استمع إلى المقال

تطبيقات الذكاء الصنعي المولدة حظيت بمزيد من الاهتمام في الأشهر الأخيرة، حيث يمكنها إنشاء محتوى متنوع على نحو تلقائي، وتمكن المستخدمين من توفير الوقت والجهد في إنشاء المحتوى الجديد والمبتكر.

مع ذلك، هناك جانب آخر من تطبيقات الذكاء الصنعي المولدة يشغل الباحثون في مجال الأمن السيبراني، وهو القدرة على استخدام هذه التطبيقات لتوليد رسائل البريد الإلكتروني الإقناعية الإبداعية وإنشاء رمز للبرامج الضارة.

في الواقع، يمكن استغلال تطبيقات الذكاء الصنعي المولدة في الهجمات الإلكترونية، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى موجات جديدة من الجرائم الإلكترونية؛ وبالرغم من ذلك، يمكن استخدام الذكاء الصنعي للمساعدة في تطوير وتعزيز الأمن السيبراني، عن طريق تحسين الأنظمة الأمنية والحد من الهجمات الإلكترونية.

قد يهمك: الذكاء الصنعي وطرق البحث التقليدية.. قصة حب أم حرب باردة؟

“جوجل” وتسخير الذكاء الصنعي

في مجال الذكاء الصنعي المولد، يظهر اتجاه جديد مثير للاهتمام، وهو الذكاء الصنعي المولد للأمن السيبراني، حيث تسعى العديد من الشركات الرائدة إلى تطوير حلول مبتكرة تعمل على تحسين أمن الشبكات والحماية من الجرائم الإلكترونية، ومن بين هذه الشركات، تأتي “جوجل” في مقدمة الشركات المهتمة بالدخول إلى هذا القطاع الجديد.

في مؤتمر”RSA 2023″، وهو حدث سنوي يجمع بين خبراء ومهتمين بالأمن السيبراني لتبادل الأفكار والمعرفة والحلول، والذي يقام في مركز موسكون في سان فرانسيسكو – أميركا من 24 إلى 27 نيسان/أبريل 2023، أطلقت “جوجل” منصة جديدة تسمى “Cloud Security AI Workbench”، وهي منصة للأمن السيبراني تعتمد على نموذج ذكاء صنعي لغوي متخصص اسمه “Sec-PaLM”.

هذا النموذج هو فرع من نموذج “PaLM” الذي طورته “جوجل”، وهو مصمم خصيصا لحالات الاستخدام الأمنية، مثل الحصول على معلومات أمنية عن ثغرات البرامج والبرامج الضارة ومؤشرات التهديد وسلوكيات الجهات الفاعلة المهددة.

الأمن السيبراني

أدوات الأمن السيبراني

ورشة الأمن السحابية والذكاء الصنعي تستفيد من مجموعة من الأدوات الذكية التي تعتمد على الذكاء الصنعي، مثل “Mandiant” التي تستخدم نموذجا لغويا كبيرا هدفه التصدي للتهديدات الأمنية.

“Mandiant” هي شركة تابعة لشركة “جوجل” متخصصة في الأمن السيبراني، اشترتها في عام 2022، بمبلغ 5.4 مليار دولار وضمتها إلى خدماتها السحابية.

“Sec-PaLM” هو نموذج ذكاء صنعي قادر على إنشاء وشرح وتلخيص النصوص المتعلقة بالأمن السيبراني، سيستخدم “Sec-PaLM” أداة تدعى “VirusTotal”، وهي خدمة أخرى من “جوجل”، لمساعدة المشاركين في فهم ووصف سلوك البرامج الضارة.

إضافة إلى ذلك، سيستخدم “Sec-PaLM” خدمة “Chronicle” من “جوجل” أيضا، وهي خدمة أمن سحابية تساعد العملاء على البحث والاستجابة للأحداث الأمنية، وسيحصل مستخدمو مركز القيادة الأمنية من “جوجل” على تفسيرات بلغة بسيطة للهجمات التي تعرضوا لها من خلال “Sec-PaLM”، بما في ذلك الموارد المتضررة والإجراءات المقترحة للحد من الأضرار والتقارير المختصرة لنتائج الأمن والامتثال والخصوصية.

قد يهمك: لماذا شعر خبراء الأمن السيبراني بالقلق من الفيروس الذي طوّره “ChatGPT”؟

مجرد كلام؟

“جوجل” أوضحت في مدونتها الرسمية، أن الذكاء الصنعي المولد يفتح آفاقا جديدة في مجال الأمن، وأن “Sec-PaLM” هو نتاج سنوات من البحث العلمي في الشركة و”DeepMind”، والخبرة العملية لفرقها الأمنية، قائلة: “لم نكشف بعد عن كل إمكانات الذكاء الصنعي المولد في مجال الأمن، ونحن متحمسون لمشاركة هذه التجربة مع عملائنا والمساهمة في تطوير المجتمع الأمني”.

لم تتوقف المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا بالرغم من أن الذكاء الصنعي لا يخلو من العيوب، ففي شهر آذار/مارس الماضي، أعلنت “مايكروسوفت” عن “Security Copilot”، وهي أداة تستخدم نماذج الذكاء الصنعي المولدة من “OpenAI” بما في ذلك “GPT-4” لتلخيص وفهم التهديدات الأمنية، وزعمت “مايكروسوفت ” تماما كما زعمت “جوجل” بأن الذكاء الصنعي المولد سيساعد المختصين في الأمن على مواجهة التهديدات المستجدة.

في النهاية، ربما يكون الذكاء الصنعي المولد للأمن السيبراني مجرد دعاية أو جعجعة لا أكثر، فالأبحاث حول هذا الموضوع شحيحة جدا، ولكن الأيام ستكون كفيلة في أن نرى ما ستؤول إليه هذه التقنية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات