حدة المنافسة بين منصات التواصل الاجتماعي ارتفعت من أجل جذب اهتمام المستخدمين لأطول فترة ممكنة، لذلك بدأت الكثير من المنصات بتفعيل خاصية مقاطع الفيديو القصيرة مثل “Reels” في منصات “ميتا” و”Shorts” في “يوتيوب”. 

“ميتا” كانت في الطرف الخاسر لهذه المنافسة رغم تقديمها الكثير من المزايا الجديدة التي تساعد على جذب اهتمام المستخدمين، وهو الأمر الذي انعكس على أرباحها في الآونة الأخيرة، ويبدو أن هذه الخسائر أوشكت على الانتهاء بفضل “إنستجرام”، فهل تتعافى الشركة قريبا. 

انتعاش بعد الخسائر

أرباح “ميتا” لم تكن الأفضل خلال العام الماضي، إذ عانت الشركة من انخفاض الأرباح والخسائر خلال 3 أرباع سنوية متتالية، ويعود السبب في ذلك للمنافسة الشديدة في مجال مقاطع الفيديو القصيرة إلى جانب المشاكل التي واجهتها المنصة. 

قد يهمك أيضا: إنستاغرام يجلب ميزتين جديدتين إلى فيديو ريلز لمنافسة تيك توك

مطلع هذا العام، تحسنت الأرباح كثيرا، إذ أبلغت “ميتا” مستثمريها أنها حققت ارتفاع 3 بالمئة في الأرباح، وليس هذا فقط، بل ارتفع متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون في مشاهدة مقاطع “إنستجرام” بنسبة 24 بالمئة عن العام الماضي. 

معدل مشاركة مقاطع “Reels” ارتفع أيضا ليصل 2 مليار مرة خلال اليوم الواحد، وهو ضعف ما كان يحدث في العام الماضي، وشهدت منصات الشركة ارتفاعا في عدد المستخدمين النشطين بمقدار 5 بالمئة عن العام الماضي. 

الفضل للذكاء الصنعي؟

“ميتا” أرجعت الفضل في انتعاش أرباحها وزيادة اهتمام المستخدمين إلى خوارزمية الذكاء الصنعي الأخيرة التي استثمرت فيها الشركة، إذ ركزت الخوارزمية على ترشيح مقاطع الفيديو المشابهة والتي تشجع على التفاعل مع المقاطع. 

قد يهمك أيضا: هل فقد إنستاغرام خصوصيته في خضم منافسته تيك توك؟

الخوارزمية الجديدة جعلت ترشيح المقاطع للمستخدمين أسهل مما سبق، وبالتالي ساهمت في رفع معدل  المشاهدات على المقاطع وهو ما شجع صناع المحتوى والمؤثرين على الاهتمام بالخاصية من أجل الحصول على معدل ظهور أكبر. 

اهتمام صناع المحتوى بخاصية المقاطع القصيرة جعل المحتوى المعروض فيها أفضل مما كان سابقا، وبالتالي زاد من معدل تفاعل المستخدمين مع هذه المقاطع، وهو الأمر الذي جعل أرباح الشركة ترتفع من عرض الإعلانات وسط هذه المقاطع. 

زوكربيرج أكد، أن  المنصة ستستمر في الاستثمار بالذكاء الصنعي والخوارزميات الخاصة بها؛ من أجل تحسينها حتى تصبح المنافس الأقوى أمام “تيك توك” التي تواجه خطر الحظر الأميركي والحذف من متاجر التطبيقات. 

الاهتمام بخوارزمية ترشيح المقاطع يشكل الحل الأفضل أمام كل من يرغب في منافسة “تيك توك”، ويبدو أن “ميتا” وضعت قدمها على أول هذا الطريق، لذلك قد تتفوق الأخيرة حال استمرار استثماراها في الخوارزمية وتحسينها.