استمع إلى المقال

في الوقت الحالي، تعاني شركة “تويتر” من تراجع الإيرادات الإعلانية بشكل حاد لأسباب متعددة، لكن هل يقع اللوم الأكبر على ماسك، وهل طريقة إدارته للمنصة وقراراته المتخبطة ساعدت في هروب المعلنين.

بينما كرر إيلون ماسك أن شرائه لمنصة “تويتر” يتعلق بحرية التعبير، وأن استرداد مبلغ 44 مليار دولار الذي دفعه في الصفقة غير مهم، لكن الأمور لا تسير بهذه الطريقة، حيث يتابع المستثمرون ما يحدث بينما يشرع في إحداث التغييرات.

بالرغم من تأكيدات ماسك بأن المعلنين قد عادوا بشكل مطرد إلى المنصة، فإن التقارير الأخيرة حول إيرادات “تويتر” لا تعكس ذلك، حيث ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن مبيعات الإعلانات في الولايات المتحدة قد انخفضت بنسبة 59 بالمئة سنويا، مما يعكس تدهورها بمرور الوقت.

“تويتر” تعاني بسبب ماسك

ماسك أشار مؤخرا، إلى أن النشاط الإعلاني عبر “تويتر” في ارتفاع، مؤكدا أن جميع المعلنين تقريبا عادوا، وأن شركة التواصل الاجتماعي قد تصبح مربحة قريبا، لكن البيانات لا تؤكد ذلك.

مؤخرا، شاركت المنصة نظرة عامة داخلية حول أداء الدخل الإعلاني، التي أظهرت أن إجمالي المبيعات الإعلانية من بداية شهر نيسان/أبريل الماضي إلى بداية شهر أيار/مايو الفائت بلغت 88 مليون دولار، الأمر الذي يشكل انخفاضا بنسبة 59 بالمئة.

إلى جانب ذلك، أوضحت البيانات، أن الشركة أخفقت بانتظام في تحقيق توقعات مبيعاتها الأسبوعية في الولايات المتحدة، وأحيانا بنسبة تصل إلى 30 بالمئة، ومن غير المرجح أن يتحسن هذا الأداء في أي وقت قريب.

هذا أسوأ من التراجع بنسبة 50 بالمئة الذي أكده ماسك مرة أخرى في شهر آذار/مارس الماضي، مما يشير إلى أن الشركات لا تزال تشعر بالقلق من إصلاحات ماسك، التي تضمنت قواعد جديدة حول الكلام المقبول، وإعادة بعض مستخدمي المنصة الأكثر إثارة للجدل.

كما يشعر موظفو مبيعات الإعلانات في “تويتر”؛ بالقلق من أن المعلنين قد يخافون من زيادة خطاب الكراهية والمواد الإباحية، فضلا عن المزيد من الإعلانات التي تعرض منتجات المقامرة والماريجوانا.

يضاف إلى ذلك، أن تحركات ماسك نفسه لا تساعد المنصة، إذ يواصل مشاركة آرائه المثيرة للجدل في كثير من الأحيان حول الموضوعات الساخنة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، واستجابة الحكومة لفيروس “كورونا”، وتراجع العدد السكاني، والجريمة، والهجرة، والمزيد.

برأي ماسك، كان هذا هو الهدف الأساسي من استحواذه على “تويتر”، حيث أشار إلى أنه اشترى المنصة للنضال من أجل حرية التعبير، ومحاربة الرقابة على وسائل الإعلام. 

لكن التأثير الجانبي هو أن عائدات الإعلانات تتأثر نتيجة لذلك، وعندما تشكل هذه العائدات نحو 90 بالمئة من إيرادات الشركة، فإن هذا يُعد مسارا صعبا لاتخاذه.

مهمة صعبة

موقف ماسك الأخير على هذه الجبهة، شهد في الأسبوع الماضي استقالة 2 من كبار خبراء سلامة العلامة التجارية من الشركة؛ بسبب فيلم وثائقي مثير للجدل ضد المتحولين جنسيا.

ماسك طالب بتخفيف القواعد المتعلقة بهذا الأمر، مع الترويج أيضا للفيلم الوثائقي عبر حسابه، مما أدى إلى مغادرة إيلا إيروين، رئيسة قسم الثقة والأمان، وأي جيه براون، رئيس سلامة العلامة التجارية وجودة الإعلانات، الشركة نتيجة لذلك.

هذا الأمر أدى إلى زيادة القلق بين شركاء الإعلانات، نظرا لأن فريق سلامة العلامة التجارية في “تويتر” قد تعرض لمزيد من الضعف الآن، وأصبح يميل إلى إرادة ماسك الأيديولوجية، الأمر الذي يعني أن المنصة قد تشهد انخفاضا أكبر بعائدات الإعلانات في الأشهر المقبلة.

من خلال إضافة عناصر جديدة، بشكل أساسي عبر الاشتراكات، ماسك كان يسعى إلى زيادة الإيرادات بالنسبة للمنصة نفسها ولصناع المحتوى. 

ماسك كان يأمل في أن تشكل الاشتراكات نحو 50 بالمئة من مدخول المنصة، لكن حتى الآن، بالرغم من إزالة إشارات التحقق القديمة، وإجبار المعلنين على الدفع مقابل “Twitter Blue” لمواصلة عرض الإعلانات، ظل استخدام الاشتراكات أقل من 0.3 بالمئة من إجمالي قاعدة مستخدمي المنصة، أي ما يعادل نحو 16.8 مليون دولار لكل ربع سنة.

حتى إذا انخفض إجمالي الإيرادات هذا بمقدار النصف الآن، فإن دخل “Twitter Blue” لا يزال مجرد عنصر جزئي في إيرادات المنصة الأوسع نطاقا، في حين يبدو أن الزيادات في الأسعار على واجهة برمجة التطبيقات كان لها أيضا تأثيرات سلبية بالاستخدام.

في النهاية، بالرغم من جهود ماسك، لا تزال المنصة بحاجة إلى زيادة الإيرادات الإعلانية للاستمرار في العمل، أو قد تتعرض لخطر التوقف عن العمل، حتى مع وجود موظفين أقل بنسبة 80 بالمئة. هذا هو الموقف الذي تواجهه ليندا ياكارينو، حيث يتوجب على الرئيسة التنفيذية الجديدة للمنصة إعادة بناء النشاط الإعلاني واستعادة ثقة المعلنين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات