استمع إلى المقال

في الوقت الحالي، أصبح من الطبيعي رؤية اليخوت الكهربائية، حيث تتجه اليخوت الفاخرة إلى المحركات الكهربائية والطاقة الشمسية لتزويدها بالطاقة، وذلك في سبيل تقليل الأثر البيئي، لكن هل هذه التقنية مفيدة، وهل من الممكن استخدامها ضمن السفن الكبرى.

المشاكل البيئية

المتبنون الأوائل للتكنولوجيا يستثمرون في مجال جديد، وهو اليخوت الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، حيث أصبحت اليخوت الفاخرة أمرا ضروريا للأثرياء والمشاهير اليوم في جميع أنحاء العالم، وهناك نحو 5555 يختا يبحرون في محيطات وبحار العالم، وفقا لتقرير حالة اليخوت الصادر عن SuperYacht Times.

بالرغم من أن صناعة القوارب جذابة، إلا أنها تسبب خسائر فادحة في البيئة، حيث تطلق ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت في الهواء والممرات المائية.

للتخفيف من الأثر البيئي، بدأت بعض السفن في اعتماد مصادر الطاقة الكهربائية. في السويد، قامت شركة “ForSea Ferries” بتحويل عبارتين بطول 364 قدما من محركات الديزل إلى إصدارات تعمل بالبطارية. مع ذلك، تحتوي كل عبارة على 640 بطارية تزن كل منها نحو 200 رطل، مما يزيد بشكل كبير من وزن السفن.

في المقابل، قامت بعض الشركات بتطبيق أنظمة تعمل بالطاقة الشمسية، مما قد يؤدي إلى تقليل هذا الوزن الزائد. من المتوقع أن ينمو سوق القوارب العاملة بالطاقة الشمسية بنسبة 14 بالمئة بحلول عام 2031 ليصل إلى 2.4 مليار دولار.

اليخوت الكهربائية تمثل الجيل الجديد من اليخوت، ويعتقد أن اليخوت الكهربائية والمحركات الكهربائية قد تكون المحرك الرئيسي لليخوت الترفيهية وحتى سفن الشحن في المستقبل القريب.

تطوير اليخوت الكهربائية

في هذا المجال، تقود شركتا “Silent Yachts” و”Sunreef Yachts” تطوير هذه التكنولوجيا الجديدة، وتستخدم هاتان الشركتان تقنية مماثلة، حيث تقوم الألواح الشمسية بجمع الطاقة من الشمس لإعادة شحن البطارية.

في حين تعمل بطاريات الليثيوم أيضا على تشغيل الضروريات على متن السفينة مثل تكييف الهواء والإضاءة. في حالة أن الشمس ليست قوية بما فيه الكفاية، فإن كل سفينة لديها مولد ديزل احتياطي يقوم بإعادة شحن البطارية تلقائيا.

عندما بدأت شركة “Silent Yachts” في بناء هذه اليخوت، أخبرنا العديد من صانعي القوارب الآخرين أنه ليست هناك حاجة لمثل هذا اليخت، لكن أصبح الجميع يعرف أن هذا المجال لم يعد مجالا متخصصا بعد الآن.

في عام 2009، تأسست شركة “Silent Yachts” التي تبني اليخوت بشكل كامل، وغالبا ما تشير إلى نفسها باسم “تيسلا البحار”، وسلمت منذ بدايتها حتى الآن ما يقرب من 20 يختا كهربائيا بالكامل ولديها حاليا أكثر من 30 يختا قيد الإنتاج في أحواض بناء السفن التابعة لها في إيطاليا وتركيا.

الشركة لديها طلبات بقيمة 160 مليون يورو (168 مليون دولار)، وتتراوح الأسعار من 3.2 مليون يورو لليخت الذي يبلغ طوله 60 قدما إلى 30 مليون يورو للنسخة المجهزة بالكامل من سفينتها التي يبلغ طولها 120 قدما.

الشركة تشير إلى أن لديها الجيل القادم من الألواح الشمسية القادمة إلى السوق، والجيل القادم من البطاريات الكهربائية القادمة إلى السوق، والجيل القادم من المحركات الكهربائية.

في حين تبني شركة Sunreef اليخوت منذ أكثر من 20 عاما، ومن بين عملائها مشاهير، مثل نجم التنس رافائيل نادال وسائق الفورمولا ون فرناندو ألونسو، وتدمج الشركة الألواح الشمسية في يخوتها، وهو ما تسميه ميزة فريدة من نوعها.

بحسب الشركة، كان الهدف من الألواح الشمسية هو القدرة على دمجها في هيكل القارب بأكمله، حيث يمكن وضع الألواح الشمسية الموجودة على القارب في أي مكان، حتى على الأسطح المنحنية على جانب الهيكل.

شركة Sunreef تمتلك حوضين لبناء السفن في بولندا، وثالثا في الإمارات، حيث لديها نحو 60 يختا قيد الإنتاج، وهي تقوم بمعظم إنتاجها داخل الشركة، بما في ذلك تصنيع الألواح الشمسية الخاصة بها.

النطاق السعري يعتمد على تخصيص اليخت، حيث يبلغ سعر أصغر قارب نحو 1.5 مليون يورو، وليس هناك حدود بالنسبة لليخوت الأكبر، إذ باعت الشركة يختا بنحو 60 مليون يورو.

حتى الآن، قامت الشركة ببناء أكثر من 300 يخت، 30 منها كهربائية بالكامل، ونصف الإنتاج الحالي إما كهربائي أو نموذج هجين صديق للبيئة.

بشكل عام، إحدى الميزات المهمة للتكنولوجيا الجديدة هي البساطة النسبية لصيانتها اليومية، حيث لا يوجد أي أجزاء متحركة لأن المحركات الكهربائية لا تحتاج إلى صيانة، والأشياء الوحيدة التي تحتاج إلى الصيانة على متن القارب هي المبادلات الحرارية والمولد الاحتياطي.

في الختام، بغض النظر عن الفوائد، فإن هذه التكنولوجيا تشكل تحديات أمام الشركات التي تتطلع إلى اعتمادها للسفن التجارية الكبيرة، مثل سفن الشحن أو السفن السياحية، حيث أن الطاقة الشمسية مناسبة للقوارب الكهربائية التي يتراوح طولها بين 50 و120 قدما، لكن بمجرد جعل القوارب أكبر بكثير، فإن ميزة الطاقة الشمسية تتضاءل لأن لديك كمية محدودة من الطاقة.