحيحة، ولكنّ هذا لن يمنع جوجل من مراقبتنا دائمًا للتأكّد من عدم خرقنا لقوانينها.

على الرغم من أنّ العديد من تطبيقات Google Workspace مجّانيّة للاستخدام عبر الإنترنت، إلّا أنّ هناك قيودًا معيّنة تمنع جوجل تطبيق الأنشطة الضارّة باستخدام تطبيقاتها من خلال تطبيق سياسات برنامج إساءة الاستخدام وإرشادات الإنفاذ.

يتكوّن برنامج مكافحة إساءة الاستخدام من قسمين منفصلين: سياسات البرنامج والسياسات الإضافيّة حيث يحتوي القسم الأوّل على إرشادات لـ 20 نشاطًا ضارًّا حيويًّا مثل البريد العشوائيّ وتداخل النظام وإساءة استخدامه والمحتوى المضلّل وما إلى ذلك.

في حين يركّز قسم السّياسة الثاني على نحوٍ أساسي على معرض نماذج جوجل وحماية حقوق النشر وتوزيع المحتوى.

تطبّق جوجل هذه السّياسات بصورةٍ أساسيّة على تطبيقات مثل مستندات جوجل، وجداول البيانات، و Drive، والنماذج، والمواقع، والعروض التقديميّة، وتتّخذ جوجل إجراءات بشأن المُحتوى الضارّ من خلال مراجعة التقارير الّتي يُنشئها المُستخدمون أو الفحص المستمرّ لما تنشئه في هذه التطبيقات.

كيف تؤثر هذه السياسات علينا؟

من المُحتمل أن يكون نظام مراجعة المُحتوى التلقائيّ برنامجًا مشفّرًا، أي أنّه يقوم بإرسال كتاباتنا على محرّر مستندات جوجل إلى جهةٍ ثالثة، ورغم أنّه من الواضح أنّ محرّر مستندات جوجل يعرف ما نكتبه لأنّه يميّز المحتوى غير اللائق تلقائيًّا.

قد تعاقب جوجل إذا انتهكنا أيًّا من الإرشادات المذكورة في برنامج مكافحة الإساءة، وقد تتمثّل العقوبات في تقييد الوصول إلى محتوى محرّر مستندات جوجل أو تطبيق مستندات جوجل أو إزالة المحتوى من نظام جوجل أو الحظر الدائم لمنتجات جوجل.

ورغم ذلك تقدّم جوجل أيضًا استثناءات معيّنة لبرنامج مكافحة إساءة الاستخدام، ولا يجوز لمُحرّر مستندات جوجل اتّخاذ أيّ إجراء إذا كان عملك يتضمّن قيمًا تعليميّة أو فنّيّة أو علميّة أو وثائقيّة للجمهور.

فعندما ينتهك محتوى محرّر مستندات جوجل سياسات مكافحة إساءة الاستخدام، تضع جوجل علامة على ملفك على أنّه غير مُلائم، وأحد أكثر الانتهاكات شيوعًا هو انتهاك سياسة الرّسائل غير المرغوب فيها، وإذا كتبت محتوى تجاريًّا أو ترويجيًّا في محرّر مستندات جوجل، فهذا يُعدّ بريدًا عشوائيًّا.

لا أحد يحتاج إلى الإبلاغ عن المحتوى الخاصّ بنا على أنّه بريدٌ عشوائيّ، حيث يكتشف محرّر مستندات جوجل المُحتوى المنتهك لسياستها تلقائيًّا، وإذا اكتشف البريد العشوائيّ، فسيقوم بإيقاف خيار مشاركة المستند، وبالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا إرساله بالبريد الإلكترونيّ إلى شخص ما أو نسخ المحتوى من قائمة ملفّ محرّر مستندات جوجل، ولكن يمكننا تنزيل نسخة من المستند دون اتّصال بالإنترنت.

كيفيّة طلب مراجعة

في حال لاحظنا أنّ جوجل قد أبلغت عن المحتوى الخاصّ بنا لانتهاكاته للسّياسة، فيمكننا إرسال طلب مراجعة إلى فريق Trust & Safety في جوجل للتحقّق مُجددًا من المُحتوى الخاصّ بنا، وللتأكّد من أنّنا لم ننتهك أيًّا من السّياسات.

وإذا لاحظنا أيّ انتهاك للسّياسة في المُحتوى الخاصّ بنا، فعلينا تعديله بحيث يمكننا الالتزام بسياسات محتوى محرّر مستندات جوجل، وبخلاف ذلك قد يرفض فريق المراجعة الالتماس، ولن يصبح المُحتوى الخاصّ بنا قابلًا للمُشاركة حتّى يتمّ وضع علامةٍ عليه.

يمكنك اتّباع هذه الخطوات لتقديم التماس إلى جوجل:

1- نحدّد موقع شعار المحتوى غير المناسب في منطقة القائمة العلويّة.

2- نقوم بالضغط على رابط طلب مراجعة.

3- في الصفحة التالية نضغط على طلب مراجعة الملفّ.

رأي المحرّر:

لا شيء خاصّ على الإنترنت

يوفّر العمل عبر الإنترنت في التطبيقات مثل محرّر مستندات جوجل العديد من وسائل الرّاحة، فحتّى العمل عن بعد هو راحة بحدّ ذاته لكثيرٍ من الموظّفين، ومع ذلك قد لا تبقى ملاحظاتنا أو أفكارنا الخاصّة، خاصّة لنا، فهذه البيانات الّتي يتمّ جمعها من ما يفعله العامل على مدار اليوم، سواء كانت مجهولة الهويّة أم لا، تبقّى مصدر قلق بشأن الخصوصيّة، ومن السّهل تخيّل سيناريوهات قد يستخدم فيها صاحب العمل تلك البيانات بطريقةٍ غير أخلاقيّة، وذلك نظرًا لأنّ البرامج يمكنها التقاط لقطات شاشة دوريّة أو تسجيل فيديو، وأحيانًا قد يلتقط البرنامج بالمصادفة جميع أنواع المعلومات الحسّاسة، مثل المعلومات الطبّيّة أو المصرفيّة، ويمكن لأدوات مثل CleverControl و InterGuard و Teramind جمع كلّ شيء من بيانات تحديد الموقع الجغرافيّ إلى منشورات التواصل الاجتماعيّ والرّسائل الفوريّة.

خُلاصة الكلام أنّه ليس من الجيّد استخدام التّطبيقات المُتاحة مجّانًا على الإنترنت لكتابة الأمور الشّخصيّة أو الأفكار السرّيّة، وفي حال إذا كنت تعمل على شيء مهمّ، فانتقل إلى معالجات النّصوص في وضع عدم الاتّصال أو تطبيقات تدوين الملاحظات المُشفّرة لضمان خصوصيّة البيانات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات