هل فقد إنستاغرام خصوصيته في خضم منافسته تيك توك؟

استمع إلى المقال
|
حاولت إدارة تطبيق إنستاغرام في الآونة الأخيرة التركيز على نشر الفيديوهات على حساب الصور، وذلك بسبب منافستها الشرسة لتطبيق تيك توك، لدرجة أنها قامت باستنساخ آلية عمل تطبيق تيك توك، وتعديل خوارزميات التطبيق لتتوافق مع هذا المنحنى في سياسة الإنستاغرام، الذي طالما عُرف بتطبيق الصور الأكثر شهرة في العالم.
لكي نفهم آلية عمل خوارزمية في إظهار المحتوى، لا بد لنا أن نتناول العوامل التي تؤثر على ترتيب المحتوى، والذي يقوم بعرضه بطريقة أفضل، وأكثر صلة بكل مستخدم، في كل مرة يقوم فيها بالتحقق من موجز إنستاغرام الخاص به.
تستخدم الخوارزمية التعلم الآلي لتخصيص ما يظهر في خلاصة إنستاغرام لكل شخص. فهي تنظر إلى الحسابات تفاعلنا معها، وتستخدم هذه التفاعلات لاقتراح المحتوى.
إذا فتح المستخدم تطبيق إنستاغرام مرة واحدة يومياً، فسيرى المنشورات التي تشعر خوارزمية إنستاغرام بأنها الأكثر صلة بذلك اليوم. وفي حال تم فتح التطبيق كل ساعة، فسيحاول التطبيق عرض المحتوى الأكثر صلة، الذي لم يره المستخدم من قبل.
الجواب هو لا. فإنستاغرام لا يعطي وزناً لمقاطع الفيديو أو الصور في خلاصته. ولكن إذا أظهرت البيانات أن مستخدماً معيناً يفضل التفاعل مع مقاطع الفيديو على الصور، فسيرى هذا المستخدم المحدد المزيد من محتوى الفيديو في خلاصته.
قررت منصتا HubSpot و Mention المختصتان في التسويق إجراء دراسة توضح للشركات ما يمكنها فعله لتحقيق النجاح عبر تطبيق إنستاغرام.
حللت الدراسة أكثر من 48 مليون مشاركة من المحتوى الشائع على إنستاغرام من قبل أكثر من 300 ألف مستخدم ذي شهرة. وتبيّنت من مدى تأثير علامات التصنيف والعلامات، على المشاركة ومتوسط عدد الإعجابات والتعليقات.
وأوضحت نتيجة الدراسة، أن محتوى الفيديو يحصل على أعلى تفاعل بمقدار الضعف على إنستاغرام، وتتلقى مشاركات الفيديو تعليقات أكثر من أنواع المحتوى الأخرى. وأوصى كل من HubSpot و Mention بأن على الشركات إنشاء مقاطع فيديو تحتوي على قصة، وتُظهر للعملاء كيفية إنشاء منتجاتهم أو خدماتهم، وما هي خلفية النشاط التجاري، وما هي تجارب العملاء مع المنتج. وذلك لتوضيح فائدة المنتج أو الخدمة للمستخدمين.
في شهر يونيو/حزيران الماضي بدا أن إنستاغرام، تختبر تغييرًا بتحويل منشورات الفيديو إلى ريلز، وبدأ ذلك مع بعض مستخدمين حول العالم، وكان هذا جزءاً من خطة إنستاغرام لتبسيط الفيديو، وتحسين تجربته على إنستاغرام.
وحينها نشر مستشار وسائل التواصل الاجتماعي مات نافارا، على منصة تويتر تغريدة مفادها، أن الأشخاص الذين شاركوا في الاختبار سيرون رسالة داخل التطبيق تقول “تتم الآن مشاركة منشورات الفيديو باسم ريلز”.
وتأتي هذه الخطوة في محاولة شركة ميتا لزيادة أرباحها، وبسبب مخاوفها المتزايدة من منافسها القوي تيك توك، وكشفت الشركة حينذاك أن ريلز تشكل أكثر من 20٪ من الوقت الذي يقضيه الأشخاص على إنستاغرام.
وتجدر الإشارة إلى أنه في العام الماضي، أوضح رئيس إنستاغرام آدم موسيري، إن التطبيق “لم يعد تطبيقًا لمشاركة الصور”، مشيرًا إلى أن الشركة تعطي الأولوية للتحول إلى الفيديو وسط منافسة كبيرة من تيك توك ويوتيوب.
