Little Nightmares  لعبة الرعب والألغاز التي تم إصدارها في عام 2017 عادت بجزءها الثاني في بداية الشهر الثاني من هذا العام. اللعبة وكما كانت متوقعة، تحمل الكثير من الرعب والكثير من اللحظات الممتعة التي تجعل اللاعب يعيش تجربة فريدة لا يجدها إلا في عالم الكوابيس الصغير.

من منا لم يحلم وهو صغير بكوابيس تجعله يأرق لليال من دون نوم. حسناً، قد تستطيع مواجهتها الآن وأنت بالغ. اللعبة مخصصة للأعمار فوق ال 16 ومكونة من عدة قصص مرعبة تشبه كوابيس الطفولة مقسمة على عدة فصول يتجاوزها اللاعب متحكماً بأحد أبطال القصة Six و Mono.

غلاف اللعبة | المصدر: Bandai Namco Entertainment

مراجعة سريعة للجزء الأول:

عند صدور اللعبة في عام 2017 نالت إعجاب مجتمع اللاعبين بسبب حبكة الألغاز وآليات تحريك الشخصيات والموسيقى الجميلة. عززت اللعبة ألعاب الأحجيات والمغامرات بين اللاعبين ورفعت من مستويات الأدرينالين لديهم، حيث تقضي ساعات في أماكن مظلمة ومرعبة وأنت تتحكم بطفل صغير، كل ما يهمك ألا يصاب بأذى. كانت ردات فعل المتابعين وهم يتحكمون بالشخصية Six  ذات الرداء الأصفر مليئة بالمشاعر حيث كان من الواضح نجاح الشركة في إثارة مشاعر الطفولة بداخل كل اللاعبين.

الجزء الثاني:

كغالبية الألعاب التي تلقى نجاحاً واسعاً في بدايتها، يرتفع سقف التوقعات ومتطلبات اللاعبين في أجزائها اللاحقة. لحسن الحظ كانت شركة  Tarsier Studios واعية لمتطلبات المعجبين واستغرق تطوير  Little Nightmares 2 حوالي 4 سنوات حتى تم إطلاقها في الشهر الثاني من هذا العام. حافظت اللعبة على سلاسة تجربة اللعب وركّزت بشكل كبير على العناصر البصرية بجانب القصة والمؤثرات الموسيقية، فالكثير من المشاهد ضمن اللعبة أسحرت اللاعبين بفضل إبداع المصممين والموسيقيين، منها بالتأكيد فصل متاهة الأبواب التي صنعت بعناية فائقة تكاد تكون غريبة جداً على عالم صناعة الألعاب.

تشويقية اللعبة: 

الموسيقى التصويرية للعبة (Six Music Box):
تجربة اللعب:

تبدأ اللعبة بعكس الجزء الأول مع شخصية تلبس كيس ورقي ومعطف بني يسمى Mono. يكون Mono برفقة Six بطلة الجزء الأول وتظل مرافقة له طيلة اللعبة، حيث تكون أما كمساعدة في حل الألغاز أو كمساعدة في القضاء على الأعداء. تبدأ الشخصيتان رحلتهما عبر العالم المظلم. الكثير من الوحوش المخيفة تم إضافتها إلى هذا الجزء، والتي تعكس نظرة الأطفال إلى العالم المظلم. اللعبة مكونة من 5 فصول، كل فصل يحتوي وسطيا 4 أجزاء. تتغير البيئة بالتقدم بالفصول وتزداد القصة تعقيداً وتصبح الألغاز أكثر صعوبة، وينتهي كل فصل بوحش قوي يحاول كل من Mono  و Six القضاء عليه. الفصول (الغابة وبيت الصياد، دار الأيتام، المستشفى، محاولة الوصول إلى البرج، داخل البرج). اللعبة بفصولها تشمل كل اهتمامات اللاعبين وتختلف بدرجات الرعب بين كل الفصول، فحيث فصل المستشفى يكون الأشد رعباً، فإن فصل البرج كان من أشد الفصول درامية. اللعبة تستغرق حوالي 5 ساعات وسطياً مقاربةً للجزء السابق، بالرغم من أنّ معدل الفشل وموت الشخصية أعلى في هذا الجزء مقارنة بالجزء السابق. هذا ما يعتبر كنقطة سلبية تحتسب ضد اللعبة، حيث إنها تتبع أسلوب “إخفاقات اللاعب المتكررة تساعده في معرفة حل الألغاز” الذي لا يروق للكثير من اللاعبين اللذين يكرهون السقوط في فخ مخفي تحت أوراق الشجر فجأة، بينما أسلوب معرفة اللاعب بوجود المشكلة والتفكير بطريقة لحلها تروق الكثيرين من عشاق هذه اللعبة.

من أكثر ما يميز اللعبة من ناحية القصة هي نهايتها، حيث تنتهي اللعبة في درامية خالصة ترفع من متعة اللعبة إلى أقصى مستوياتها، فبعكس الجزء الأول حرص المطورون على التركيز على القصة وإيجاد خط زمني يجمع هذا الجزء بالجزء السابق. فبالرغم من أنّ الجزئين يمكن لعبهما على حدى دون تأثير سلبي كبير على تجربة اللعب، إلا أن هذا الجزء جعل القصة واضحة أكثر، أصبح واضح للاعبين طبيعة علاقة Mono وSix ببعضهم، وحتى مهدت للصراع اللاحق في الجزء الثالث الذي لمح إليه المطورون.

اللعبة ينصح بها كلعبة فنية متكاملة جمعت بين قوة التصميم البصري وقوة بناء الألغاز والمتاهات والجوانب الفنية الأخرى، كما أن اللعبة وبالرغم من التجربة الفريدة التي تقدمها للاعبين إلا أنها لا تخلو من طرح الأفكار التي تعكس مدى التأثير السلبي الذي يتركه المجتمع بتصرفاته على الأطفال. ففي فصل المدرسة أعتقد بأن الجميع سيواجهون كوابيسهم حيث المعلمة تحمل عصى وتضرب بها الأطفال وتلاحقهم بين الصفوف بينما كل من Mono وSix يلهثان كي لا تصل إليهم، كما أنّ فصل المستشفى يعكس مدى خوف الأطفال من المستشفيات وتعكس التصورات الغريبة المكونة في أذهانهم عن هذا المكان المريب. وكذلك في فصل الطريق إلى البرج تصادف الشخصيتان أفراد الحي وهم يهلوسون أمام شاشات التلفاز ويصبحون أشخاص عنيفين بمجرد قطع التيار عن التلفاز.

صورة من متاهة الأبواب في اللعبة | المصدر: Tarsier Studios/Bandai Namco via Polygon

صورة من الباب الملفوف | المصدر: Tarsier Studios/Bandai Namco via Polygon

تطوير اللعبة:

اللعبة تم تطويرها على محرك Unreal Engin 4 من شركة Epic Games  العملاقة التي أثبتت جدارتها هنا بقوة وروعة التفاصيل الممكن إضافتها إلى الألعاب، خصوصاً على مستوى الإضاءة في العديد من فصول اللعبة. كما أن العديد من الفصول عكست هوس مبرمجي اللعبة بتصميم متاهات وألغاز عديدة بالرغم من أنها تحديات قوية جداً عند برمجتها على الحاسوب. ففصل متاهة الأبواب يكشف مدى العقل المعقد الذي يتحكم بعناصر اللعبة. من الجدير بالذكر أن اللعبة تم تطويرها لكافة منصات الألعاب(XBox، PlayStation، Stadia، Nitendo Switch، Windows). وبعكس ما كان متوقعاً أن اللعبة ستتطلب مواصفات تشغيل عالية على أجهزة الحاسوب فإنها جاءت بمتطلبات تبدو معقولة إلى حد كبير.

المواصفات المستحسنة للتشغيل:

المعالج: Intel Core i7-3770 أو AMD FX-8350

كرت الشاشة: Radeon HD 7870, 2GB أو NIVIDIA GTX 760, 2 GB

الذاكرة العشوائية (RAM): 4 GB

المساحة: 5 GB

تقييم اللعبة:

اللعبة تقدم مستويات متنوعة من الترفيه كما أنها تكاد تنفصل عن النمط التقليدي لألعاب الأحاجي التي لا تترك أي أثر بداخل اللاعب بمجرد انتهاءه من اللعبة.

تستحق

9/10

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات