الاستثمار في مستقبل التقنية.. جامعات عربية تدرس اختصاصات أمن المعلومات والحوسبة السحابية

الاستثمار في مستقبل التقنية.. جامعات عربية تدرس اختصاصات أمن المعلومات والحوسبة السحابية
استمع إلى المقال

التحول الرقمي يعد من أبرز التحديات التي يواجهها قطاع التعليم في الوقت الحالي، ولا يمكن لأي جامعة أو مؤسسة تعليمية الاستمرار في العمل بالطرق التقليدية والقديمة، وذلك نظرا لتطور التكنولوجيا والتغيرات السريعة التي يشهدها العالم الرقمي.

لذلك، فإن بعض الجامعات العربية توجهت إلى توقيع اتفاقيات مع شركات عالمية مثل “مايكروسوفت” لتعزيز العملية التعليمية وتوفير تجربة تعليمية رقمية متطورة لطلبتها وأعضاء هيئة التدريس، وتتضمن هذه الاتفاقيات استخدام أحدث التقنيات والأدوات الرقمية لبناء مهارات الطلبة، والتي تعد أساسا لتحقيق النجاح في المستقبل.

ما هي أهم الجامعات العربية التي تعمل على تعزيز التحول الرقمي في التعليم، وما هي البرامج والتخصصات الأكاديمية التي تقدمها هذه الجامعات، وما أهمية تدريس تلك التخصصات، وهل ستساعد على تطوير الاقتصاد والصناعة في الدول العربية.

قد يهمك: التمكين التكنولوجي للمرأة.. تحديات في ظل النمو الرقمي

استمرارية في التحول الرقمي

في 2 من آذار/مارس الحالي، وقعت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية اتفاقية مع شركة “مايكروسوفت” لتسريع التحوّل الرقمي في القطاع التعليمي، وتقديم فرص تعليمية رقمية متطورة للطلبة والأكاديميين، وذلك لتمكينهم من اكتساب مهارات القرن 21 وتحسين قدراتهم في سوق العمل، وتتضمن الاتفاقية دعم خطة التحوّل الرقمي للجامعة عبر تطبيق إطار التحول الرقمي التعليمي الشامل وتنفيذ تكنولوجيا “مايكروسوفت” في مختلف أقسام الجامعة، وكما سيتم توفير فرص التدريب للطلاب ليكونوا على رأس العمل وتهيئتهم لوظائف المستقبل.

الاتفاقية تهدف إلى تعزيز الأمن السيبراني للجامعة، وتوفير تجارب تعليم وتعلّم غير تقليدية، ودعم البحث العلمي، والتركيز على نجاح الطلبة كمحور أساسي في الإطار التحول الرقمي التعليمي الشامل.

سيتم تنفيذ الاتفاقية من خلال شريك “مايكروسوفت” المحلي “امبي الشرق الأوسط” الذي سيقوم بتبني وتطبيق تكنولوجيا “مايكروسوفت” في مختلف أقسام الجامعة، بما في ذلك إثبات المفاهيم لتقنيات “مايكروسوفت” والتطوير الشامل للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وذلك بهدف تحسين تجربة التعليم الرقمي للطلبة والأكاديميين وتمكينهم من اكتساب مهارات وخبرات جديدة تجعلهم جاهزين لسوق العمل المتغير.

جامعات عربية ومنافسة عالمية

يبحث عدد كبير من الطلاب في الوطن العربي عن قائمة أفضل الجامعات العربية لعام 2023 التي تحتوي ضمن فروعها تخصصات تكنولوجيا ونظم معلوماتية، حيث تشهد هذه المجالات تطورا هائلا في العديد من الدول العربية، ولا سيما في منطقة الخليج العربي.

تتنافس عدد من الجامعات العربية للحاق بقمة التصنيف العالمي للجامعات، من خلال تطوير برامج البكالوريوس وتوفير معامل للبحث العلمي، بالإضافة إلى توفير وسائل التكنولوجيا الحديثة في عملية التدريس، وذلك استنادا إلى عدة معايير، من أهمها جودة التعليم، هنا إليكم بعض هذه الجامعات.

جامعة الملك عبد العزيز

جامعة الملك عبد العزيز تأسست في مدينة جدة عام 1967 كجامعة خاصة باسم مؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبد العزيز آل سعود، لتخدم التعليم الجامعي في المنطقة الغربية من المملكة، وفي عام 1973، انضمت الجامعة إلى نظام الجامعات الحكومية السعودية، ومنذ ذلك الحين، حققت جامعة الملك عبد العزيز تقدما وتنوعا في البرامج الأكاديمية، واكتسبت خبرة ناجحة ورائدة في تطوير التعليم العالي في المملكة العربية السعودية.

في الوقت الحالي، تعد جامعة الملك عبد العزيز واحدة من أبرز الجامعات المرموقة عالميا، بفضل تواصلها الدولي وتعاونها في البحث والابتكار والاعتمادات والتصنيفات.

جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا

جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا (KAUST)، تقع في مدينة ثول التابعة لمحافظة جدة بالمملكة العربية السعودية، وتأسست في عام 2009. تعتبر أول حرم جامعي مختلط الجنس في السعودية بأكملها، ويمكن للطلاب الدراسة على مستوى الدراسات العليا والدكتوراه في ثلاثة أقسام، العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية، والحاسوب، والكهرباء، والعلوم الفيزيائية والهندسة. كما يمكن للطلاب دراسة مواضيع متخصصة في علوم النبات والهندسة الكهربائية والعلوم البحرية والإحصاء، واللغة الرسمية للتعليم هي الإنكليزية.

الهدف الرئيسي للجامعة هو إنشاء علماء ومهندسين لمواجهة التحديات العلمية والتكنولوجية الملحة في العالم المتعلقة بالغذاء والمياه والطاقة والبيئة، كما أنه حرم جامعي مستدام يتميز بوجود ألواح شمسية كبيرة تنتج 3300 ميغاوات ساعة من الطاقة النظيفة كل عام.

في الحرم الجامعي يتوفر للطلاب مكتبة شاملة ومختبرات حديثة و 10 مراكز أبحاث متعددة التخصصات، بالإضافة إلى مساحات للطعام والتجزئة ومرافق صحية ولياقة بدنية ومجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية للاستمتاع بالحياة الجامعية بعيدًا عن الفصل الدراسي.

جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا - افضل جامعات عربية
جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا

جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا

جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا تعد الأفضل في الإمارات العربية المتحدة، وهي الجامعة الوحيدة التي توفر برامج بحثية وأكاديمية لمواجهة التحديات الاستراتيجية والعلمية في العالم السريع التطور. تضم الجامعة 3 كليات و3 معاهد بحثية و18 مركزا بحثيا و36 قسما أكاديميا، وتغطي التخصصات التي تقدمها الجامعة العلوم والهندسة والطب.

تتميز جامعة خليفة بأعضاء هيئة التدريس على مستوى عالمي ومرافق أبحاث حديثة، مما يجعل تجربة التعليم فيها لا مثيل لها للطلاب المحليين والدوليين، وتتميز الجامعة أيضا بأكثر من 50 شراكة نشطة مع المنظمات الخاصة والعامة والأكاديمية من جميع أنحاء العالم، مما يوفر للطلاب والباحثين فرصة للعمل على مشاكل العالم الحقيقي مع أعضاء هيئة التدريس والخبراء الحائزين على جوائز في مجالاتهم.

في الجامعة، تتوفر كليات الهندسة والآداب والعلوم والطب والعلوم الصحية وبرامج تعليمية متنوعة، بينما تضم المعاهد والمراكز البحثية مثل معهد البترول ومعهد الروبوتات والأنظمة الذكية، وبرامج بحثية تساعد على حل المشاكل الحقيقية التي يواجهها العالم.

جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا - من أفضل جامعات عربية
جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا

مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا

تقع مدينة زويل في مصر وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى بناء نهضة علمية في مصر وتطوير الابتكارات الحديثة لحل التحديات الاستراتيجية، تأسست المدينة على يد الدكتور أحمد زويل الحائز على “جائزة نوبل” في العام 2012، وتتمحور حول التعليم القائم على البحث والتركيز على التميز في التعليم والبحث، وتضم المدينة ثلاث ركائز رئيسية وهي جامعة العلوم والتكنولوجيا و6 معاهد بحثية ووادي العلوم والتكنولوجيا.

جامعة العلوم والتكنولوجيا تتألف من 3 مدارس رئيسية تقدم 12 برنامجا يركز على التميز في التعليم والبحث، تضم المعاهد البحثية 13 مركزا للبحوث في مجالات متنوعة، وتركز على الابتكار والتميز في البحث.

وادي العلوم والتكنولوجيا هو مجمع تكنولوجي سيشكل منطقة التقاء بين البحث والتطوير والسوق، ويوفر فرصا للخريجين الموهوبين ورواد الأعمال لاحتضان وتطوير تقنيات وصناعات جديدة. تسعى مدينة زويل إلى تطوير التقنيات الحديثة والإسهام في حل التحديات العالمية.

الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا

الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، تأسست في عام 2009 بالاسكندرية كمشروع بين الحكومتين المصرية واليابانية، وقد قبلت الجامعة طلابها الأوائل في عام 2010.

يتم دعم الجامعة من قبل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي واتحاد الجامعات اليابانية، ولكن يتم إدارتها بالكامل من قبل الحكومة المصرية.

من أهداف الجامعة أن يُعترف بها دوليا لمعاييرها في التعليمي العالية ولخريجيها، وتسعى إلى أن تكون واحدة من أفضل 500 جامعة دولية في سنواتها العشر الأولى، وتركز أيضا على البحث، وتستخدم نهجا يابانيا في تدريسها، مما يتضمن العمل العملي والمختبري، بالإضافة إلى حل المشكلات في صميم المنهج الدراسي.

تشتمل برامج الجامعة على درجة البكالوريوس في العلوم والتكنولوجيا، والدراسات العليا في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والعلوم الإنسانية والاجتماعية. كما تقدم الجامعة برامج دكتوراه في مجالات متعددة، بما في ذلك الهندسة الميكانيكية والهندسة الكهربائية والإلكترونية وعلوم الحاسب.

بشكل عام، تعتبر الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا واحدة من الجامعات الناشئة في الشرق الأوسط، وتسعى إلى أن تصبح مركزا رائدا في التعليم العالي والبحث في المنطقة.

الجامعة حاليا تقدم برامج دراسية في 6 مدارس للبكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وهي الإلكترونيات والاتصالات وهندسة الحاسوب وهندسة التصميم المبتكرة والطاقة والبيئة وهندسة العمليات والعلوم التطبيقية والأعمال والعلوم الإنسانية، كما تعمل على تنظيم برامج “الدراسة في اليابان” لمنح الطلاب فرصة لإجراء مشاريعهم البحثية في اليابان لمدة تصل إلى 9 أشهر، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي.

قد يهمك: ما دور التكنولوجيا في تطوير الرعاية النفسية؟

آفاق التحول الرقمي

يمكن القول إن هناك جامعات عربية عدة تسعى جاهدة لتحسين جودة التعليم وتطوير مناهج تدريس متطورة تتماشى مع احتياجات سوق العمل المتغيرة في مجال التكنولوجيا، ويعتبر تعاونها مع شركات دولية وشراكات أخرى إحدى الأدوات الفعالة التي تمكّن الجامعات من الاستفادة من المعرفة والخبرة المتاحة في سوق العمل العالمي، وتوفير فرص عمل للطلاب وحل المشاكل المتعلقة بقطاع التكنولوجيا.

بالرغم من التحديات التي تواجه هذه الجامعات في تحسين جودة التعليم والبحث العلمي وتطوير مهارات الطلاب، فإنها تحقق نجاحات ملموسة في هذا المجال، وتستطيع أن تكون مثالا يحتذى به للجامعات الأخرى في المنطقة.

في النهاية، فإن النجاحات التي حققتها هذه الجامعات تشكل خطوة هامة نحو تطوير التعليم والبحث العلمي في العالم العربي، وتوفير فرص عمل للشباب في مجال التكنولوجيا، وذلك يعكس التزام هذه الجامعات بتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة والعالم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.