قبل بضعة أيام انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب بإعادة إنستاغرام إلى ما كان عليه قبل التحديثات الأخيرة. بدأت الحملة بقيادة المصور تاتي برونينج، من خلال إطلاق عريضة على موقع Change.org، والتي لاقت اهتمام ودعم المبدعين والمشاهير. من بين هؤلاء الأخوات كارداشيان.
تطالب العريضة بالإضافة إلى إعادة الخوارزمية التي تفضل الصور، بأن يقوم إنستاغرام بإعادة الجداول الزمنية المتسلسلة، كما وعليه التوقف عن تقليد تيك توك، والاستماع إلى المبدعين في المنصة.
وتأتي هذه الحملة إثر شعور الكثير من مستخدمي التطبيق بتحول إنستاغرام إلى شيء مختلف عما كان عليه في السابق، وذلك لاعتقاد الشركة أن محتوى الفيديو يولد المزيد من المشاركة، ولكن الحقيقة، هي أنه لا يفضل الجميع مقاطع الفيديو على الصور. وقام الكثير من منشئي إنستاغرام بتطوير مهاراتهم في التقاط الصور وتحريرها لتنمية حساباتهم على إنستاغرام.
نشر رئيس إنستاغرام آدم موسيري، في 26 يوليو/تموز، ردًا على الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحاً، أن التغذية بملء الشاشة لا تزال اختبارًا بين بعض مستخدمي إنستاغرام. وعلى الرغم من طمأنة المستخدمين إلى أن إنستاغرام سيستمر في دعم الصور، إلا أنه ضاعف من خطط التطبيق للاستثمار بشكل أكبر في محتوى الفيديو. وأوضح أن التركيز على محتوى الفيديو يأتي استجابة لاهتمامات المستخدمين التي تتطور.
قبل انتشار فيروس (كوفيد -19) لم يتوقع أحد أن يتم مقارنة تيك توك بإنستاغرام بأي شكل من الأشكال، ولكن هذا ما حصل حقًا، فقد بدأت أرقام تيك توك تتجاوز الكثير من التطبيقات العملاقة.
أظهرت دراسة حديثة تناولت إحصائيات تيك توك، أن التطبيق لديه أفضل متوسط مدة للجلسة (10.85 دقيقة) مقارنة بتطبيقات الوسائط الاجتماعية الأخرى، ويفتح مستخدم تيك توك العادي في أمريكا التطبيق أكثر من 8 مرات في اليوم.
في المقابل يعد إنستاغرام عملاق وسائل التواصل الاجتماعي المفضل لجميع أنواع الشركات تقريبًا. ولديه ما يقرب من 13.15 % من بين 3.8 مليار مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي العالمية. أغلب مستخدميه يوميّيون حيث 11.01٪ من 4.54 مليار مستخدم للإنترنت في جميع أنحاء العالم يستخدمون إنستاغرام كل يوم.
وتشير بعض الإحصائيات حول التطبيقين مدى شدة المنافسة بينهما.
هناك أكثر من 1.3 مليار مستخدم لإنستاغرام، بينما يستخدم تيك توك مليار مستخدم.
التاريخ | تيك توك | إنستاغرام |
2018 | 133 | 1000 |
2019 | 381 | 1210 |
2020 | 700 | 1520 |
2021 | 902 | 1890 |
التاريخ | إيرادات تيك توك | إيرادات إنستاغرام |
2017 | 63 مليون دولار | 4.1 مليار دولار |
2018 | 150 مليون دولار | 10.3 مليار دولار |
2019 | 350 مليون دولار | 19.4 مليار دولار |
2020 | 2640 مليون دولار | 26.8 مليار دولار |
2021 | 4697 مليون دولار | 47.6 مليار دولار |
من خلال رد آدم موسيري، على الحملة التي تدعو لإعادة إنستاغرام كما كانت، يمكن التكهّن بأنه من غير الوارد أن يغير إنستاغرام خططه، ويعود إلى إعطاء الأولوية للصور على حساب مقاطع الفيديو مجددا. وعلى ما يبدو إن نهج التطبيق قد تغير بشكل جذري وإلى الأبد، وأصبح لا بد لمستخدمي التطبيق التركيز على الفيديوهات أكثر من الصور. أما لعشاق الصور فبإمكانهم تثبيت أفضل ثلاث صور في الجزء العلوي من شبكة إنستاغرام الخاصة بهم. وبإمكانهم أيضاً إعادة دمج صورهم في الريلز
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.