استمع إلى المقال

في عالم الإنترنت، يعتبر المتصفح إحدى الأدوات الأساسية للوصول إلى المحتوى والخدمات المتاحة، لكنه في الوقت ذاته يمثل نقطة ضعف قابلة للاستغلال من قِبل القراصنة والمهاجمين السيبرانيين.

ثغرات الأمان في المتصفحات تمثل تهديدا خطيرا للمستخدمين، حيث يمكن استخدامها لتنفيذ هجمات إلكترونية وسرقة البيانات الشخصية، ومن ثم يمكن استخدامها في أغراض مشبوهة، لذلك، فإن فهم هذه الثغرات وكيفية الوقاية منها يعد أمرا حيويا للمحافظة على سلامة وخصوصية البيانات على الإنترنت.

قد يهمك: زيادة الاحتيال الإلكتروني في شهر رمضان.. الأسباب وسبل الوقاية

تحذير 3 مليار مستخدم

وفقا لـ “Statista“، تحظى متصفحات الإنترنت بحصة كبيرة من سوق الإنترنت بين كانون الثاني/يناير 2019 وآب/أغسطس 2021، ويتصدر “كروم” المتصفحات الأكثر شعبية بحصة تتجاوز 60 بالمئة، ويستخدم “كروم” الآن أكثر من ثلاثة مليارات مستخدم في جميع أنحاء العالم.

لكن، بعد اكتشاف ثغرة الهجمات الفورية (Zero Day) الأولى لمتصفح “كروم” هذا العام، ينصح الجميع بتحديث متصفحاتهم بأسرع وقت ممكن، ففي منشور جديد على مدونة الشركة، أكدت “جوجل” الكشف عن الثغرة وتأثيرها في متصفح “كروم” على أنظمة التشغيل “ويندوز” و”ماك” و”لينكس”، وأكدت أيضا أنها على علم بوجود استغلال لهذه الثغرة، وبالتالي، يتعين على المستخدمين تحديث متصفحاتهم بأسرع وقت ممكن لحماية أنفسهم من الاختراقات.

أخبار سارة

اكتشاف الثغرة الأمنية تم من قبل مجموعة تحليل التهديدات من شركة “جوجل”، وبالرغم من اكتشاف الثغرة، فإنه لم يكن بإمكانهم إصدار تصحيح حتى بعد العمل على المسألة لفترة من الوقت.

لكن الخبر السار هو أن “جوجل” أطلقت الآن تحديثا يحل هذه المشكلة، ويحتاج المستخدمون إلى تحديث متصفح “كروم” فورا لتلقي التصحيح.

يمكن تحديث المتصفح عن طريق النقر على الزر الموجود في الزاوية العلوية من المتصفح والذهاب إلى “المساعدة” ومن ثم “حول Google Chrome” بمجرد الانتهاء من التحديث، يجب على المستخدم إعادة تشغيل المتصفح للحصول على الحماية الكاملة.

خطوة ممتازة

يمكن اعتبار هذا التصحيح الأمني إنجازا مهما لشركة “جوجل”، حيث نجحت في تقليل عدد نقاط ضعف المستهدفة من قبل “الهجمات الفورية” في “كروم” لعام 2022 إلى 9 نقاط بالمقارنة مع 15 نقطة في العام الماضي، مما يعكس التقدم والتحسين المستمر لأمان المتصفح.

التقدم المذهل الذي حققته “جوجل” في تصحيح نقاط ضعف “كروم”، يوضح أن هذا الإنجاز لم يأتِ بسهولة، فالهيمنة التي تتمتع بها “كروم” تجعلها هدفا كبيرا لكل المتسللين، ولذلك فقد حذرت الشركة المستخدمين من توقع ارتفاع عدد “الهجمات الفورية” في آذار/مارس 2022، ولكنها نجحت بشكل لا يصدق في إحباط هذا التهديد.

هذا النجاح يعزى إلى عدة عوامل، بما في ذلك نظام الإبلاغ القوي الذي تتمتع به “جوجل” ودفع المكافآت العالية التي تقدمها الشركة لمكافأة الباحثين الأمنيين عند اكتشاف نقاط الضعف، مما يشجع هؤلاء الباحثين على بيع اكتشافاتهم للشركة عوضا عن البائعين المشبوهين.

“جوجل” دفعت أكثر من 12 مليون دولار كمكافأة للأخطاء في عام 2022، بما في ذلك مكافأة قياسية واحدة بلغت 605 آلف دولار لاستغلال ثغرة “الهجوم فوري” واحد.

قد يهمك: صراع متصفحات الويب.. هل “كروم” هو الأفضل؟

دواعي الحذر

بعدما تحدثنا عن “الهجمات الفورية”، وتم استعراض الخطورة التي يمثلها هذا المفهوم في عالم الأمن السيبراني، والتحديات التي تواجه شركات التكنولوجيا في مواجهة هذا التهديد الدائم، والخطوات التي تقوم بها بعض الشركات مثل “جوجل” لمواجهته، يمكننا أن نقول إنه من المهم جدا توعية الناس حول هذا المفهوم وأهمية الحفاظ على أمنهم السيبراني.

في عالم تتزايد به التكنولوجيا والاتصالات، يصبح من الضروري التحلي بالحذر والحماية لتجنب الاختراقات السيبرانية، وخاصة عند استخدام الإنترنت والتعامل مع بيانات حساسة ومهمة.

لذلك، ننصح الجميع باتباع أفضل الممارسات الأمنية عند استخدام الأجهزة الإلكترونية والتعامل مع البيانات الحساسة، وتحديث برامجهم بانتظام، والحفاظ على كلمات المرور القوية وتفادي الوصول إلى المواقع الشبيهة التي تسعى لسرقة المعلومات الحساسة.

في النهاية، يجب علينا جميعا أن ندرك أن الحماية السيبرانية هي مسؤولية مشتركة بين المستخدمين والشركات، وأن الاستثمار في الأمان السيبراني يمثل استثمارا حقيقيا في الحفاظ على خصوصيتنا وأماننا الشخصي والعملي.

كاتب المقال نيرودا الحسين ينصح بقراءة ...

هل لا يزال فيروس الفدية يشكل خطرا في 2023؟