استمع إلى المقال

الذكاء الاصطناعي هو مجال يثير الدهشة والجدل في آن واحد، فهو يمكّننا من إنشاء أنظمة قادرة على تقليد السلوك البشري وتجاوزه في بعض المجالات، ولكنه يطرح أيضا تحديات أخلاقية وقانونية وفلسفية حول مفهوم الإبداع والملكية الفكرية والمسؤولية.

في هذا التقرير، سنتعرف على قضية قد تكون فارقة في تاريخ الذكاء الاصطناعي، حيث رفع 3 كتاب أميركيين دعوى قضائية ضد شركتي “ميتا” و”Open AI” بسبب استخدام أعمالهم الأدبية في تدريب نظامي “ChatGPT” و”LLaMA”، اللذين يستطيعان توليد نصوص جديدة بناء على المحتوى الموجود على الإنترنت.

ما هي حقيقة هذه القضية، وما هي آثارها على مستقبل الذكاء الاصطناعي، وما ردود الفعل التي أثارتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أسئلة تجدون أجوبتها في السطور التالية.

قصة الدعوى

الدعوى التي رفعها الكتاب الثلاثة وهم الممثلة والكاتبة سارة سيلفرمان والكاتب ريتشارد كادري والروائي كريستوفر غولدن، ضد شركتي “ميتا” و”Open AI”، تأتي بحسبهم بسبب انتهاك حقوق النشر الخاصة بأعمالهم الأدبية.

قدّم الكتاب دعوتين قضائيتين في محكمة فيدرالية في كاليفورنيا في 7 تموز/يوليو الجاري ضد نظام “Chat GPT” الذي تطوره “OpenAI” ونظام “LLaMA” الذي تطوره “ميتا”.

الكتاب زعموا، أن الشركتين استخدمتا أعمالهم في تدريب نظاميهما دون الحصول على إذن منهم أو دفع أي مقابل لهم، لتخالفا بذلك قانون حقوق المؤلف، وأوضحوا أن نظام “ChatGPT” يستطيع توليد ملخصات لأعمالهم بطلب من المستخدم، مثل كتاب سارة سيلفرمان “The Bedwetter” وكتاب ريتشارد كادري “Sandman Slim” وكتاب كريستوفر غولدن “Ararat”.

https://twitter.com/Wolven/status/1678258707145138176?s=20
قامت الكاتبة سارة سيلفرمان بإعادة تغريد هذه التغريدة على حسابها الرسمي.

الكتاب أكدوا أيضا، على أن نظام “LLaMA” يستخدم مجموعة من البيانات تسمى “ThePile” التي تحتوي على نسخ من أعمالهم التي حصل عليها من مواقع غير قانونية مثل “Bibliotik” “Library Genesis” و”Z-Library”.

في الوقت الذي لم تصدر “OpenAI” أو “ميتا” أي تصريحات رسمية حول الدعوى حتى الآن، رأى بعض المختصين أن هذه الدعوى تطرح أسئلة هامة حول حقوق الملكية الفكرية في عصر الذكاء الاصطناعي، وحول المسؤولية الأخلاقية والقانونية للشركات التي تستخدم هذه التقنية في خدماتها.

الذكاء الاصطناعي ومصير حقوق الملكية 

بالطبع، فإن هذه الدعوى القضائية تظهر التحديات التي تواجه الكتاب والفنانين في حماية أعمالهم من الاستغلال غير المشروع من قبل الشركات التي تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي

لا يزال مصير هذه الدعوى غير محسوم بعد، فهي قد تؤدي إلى تغيير في قواعد ومعايير استخدام الذكاء الاصطناعي بالمجالات الإبداعية، أو قد تفشل في إثبات انتهاك حقوق المؤلف من قبل الشركتين المتهمين، وذلك ما ستحدده المحكمة.

لكن مما لا شك فيه، أن هذه القضية ستفتح باب نقاش واسع حول دور الذكاء الاصطناعي في المجتمع، وحول حدوده وإمكاناته ومسؤولياته، فهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مبدعا بحد ذاته، وهل يجب عليه احترام حقوق المبدعين البشريين، وهل يمكن للبشر أن يتعاونوا مع الذكاء الاصطناعي في خلق أعمال جديدة ومبتكرة، هذه أسئلة تستحق التفكير والبحث.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات