البرمجيات للجميع.. كيف يكتسب مختلف المساهمين أهميتهم في المشاريع مفتوحة المصدر؟

البرمجيات للجميع.. كيف يكتسب مختلف المساهمين أهميتهم في المشاريع مفتوحة المصدر؟
استمع إلى المقال

الأنظمة مفتوحة المصدر هي نوع من البرامج التي يمكن تعديلها وتوزيعها بحرّية. وتعدّ المشاريع مفتوحة المصدر حجر أساسٍ في صميم البنية التحتية لمجتمعنا الرقمي، ولكنها للأسف عرضةً لمشاكل كبيرة فيما يتعلق بالاستدامة؛ لأن الكثير من الناس يستخدمونها، ولكن القليل جدًا منهم يساهم في تطويرها.

ومن أشهر الأمثلة على المشاريع مفتوحة المصدر:

  • نظام Linux: أحد أكثر البرامج مفتوحة المصدر سهولة في الاستخدام في السوق. يتم استخدامه بشكل شائع على أجهزة أندرويد وأجهزة الكمبيوتر المكتبية. ووفقًا لاستطلاع أجراه موقع Stack Overflow، ادّعى 83.1% من المطورين أن Linux هو النظام الأساسي المطلوب لديهم.
  • لغة Python: وهي لغة برمجة نصية شائعة يستخدمها مطورو البرامج المخصصة. ووفقًا لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE)، كانت Python اللغة الأكثر شيوعًا في عام 2021. وفي السنوات الأخيرة، استقطبت الكثير من المستخدمين الجدد بسبب مجال التعلم الآلي سريع النمو، والذي تُستخدم فيه بشكلٍ أساسي. 
  • برنامج Shotcut: وهو محرر فيديو يوفر خاصيات قوية بما في ذلك التقاط الصوت والفيديو من كاميرا الويب وتعديل الألوان والنصوص وإزالة الضوضاء ودعم تنسيقات الصور الشائعة وتصدير EDL وغير ذلك الكثير.

لكن في بحثٍ أجراه خافيير كانوفاس، عضو في كلية علوم الكمبيوتر والوسائط المتعددة والاتصالات السلكية واللاسلكية بجامعة كاتالونيا المفتوحة وباحث في مجموعة مخبر أبحاث النظم والبرامج والنماذج (SOM Research Lab) في معهد معهد الإنترنت متعدد التخصصات الإسباني، جنبًا إلى جنب مع جوردي كابوت، الباحث في المعهد الكتالوني للبحوث والدراسات المتقدمة، قاموا بتحليل ملفات تعريف المستخدمين المشاركين في هذه المشاريع. وأظهرت النتائج أن وجود المساهمين الذين لا يقومون بعمليات البرمجة مهمٌّ للغاية، وأن هناك أيضًا درجة معينة من التخصص المطلوب بين هؤلاء الأشخاص. ووفقًا للباحثين، فإن هذه البيانات “تزيل الغموض عن فكرة أن المطورين فقط هم من يقودون المشاريع مفتوحة المصدر” ويمكن استخدامها لتصميم استراتيجيات جديدة لتحسين استدامة مثل هذه المبادرات.

تصحيح صورة المشاريع مفتوحة المصدر السائدة

يعتمد هيكل المشاريع مفتوحة المصدر بشكلٍ أساسي على مجتمع المساهمين الذين يحافظون على المشاريع حية، وعلى تعاونهم بطريقة نشطة ومثرية. ومع ذلك، تركز الغالبية العظمى من الأبحاث حول هذه المجتمعات على دراسة ملفات تعريف المستخدمين المسؤولين عن البرمجة والمهام الفنية الأخرى، مثل مراجعة أو دمج التعليمات البرمجية.

وهذه مجرد صورة جزئية لما يتكون منه المشروع مفتوح المصدر بالفعل وكيفية تقدمه، والتي تستند عمومًا إلى مجتمع من المستخدمين المسؤولين عن مجموعة متنوعة من المهام؛ مثل التسويق والترويج والتصميم، الذين يساعدون أيضًا في إعداد الوثائق أو المشاركة في المناقشات حول التطور المستقبلي للمشروع.

للحصول على فهمٍ أعمق لديناميكيات التعاون في الأنظمة مفتوحة المصدر، قام الباحثون بتحليل أهم 100 مشروع npm، و npm هو مدير الحزم لـ Node.js، أحد أكثر خوادم تطبيقات الويب الموجودة على GitHub شيوعًا، و GitHub هو أحد مواقع التواصل الاجتماعي الرائدة المتخصصة في البرمجة.

وأشار خافيير كانوفاس، الباحث الرئيسي في الدراسة إلى أن هذه الدراسة سمحت للباحثين بالتحقق من أن المهام غير البرمجية، مثل الإبلاغ عن مشكلة أو اقتراح تحسين أو المشاركة في مناقشة أو مجرد الرد على تعليقات الأشخاص الآخرين (على سبيل المثال، باستخدام رمز تعبيري -إيموجي- للتعبير عن قبول عرضٍ ما)، سمة مشتركة في أنظمة المصادر المفتوحة. في الواقع، وجوده هذه المهام ومن يؤديها مهم للغاية، مما يدل على مشاركتهم في بثّ الحياة في المشروع.

تقسيم مهام المشروع

استقصت الدراسة أيضًا ما إذا كان المساهمون في المشروع عادةً ما يكون لديهم مهمة واحدة أو ما إذا كانوا يؤدون عدة مهام، وبالتالي، تداخل الأدوار المختلفة. وأظهرت النتائج أن هناك مستخدمين يساهمون فقط في المشروع بأنشطة غير فنية (أي برمجية)، والتي من شأنها أن تكمل عمل الأشخاص الذين يركزون على البرمجة وتطوير الكود، والذين، على النقيض من ذلك، لا يشاركون كثيرًا في المهام الأخرى.

تعطي هذه البيانات أدلة جديدة لتصميم إستراتيجيات الإعداد والحوكمة التي تسهل تطوّر هؤلاء المستخدمين وتحقيق تعاون أفضل بين الأدوار المختلفة. ففي معظم المشاريع مفتوحة المصدر، تستهدف الجهود المبذولة لجذب مساهمين جدد وجلبهم المطوّرين دونًا عن غيرهم بشكلٍ واضح، ولكن هذا يعني أن أصحاب هذه المشاريع يفوّتون فرصة جذب أنواعٍ أخرى من الشخصيات التي قد يكون من الأسهل جلبها ويمكن أن تساعد أيضًا في التقدم ولفترةٍ طويلة في استدامة المشروع.

في الواقع، يجب على المشاريع المهتمة بجذب المزيد من المساهمين التقنيين أن تبذل جهدًا إضافيًا لمساعدة بعض المساهمين غير التقنيين على المشاركة إلى جانب البرمجة، لأن هذا ليس تطورًا طبيعيًا”.

قد يهمّك أيضًا: تقرير: معظم تنزيلات البرمجيات الخبيثة في 2021 جائت من التطبيقات السحابية

دراسة تطور هذه المجتمعات بمرور الوقت

هذا البحث هو جزء من عمل مخبر أبحاث النظم والبرامج والنماذج في جامعة كاتالونيا الذي يركز على تحسين وتعزيز تعاون المساهمين في أنظمة مفتوحة المصدر، والتي لها تداعياتٍ مختلفة. وبحسب الباحث نفسه، فإن أهم جانب في الوقت الحالي هو النظر في البُعد الزمني، أي كيف تتطور حالة المشروع ومجتمعه بمرور الوقت.

لكن تشمل خطوط العمل الأخرى في هذا المجال دراسة آليات جذب مساهمين جدد لمشاريع مفتوحة المصدر، واستكشاف طرق جديدة لتصور مساهمات أعضاء المجتمع أو اقتراح حلول لتحديد قواعد (أو نماذج) حوكمة للمجتمع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات