استمع إلى المقال

هي حرب باردة جديدة، لكن هذه المرة ليست بالأسلحة النووية، بل صراع بلا هوادة من قبل الشركات العملاقة حول العالم في سباق حثيث للسيطرة على عالم الذكاء الصنعي، وفي هذه المنافسة الشرسة، ومع وجود الكثير من الأدوات والشركات الناشئة في هذا القطاع، تتصدر ثلاث شركات قائمة المتنافسين، “جوجل”، و”مايكروسوفت”، و”OpenAI”.

شركة “جوجل” فعليا؛ هي آخر المنافسين في هذا المجال، رغم أنها واحدة من أبرز الشركات التي استعانت بالذكاء الصنعي بشكل من الأشكال سواء في الترجمة، أو في عمليات البحث التقليدية وغيرها.

من الواضح أن الشركة بدأت تتقدم بثبات نحو تعزيز مكانتها ومواجهة التحديات التي تواجهها من المنافسين، بما في ذلك “Bing” و”ChatGPT”.

في هذا السياق، يظهر مشروع “Magi” كسلاح مبتكر وقوي يعزز ترسانة “جوجل” في هذه الحرب المحمومة على الذكاء الصنعي، إذ يهدف “Magi” إلى توفير تقنيات متطورة وحلول ذكية تحقق لها التفوق على منافسيها، فهل سيكون “Magi” قادرا على تحقيق التفوق المطلوب والتصدي للتحديات التي تعترض طريق “جوجل”، وهل ستظل الشركة على قمة سلّم الابتكار والتطور في عالم التكنولوجيا الذكية.

قد يهمك: فيديوهات وذكاء صنعي.. طريقة بحث جديدة من “جوجل”؟

ما هو مشروع “Magi”؟

بدون شك، يبدو أن مشروع “Magi” قد انفصل عن مشروع “Bard”، ولكن لا يمكن استبعاد أن يستفيد الأول من بعض التكنولوجيا المستخدمة في منافسة “ChatGPT”، وهناك احتمالية أن تجد بعض الميزات الجديدة للذكاء الصنعي “Magi” طريقها إلى الإصدار الحالي لمحرك بحث “جوجل”.

“Magi” تم تصميمه ليتفاعل بشكل شخصي أكثر في تجربة البحث على “جوجل”، إذ تخطط الشركة لإطلاق الميزات لمجموعة محدودة من المستخدمين في البداية، تصل إلى مليون شخص، ثم توسعها لتصل إلى 30 مليونا في وقت لاحق.

سيتعلم “Magi” تدريجيا من تفاعلاتنا، وسيوصي بالمنتجات التي قد تهمنا، ويمكن أن تؤدي عمليات البحث إلى ظهور إعلانات في صفحة نتائج البحث، وستساعدك أداة “GIFI” المستقلة في إنشاء صور في نتائج البحث عن الصور في “جوجل”.

محرك البحث الجديد من “جوجل”، يهدف إلى تجربة مخصصة بشكل أكبر من الإصدار الحالي من خلال الاستفادة من “Magi” عبر تلبية الاحتياجات الفردية، وتوفير قوائم بالمنتجات المختارة مسبقا للشراء، وتقديم معلومات مفيدة للبحث والمزيد من الخدمات المتقدمة.

Magi لتطوير بحث جوجل

استخدامات “جوجل” لمشروع “Magi”

فيما يلي بعض الأمثلة التي توضح كيفية استخدام “جوجل” لهذه التقنية لتعزيز نتائج البحث.

استفسارات اللغة الطبيعية

بفضل الذكاء الصنعي، أصبح بإمكان “جوجل” فهم استفسارات اللغة الطبيعية بشكل أفضل، وهذا يعني أن المستخدمين الآن يمكنهم طرح أسئلة بشكل محادثاتي والحصول على نتائج أكثر دقة وصلة.

نتائج البحث المخصصة

خوارزميات التعلم الآلي في “جوجل” تمكّن من تقديم نتائج بحث مخصصة بشكل أكبر؛ على سبيل المثال، إذا قام المستخدم بالبحث بنحو متكرر عن موضوع معين، ستعطي “جوجل” الأولوية للنتائج المرتبطة بهذا الموضوع، مما يعزز تجربة البحث المخصصة.

اكتشاف البريد العشوائي

“جوجل” يستخدم الذكاء الصنعي لاكتشاف ومعاقبة المحتوى غير المرغوب فيه أو ذو جودة منخفضة، مما يضمن تقديم نتائج بحث عالية الجودة وملائمة للمستخدمين.

مالكي موقع الويب

لا بد من فهم تأثير هذه التحسينات في خوارزمية بحث “جوجل”، إذ في الماضي، كان بإمكان مالكي المواقع استخدام تكتيكات معينة لتعزيز تصنيفاتهم، ولكن مع وجود الذكاء الصنعي والتعلم الآلي، أصبحت تلك التكتيكات أقل فعالية.

لذا، من الأهمية الآن أكثر من أي وقت مضى التركيز على إنشاء محتوى عالي الجودة ومتنوع لتحقيق تصنيف جيد في نتائج البحث، إذ يجب أن يكون المحتوى ذا قيمة مضافة للمستخدمين ويستجيب لاحتياجاتهم.

Magi تستخدم الذكاء الصنعي

لماذا العجلة يا “جوجل”؟

يبدو أن هناك عدة أسباب مشروعة تدفع “جوجل” لدخول سباق الذكاء الصنعي؛ حيث كانت الشركة لفترة طويلة تتحفظ عن الانخراط الكامل في هذا المجال؛ لأن روبوتات المحادثة قد تفهم الأمور بشكل غير صحيح، وقد شهدنا الكثير من الأدلة على ذلك.

من الممكن أيضا أن تواجه “جوجل” صعوبة في تحقيق الإيرادات من محرك البحث المعتمد على الذكاء الصنعي، حيث يمكن أن تؤثر الإعلانات سلبا على تجربة المستخدم في روبوت المحادثة الذكي.

حاليا، لا يعرض ChatGPT” ولا “Bing” أي إعلان، وهذا ينطبق أيضا على “Bard”؛ ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الأسباب قد تكون قابلة للتغيير مع تطور المشروع ومستجدات السوق.

مشروع “Magi” يقال عنه بأنه سيتحدى الاتجاه السائد، وذلك عبر عرض الإعلانات ولكن بشكل محدود، فوفقا لتقرير من “نيويورك تايمز“، سيتم عرض الإعلانات على صفحة نتائج البحث، التي يمكن أن تؤدي إلى عمليات الشراء.

حيث تعتمد “جوجل” بشكل كبير على إيرادات الإعلانات، وبالتالي يجب الحفاظ على وجود الإعلانات في محرك البحث الخاص بها، ويشير التقرير إلى أن الطريقة التي ستتبعها الشركة لتحقيق ذلك هي الاحتفاظ بتجربة المستخدم الأصلية لصفحة نتائج البحث، بينما يتم تضمين روبوت دردشة للتفاعل وتقديم نتائج أكثر تخصيصا.

مع ذلك، كل ما قيل مجرد تكهنات في الغالب، وعلى الرغم من أن صحيفة “نيويورك تايمز” أفادت أن هناك أكثر من 160 شخصا يعملون حاليا على مشروع “Magi”، فمن المحتمل أن تتوافر ميزات “Magi” في بحث “جوجل” بالمستقبل القريب أكثر من إطلاق محرك بحث جديد بشكل كامل من قبل الشركة.

بجميع الحالات، فإن هذا التطور الجديد يشير دون ريب إلى أننا بحاجة لمتابعة فعاليات مؤتمر “Google I/O 2023“، والذي سيقام يوم الأربعاء 10 أيار/مايو 2023، على مسرح “شورلاين في ماونتن فيو”، كاليفورنيا – أميركا، حيث يمكننا أن نحصل على لمحة أولية عن بعض هذه الميزات التي ستتم الإشارة إليها هناك أولا.

قد يهمك: “جوجل” تسلّح متصفحها “كروم” بالمزيد من الميزات.. تعرفوا عليها

 الأفق الجديد 

مشاريع مثل “Magi” تبرز كمصدر إلهام وإثارة، وهي رحلة نحو الأفق الجديد لتحسين خوارزميات البحث وتحقيق تجربة بحث استثنائية، ومن خلال جمع الذكاء الصنعي والتعلم الآلي، ترسم “جوجل” خارطة طريق مبتكرة لمستقبل البحث.

في نهاية هذه الرحلة الشيقة، نجد أنفسنا على أعتاب مستقبل بحث يحمل وعودا كبيرة؛ لذا، فلنتبنى التحسينات الجديدة لتحقيق الأفضلية والتميز، فمن يدري، قد يكون مشروع “Magi” ليس مجرد مشروع عادي، بل قد يكون سفينة تقودنا إلى عوالم جديدة من التكنولوجيا والتفوق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات