استمع إلى المقال

في عصر المعلومات الرقمية الذي نعيش فيه، أصبح الإنترنت ومعه وسائل التواصل الاجتماعي مصدرا أساسيا للأخبار والمعرفة والمعلومات، ومع ذلك، يشهد هذا المجال تزايدا ملحوظا في انتشار المعلومات المضللة والأخبار الزائفة، مما يهدد بزعزعة الثقة بالمصادر الإعلامية، ويؤثر في صناعة القرار والرأي العام.

لذا، تبرز ضرورة إيجاد أدوات وتقنيات فعّالة لكشف المعلومات المضللة والأخبار الزائفة ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعي للحد من نشر تلك المعلومات، بما يمكّننا من تعزيز جودة المعرفة والحفاظ على نزاهة المعلومات المتاحة للجمهور. 

تحقيق هذا الهدف يعزز الثقة بالمصادر الإعلامية، ويمنح المستخدمين القدرة على تشكيل آرائهم ومواقفهم بناءً على معلومات دقيقة وموثوقة.

قد يهمك: الإعلانات المزيفة.. أسباب انتشارها ومخاطرها

“جوجل” بالمرصاد

بالأمس أعلنت شركة “جوجل”، عن توفيرها طرقا جديدة للمستخدمين للتحقق من المعلومات المتعلقة بالبحث، وذلك من خلال ميزات جديدة تسمى “وجهات نظر” و”حول هذا المؤلف”، مع توسيع بعض أدواتها الحالية، بما في ذلك “حول هذه النتيجة”.

ميزة “وجهات نظر” الجديدة هي عبارة عن حلقة دائرية ستظهر أسفل أهم الأخبار، وتعرض رؤى من مجموعة من الصحفيين والخبراء والآراء الأخرى ذات الصلة حول الموضوع الذي تبحث عنه.

الفكرة من وراء هذه الميزة، منح المستخدمين مجموعة متنوعة من الآراء الجديرة بالملاحظة حول موضوع إخباري لتوسيع فهمهم للموضوع، وستطلق الدائرة قريبا باللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة، وستكون متاحة على سطح المكتب والهاتف.

“جوجل” ستطلق أيضا ميزة “حول هذا المؤلف”، والتي تتيح للمستخدمين معرفة المزيد بسهولة عن المؤلفين وراء المحتوى الذي يقرؤونه، إذ مع هذه الميزة الجديدة، سيتمكن المستخدمون من العثور على مزيد من المعلومات حول خلفية المؤلفين التي يعرضها محرك بحث “جوجل”، وسيتم إطلاق الميزة على نتائج البحث باللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة أولا؛ ومن ثم بشكل تدريجي على النطاق العالمي.

حاليا، سيرى المستخدمون جميعهم 3 نقاط بجوار معظم النتائج على البحث. يعطي النقر على هذه النقاط للمستخدمين تفاصيل حول مصدر المعلومات، وكيف حددت أنظمة “جوجل” أنها ستكون مفيدة للاستعلام، علاوة على ذلك، أعلنت الشركة أنها ستسهل على المستخدمين الوصول إلى ميزة “حول هذه الصفحة” بدءا من اليوم.

محاربة المعلومات المضللة

مساعي “جوجل”

في آب/أغسطس الماضي، أصدرت “جوجل” تحذيرات في نتائج البحث التي يتم تشغيلها عندما لا تثق أنظمتها بشدة في الجودة الإجمالية للنتائج المتاحة، وتقوم الشركة الآن بتوسيع هذه التحذيرات لتشمل اللغات بما في ذلك الألمانية والفرنسية والإيطالية والإسبانية واليابانية في الأشهر المقبلة، والفكرة من وراء هذه التحذيرات، توفير سياق حول المجموعة الكاملة من النتائج على الصفحة.

الجدير بالذكر، أن “جوجل” قدمت أيضا منحة جديدة تبلغ 13.2 مليون دولار للشبكة الدولية للتحقق من الحقائق لإطلاق صندوق عالمي جديد للتحقق من الحقائق، والذي تم الإعلان عنه في بداية العام الماضي.

بحسب الشركة، فإن الصندوق سيفتح أبوابه في الأيام المقبلة، ويدعم أكثر من 130 منظمة للتحقق من الحقائق من 65 دولة، تغطي أكثر من 80 لغة.

قد يهمك: كيف تقوم الأنماط المظلمة بخداعنا على الانترنت

مسؤولية الجميع

عملية مكافحة المعلومات المضللة، تبقى تحديا ملحا في عالم الإنترنت اليوم، وشركة “جوجل”، كواحدة من أكبر الشركات التكنولوجية، تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا المجال، وعبر إضافة ميزات مثل “حول هذا المؤلف” و”وجهات نظر”، تسعى لتعزيز جودة المحتوى المتاح على منصاتها وتقديم معلومات دقيقة وموثوقة للمستخدمين.

أخيرا، فإن تطبيق هذه الميزات يساهم بشكل كبير في الحد من انتشار الأخبار الكاذبة وتعزيز ثقافة التحقق من المعلومات، لذا يتوجب على جميع الأطراف المعنية، والشركات والمستخدمين وصناع القرار، التعاون معا لمواجهة هذا التحدي وضمان بناء مجتمع رقمي مستدام وموثوق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.