لماذا أصبح الدعم المطول لهواتف بيكسل 8 أهم مزاياها؟

لماذا أصبح الدعم المطول لهواتف بيكسل 8 أهم مزاياها؟
استمع إلى المقال

بهدوء تام أقامت “جوجل” مؤتمرها السنوي للكشف عن هواتف “بيكسل” الجديدة ومزايا “أندرويد 14″، ورغم أن الكثير من مواصفات الهاتف ومزاياه تم تسريبها سابقا قبل موعد المؤتمر بفترة كافية، إلا أن المزايا البرمجية حملت مفاجأة غير متوقعة. 

“جوجل” أعلنت عن دعم هواتف “بيكسل 8” برمجيا لمدة 7 سنوات، وهذا لا يعني فقط التحديثات الأمنية للهاتف، بل يمتد إلى التحديثات البرمجية بأكملها، ويعني هذا أن هواتف “بيكسل 8” ستظل مدعومة حتى نظام “أندرويد 21” على الأقل. 

هذه الميزة بمفردها تضع هواتف “بيكسل” في فئة مختلفة عن بقية هواتف “أندرويد” التي تفقد دعمها البرمجي بعد 3 سنوات في أفضل الأحوال، وتجعلها أقرب إلى هواتف “آيفون” التي تحصل على دعم برمجي كامل لمدة تزيد عن 5 سنوات. 

لكن، لماذا هذه الأهمية لميزة واحدة فقط، وهل يمكن أن تجعل هذه الميزة استخدام الهواتف مختلفا حقا عن الأجيال السابقة. 

حياة ممتدة أكثر من العمر الافتراضي 

الهواتف الذكية تمتع بأقل عمر افتراضي بين الأجهزة الإلكترونية المختلفة، وذلك لأسباب عديدة منها طبيعة استخدام الهواتف التي تطلب أن يكون معرض للصدمات بشكل مستمر، إلى جانب التطور الذي يحدث في هذا القطاع ويجعل المستخدم دائما في الوصول إلى مزايا وإمكانيات جديدة. 

الدعم البرمجي ونظم التشغيل الحديثة كانت إحدى أهم الأشياء التي تدفع المستخدمين للتخلص من هواتفهم القديمة والانتقال إلى هواتف جديدة تعمل بأنظمة تشغيل أحدث تمتلك مزايا جديدة وأفضل من الأجيال القديمة. 

توفير الدعم البرمجي لمدة 7 سنوات متتالية من تاريخ اصدار الهاتف وتقديم التحديثات البرمجية الكبيرة للهاتف يزيد من عمره الافتراضي بشكل كبير، ويجعله يكتسب عمرا إضافيا يزيد عن 7 أعوام إذا ماكان المستخدم راضيا عن ترك بعض التحديثات البرمجية البسيطة. 

هذه الميزة كانت في الماضي حصرية لأجهزة “آيفون” التي كانت تحصل على دعم برمجي لمدة 5 سنوات مع التحديثات البرمجية الكبيرة وأكثر من ذلك مع التحديثات الأمنية الصغيرة، ولكن الآن أصبحت “جوجل” تتفوق على “أبل” في هذه النقطة وعلى جميع شركات هواتف الأندرويد المختلفة. 

هواتف أكثر استدامة 

منذ عدة أعوام، وجدنا توجها جديدا في الهواتف المحمولة، وهو تقديم هواتف صديقة للبيئة وتخفض من بصمتها الكربونية، ولكن هذا الأمر تم عبر إزالة بعض القطع الكرتونية من علب الهواتف وإزالة رأس الشاحن الكهربائي من العلب أيضا، وقد بدأت “أبل” في هذا الأسلوب وتبعتها جميع شركات “أندرويد” المختلفة. 

رغم أن مثل هذه الخطوة قد يكون لها تأثير بيئي مناسب، إلا الأثر الأهم يأتي عند خفض النفايات الإلكترونية المكونة من الهواتف القديمة التي تم التخلص منها، والخطوة الأولى في هذا الأمر هو دعم الهاتف برمجيا لفترة كبيرة. 

عند دعم الهواتف لفترات طويلة، فإن دورة تغيير الهاتف والتخلص منه تنخفض بشكل كبير، وإذا كان المستخدم يغير هاتفه مرة كل 3 أعوام في المتوسط، فمع هذه التحديثات الجديدة والدعم المطول، فإن عمر هذه الدورة يمتد إلى 7 أعوام على الأقل. 

هذا يخفض بشكل كبير من عدد الهواتف المحمولة القديمة التي يتم التخلص منها وإلقائها في النفايات، وبالتالي يكون له الأثر الأكبر على البيئة ويحافظ عليها بشكل كبير. 

عقبات تقنية

التحول الجديد الذي قررت “جوجل” استخدامه يعد نقطة إيجابية في مسيرة الشركة، ولكن السؤال الأهم هو حول قابلية تنفيذ هذا التحول، وإن كانت “جوجل” تستطيع في النهاية تقديم ما وعدت به. 

الدعم البرمجي للهواتف القديمة يتطلب مراعاة مواصفات هذه الهواتف عند تطوير النظم الجديدة، وهو ما لم تقم به “جوجل” و”أندرويد” سابقا، لذلك يجب التريث قبل إطلاق الحكم النهائي على هذه الميزة من ناحية فعاليتها أم عدمها. 

“جوجل” قد تتخذ طريقا مختلفا عن بقية الشركات الأخرى، إذ قد تزيل بعض المزايا من الأنظمة التي تصدر للهواتف القديمة، وقد تطلق نسخا خاصة من الأنظمة الحديثة للهواتف القديمة، وربما تضحي تماما بالهواتف القديمة ولا تأخذها في الاعتبار ليصبح الأداء عليها سيئا للغاية. 

هذه التحديات لن تظهر نتائجها مؤخرا، إذ يجب أن ننتظر لوقت كافي حتى تبدأ مواصفات الهواتف في التقدم عن “بيكسل 8” ليصبح هاتفا قديما بحق، وهنا يكمن التحدي الحقيقي أمام “جوجل” إن كانت ستفي بوعدها أم تكتفي بإطلاق نسخة مخفضة من التحديثات. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات