إيلون ماسك وخطة استعمار الفضاء.. إلى أين وصلت؟

استمع إلى المقال
|
في شهر تموز/يوليو من عام 2016، كشف الملياردير التكنولوجي إيلون ماسك خلال مؤتمر صحفي عن خططه لاستعمار الفضاء، وتوالت بعد ذلك تصريحاته بهذا الشأن في عدة مناسبات وفي أوقات مختلفة، فإلى أين وصلت خطط مالك “تويتر”.
في ذلك المؤتمر الصحفي، أعلن ماسك عن خطط شركته للفضاء “سبيس إكس” لإطلاق مهمة إلى كوكب المريخ في عام 2018، حيث يتطلع إلى إنشاء مدينة على الكوكب الأحمر بحلول عام 2025، وذلك باستخدام المركبة الفضائية التي طورتها شركة “سبيس إكس” المسماة نظام النقل بين الكواكب.
منذ ذلك الحين، كشف ماسك عن مزيد من التفاصيل حول خططه لاستعمار الفضاء، من خلال العديد من المقابلات والتغريدات والمشاركة في مختلف المؤتمرات والفعاليات.
من غير الممكن تحديد التاريخ الدقيق لبدء خطة إيلون ماسك لاستعمار الفضاء، وذلك لأنها تتطلب العديد من التطورات والجهود على مدى فترات طويلة، ولكن منذ تأسيس شركة “سبيس إكس” في عام 2002، كانت رؤية إيلون ماسك تتمحور بشكل دائم حول تحقيق الرحلات الفضائية واستعمار الفضاء.
لتحقيق هذه الغاية، بدأت الشركة الفضائية بإجراء العديد من التجارب والمهمات الفضائية الناجحة، بما في ذلك إطلاق أول صاروخ قابل لإعادة الاستخدام في عام 2015 وإطلاق الأقمار الصناعية وتزويد محطة الفضاء الدولية بالإمدادات.
في السنوات الأخيرة، جرى التركيز بشكل أكبر على خطط الاستعمار الفضائي، مع الإعلان عن خطة لإرسال رحلة استكشافية غير مأهولة إلى المريخ في عام 2018 وإطلاق برنامج “ستارشيب” (Starship) لتطوير السفن الفضائية الكبيرة والقابلة للاستعمال المتكرر للرحلات التجارية والتنقيب عن الموارد في الفضاء.
لذلك، يمكن القول إن خطة إيلون ماسك لاستعمار الفضاء قد بدأت منذ عدة سنوات، وتستمر في التطور والتحسين على مدى السنوات المقبلة.
فيما يلي الجدول الزمني لبعض خطط وإعلانات إيلون ماسك الرئيسية المتعلقة باستكشاف الفضاء واستعماره:
قد يهمك: “ستارلينك” وتركيا.. هل كان الأمر ليختلف؟
ماسك لديه خطة بشأن استعمار الفضاء تتمثل في إرسال البشر إلى المريخ وإقامة مستوطنات بشرية دائمة على الكوكب الأحمر.
من أجل تحقيق هذا الهدف الطموح، يعمل ماسك على تطوير تكنولوجيا الفضاء وإنشاء وسائل نقل فضائية قادرة على الوصول إلى المريخ ونقل البشر والموارد الضرورية إلى هناك.
هذه الخطة تشمل العديد من المراحل والأهداف، من بينها:
من الصعب تحديد متى خطرت له هذه الفكرة للمرة الأولى، لكن من الواضح أن ماسك كان يفكر في استعمار كواكب أخرى في سنواته الأولى.
في عام 2001، حضر ماسك اجتماع لمجموعة جمعية المريخ غير الربحية. خلال الحدث، تعرف ماسك على خطط المجموعة لإرسال الفئران إلى الفضاء لإلهام الناس.
لكن ماسك بدأ بالتفكير في إمكانية إرسال تلك الفئران إلى المريخ بدل القمر، وهذه الفكرة أدت في النهاية إلى تأسيس شركة “سبيس إكس”.
في عام 2007 ، قبل أن تطلق شركة “سبيس إكس” صاروخها الأول إلى المدار، تحدث ماسك عن إمكانية وجود قاعدة على القمر والمريخ خلال 30 عام.
لكن الفكرة اتخذت شكل جديد في عام 2016، عندما ألقى خطاب في المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية حول فكرته لجعل البشرية تعيش ضمن كواكب متعددة.
قد يهمك: السيارات الذاتية القيادة بين الذكاء الاصطناعي وماسك الطموح
في عام 2022، كشف ماسك عن أن فكرة رواد فضاء المريخ يمكن أن تصبح حقيقة بحلول عام 2029، حيث لدى الرئيس التنفيذي لشركة “سبيس إكس” رؤية طويلة الأمد لإنشاء مدينة على الكوكب الأحمر تكون مكتفية بشكل ذاتي وموطن لمليون شخص، مع السماح للبشرية بالعيش عبر الكواكب المتعددة، وهذا هو أكثر الأهداف الطموحة لماسك.
هذه الخطة تهدف إلى بناء مدينة كاملة الحجم على سطح المريخ بحلول عام 2050، بحيث تكون مفتوحة للأشخاص العاديين، وليس العلماء والباحثين فقط، ويمكن للأشخاص المهتمين بالانتقال إلى المريخ دفع تكاليف الرحلة عبر قرض، وبمجرد الوصول إلى هناك، يتمكن الناس من سداد القرض من خلال العمل في أي شيء، حيث يكون هناك نقص في العمالة لفترة طويلة.
من المفترض أن يكلف إنشاء هذه المدينة نحو 100 مليار دولار. ومع ذلك، قد لا يقتصر برنامج شركة “سبيس إكس” على مدينة واحدة فقط، بل قد تبني الشركة عدة مدن.
لكن بينما كان المعجبون يتوقعون في الأصل أن يروا وصول أول البشر إلى الكوكب الأحمر بحلول منتصف عام 2020، كشف ماسك عن أنه من المرجح أن تظهر صورة لرواد الفضاء على الكوكب الأحمر في وقت ما في عام 2029.
بشكل عام، ماسك ليس الشخص الأول الذي يدعو البشرية لاستعمار كوكب آخر، فقد سبقه إلى ذلك البروفيسور ستيفن هوكينغ، الذي قال في عام 2017 إن البشر يحتاجون إلى التوسع في غضون 100 عام إذا كانوا يأملون في البقاء على قيد الحياة.
في الختام، لا تزال خطة إيلون ماسك لاستعمار الفضاء في مراحلها الأولى، لكن شركة “سبيس إكس” أحرزت تقدما كبيرا نحو تحقيق هذا الهدف، وتظهر إنجازات الشركة في تطوير الصواريخ والمركبات الفضائية، إلى جانب جهودها لإنشاء شبكة ساتلية، التزامها بجعل استعمار الفضاء حقيقة واقعة.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.