استمع إلى المقال

إن سبب أزمة الشرائح الإلكترونية العالمية هو مزيج من الأحداث المختلفة، يأتي في مقدمتها جائحة كورونا ومن ثم الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وجفاف تايوان ومشاكلها مع الصين، بالإضافة إلى حريق مصنع شركة Renesas للإلكترونيات.

والآن يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية الجارية ستزيد الطين بلة حيث حذر الخبراء من أن الصراع قد يؤثر على صناعة الرقائق العالمية ويؤدي إلى تفاقم النقص الحالي في الرقائق نظرًا لأن كلا البلدين من المصدرين الأساسيين للمواد الخام المستخدمة في تصنيع الشرائح المختلفة.

وبحسب الإحصائيات، تزود أوكرانيا السوق بأكثر من 90٪ من النيون الأمريكي من فئة أشباه الموصلات، وهو أمر بالغ الأهمية للغاية لأجهزة الليزر المستخدمة في صناعة الرقائق. كذلك فإن 35% من البلاديوم الأمريكي، المستخدم في أجهزة الاستشعار والذاكرة، من بين تطبيقات أخرى، مصدره روسيا.

التأثير لا يزال طويل المدى

حاولت رابطة صناعة أشباه الموصلات (SIA) ومقرها الولايات المتحدة طمأنة الجميع بأن صناعة أشباه الموصلات ما زالت بخير، وأن لديها مجموعة متنوعة من المواد والغازات الرئيسية، وصرّحت بأنها لا تعتقد أن هناك مخاطرَ فورية تؤدي إلى تعطل الإمدادات بسبب الأحداث الحالية بين روسيا وأوكرانيا، كما أضافت أن التأثير لا يزال طويل المدى للصراع القائم بين الطرفيْن.

ويفرض الصراع ضغطًا متزايدًا على سلسلة التوريد مع وجود كل تلك الكمية الكبيرة من النيون الأمريكي من فئة أشباه الموصلات التي توفرها أوكرانيا، الأمر الذي يؤدي بالنهاية إلى صعوبة الحصول على شرائح لتطبيقات الأجهزة والشركات خلال الوباء الخطير والحرب الروسية على الجمهورية الأوكرانية.

ولقد زاد الطلب كثيرًا على الرقائق في جميع المجالات، بسبب انتشار جائحة كورونا، ثم جاء الغزو الروسي لأوكرانيا ليزيد الأمر سوءًا، حيث طالب المستهلكون والشركات بإمكانية وصول أكبر إلى الإلكترونيات.

وبالنسبة للمؤسسات، من المتوقع أن ينمو الطلب على الرقائق المتخصصة في الذكاء الاصطناعي للتدريب والاستدلال على التعلم الآلي بأكثر من 50٪ سنويًا خلال السنوات القليلة المقبلة.

في حين نجد بعض الحكومات مثل حكومة كوريا الجنوبية قد استثمرت 451 مليار دولار في مجال تطوير أشباه الموصلات، وشركات عملاقة مثل إنتل استثمرت حواليْ 20 مليار دولار في مسبكيْن جديديْن لأشباه الموصلات، من أجل مكافحة النقص في الرقائق، ومع ذلك حذرت الحكومة الأمريكية من أن سلسلة توريد الرقائق العالمية لا تزال ضعيفة.

وفي تصريح رسمي عن وزيرة التجارة الأمريكية الدكتورة “جينا رايموندو” قالت: (سلسلة توريد أشباه الموصلات لا تزال هشة ومن الضروري أن يتحرك الكونجرس بسرعة لتمرير تمويل الرقائق الذي اقترحه الرئيس والبالغ 52 مليار دولار في أقرب وقت ممكن).

كما أشارت “رايموندو” في تصريحها أيضًا إلى أن متوسط مخزون الرقائق انخفض خلال فترة 40 يومًا في عام 2019 إلى أقل من خمسة أيام في عام 2022 ، وأن معظم وحدات تصنيع الشرائح الإلكترونية تعمل بأكثر من 90٪ من الاستخدام.

اقرأ أيضًا: الحرب بين إنتل و TSMC: هل تسعى الشركات للتخلّي عن مورّدي الشرائح والاعتماد على نفسها؟

وهذا يعني أن هناك حاجة ماسة لمزيد من الاستثمارات لإنتاج أشباه الموصلات، ولهذا السبب طرح مجلس النواب مؤخرًا نسخته من قانون المنافسة والابتكار الأمريكي (USICA) بتمويل محلي بقيمة 52 مليار دولار من أجل توفير أكبر قدر ممكن من أشباه الموصلات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات