استمع إلى المقال

المقدمة

في الآونة الأخيرة، شهدت مصر سلسلةً من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت عدّة مواقع حكومية وخدمات عامة، مثل موقع “هيئة الضرائب المصرية” الحكومي، وحصلت على وصول إلى قواعد بياناتها والبيانات الخاصة بها.
وقد أعلنت مجموعة القراصنة المعروفة باسم “أنونيموس” مسؤوليتها عن هذه الهجمات، وزعمت أنها تهدف إلى الاحتجاج على سياسات النظام المصري وانتهاكاته لحقوق الإنسان والحريات العامة

من هي مجموعة “Anonymous” “أنونيموس” ؟

“أنونيموس” هي مجموعة دولية من النشطاء والقراصنة الإلكترونيينَ، نشأت في عام 2003 على المنتدى الإلكتروني 4chan، وتمثّل مفهوم العديد من المستخدمينَ على الإنترنت الذين يتّحدون تحت شعار “نحن لا ننسى، نحن لا نغفر، توقعونا”.
وتتميز مجموعة “أنونيموس” بأنها لا تمتلك قيادة مركزية أو هيكل محدد، بل تعتمد على التنسيق والتعاون بين الأفراد والخلايا المنفصلة، وتستخدم أساليب مختلفة من الهجمات الإلكترونية، مثل الاختراق والتشويش والتسريب والتضليل والتشهير.
وتدّعي مجموعة “أنونيموس” أنها تسعى إلى الدفاع عن الحرية والعدالة والديمقراطية على الإنترنت، و تناهض الرقابة والفساد والاستبداد والإرهاب.
كما وقد شنّت مجموعة أنونيموس عدّة حملاتٍ إلكترونية ضد أهداف متنوعة، مثل الحكومات والمؤسسات والمنظمات والشركات والكنيسة السينتولوجية والتنظيمات الأخرى.

تحليل الهجوم

وفقاً للبيانات التي نشرتها مجموعة “أنونيموس” على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الهجمات التي شنّتها على مواقع الحكومة المصرية تستخدم تقنيات مختلفة، مثل الهجمات الموزّعة لحجب الخدمة (DDoS) والهجمات الانعكاسية (Reflected Attack) والهجمات النفاذية (Breach Attack) والهجمات الاستغلالية (Exploit Attack).
وتهدف هذه التقنيات إلى إعاقة وتعطيل واختراق وسرقة البيانات من الخوادم والمواقع المستهدفة.
وقد أدّت هذه الهجمات إلى توقّف مؤقت أو دائم لبعض المواقع الحكومية، مما يؤثّر على تقديم الخدمات والمعلومات للمواطنينَ والمستخدمينَ.
وقد أظهرت بعض الهجمات أيضا رسائل وصور تحمل شعارات وشعارات مجموعة “أنونيموس” ومطالبها وانتقاداتها للنظام المصري.

الوضع الحالي للمواقع الحكومية

على الرغم من الهجوم،
لا تزال العديد من المواقع الحكومية المصرية خارج الخدمة، مما يشير إلى التأثير الكبير للهجوم على البنية التحتية الرقمية للبلاد.
حتى الآن، لم يصدر أي تصريح رسمي من المسؤولينَ المصريينَ حول الحادث.

خاتمة:

يمثّل هذا الحادث جزءاً من موجة متزايدة من الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الحكومات والمؤسسات حول العالم.
مع تطور التكنولوجيا والاعتماد المتزايد على الأنظمة الرقمية، من المتوقع أن تصبح هذه الهجمات أكثر تواتراً وتعقيداً في المستقبل.
وتُعدّ الهجمات الإلكترونية على مواقع الحكومة المصرية حدثاً مقلقاً ومثيراً للجدل،
يطرح العديد من التساؤلات والتّحديات حول مستوى الأمن والحماية الرقمية للدولة والمواطنينَ.
ويتطلب التعامل مع هذه الظاهرة تعاوناً وتنسيقاً بين الجهات المعنية والمختصة،
سواءً على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي، لتبادل الخبرات والمعلومات والموارد والتقنيات اللازمة لمواجهة المهاجمينً والوقاية من هجماتهم.
كما يتطلب التوعية والتثقيف للمواطنينَ والمستخدمينَ حول مخاطر الهجمات الإلكترونية، وكيفية الحفاظ على سلامة وخصوصية بياناتهم ومعلوماتهم على الإنترنت.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات