استمع إلى المقال

في زمن يواجه فيه العالم تحديات صحية كبيرة، من جائحة “كورونا” إلى الأمراض المزمنة والمعقدة، تلعب التكنولوجيا دورا حاسما في إيجاد حلول طبية تنقذ الأرواح.

التكنولوجيا تساعد على تشخيص الأمراض بدقة وسرعة، وتوفير علاجات مخصصة وفعالة، وتحسين نوعية الرعاية الصحية والوقاية من المضاعفات، وهي تُسخّر من قدرات العلوم والهندسة والإبداع لإنشاء منتجات وخدمات طبية تلبي احتياجات المرضى.

من بين التقنيات التي تثري مجال الصحة، نجد تقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، والذكاء الاصطناعي، والهندسة الوراثية، والروبوتات، وغيرها. هذه التقنيات تمكن من إنتاج أجهزة طبية متطورة ومبتكرة، مثل تصميمات اصطناعية، والأطراف الصناعية، والأعضاء المزروعة، وغيرها، كما تمكن من تحليل البيانات الطبية بشكل ذكي وسريع، وتقديم توصيات طبية دقيقة وموثوقة، وتحسين التفاعل بين الأطباء والمرضى.

صمام قلب في 10 دقائق

في إنجاز علمي مذهل، نجح باحثون في “جامعة هارفارد” الأميركية بتطوير صمام قلب اصطناعي باستخدام تقنية جديدة من الطباعة ثلاثية الأبعاد. يتميز هذا الصمام بأنه يستغرق أقل من 10 دقائق لإنتاجه، وأنه يبدأ في عمله فور زرعه في جسم المريض.

الصمام، المسمى “FibraValve”، مصنوع من شبكة من الألياف النانوية التي تشبه المادة التي تساند نمو صمامات القلب الطبيعية داخل أجسامنا، وقد استخدم الباحثون طريقة تسمى “التدوير المركز” لإنشاء هذه الشبكة، والتي تسمح للخلايا بالالتصاق وإعادة تشكيل الصمام.

كيت باركر، المسؤول الرئيسي عن الدراسة وأستاذ قسم الهندسة الحيوية في “هارفارد” قال: “الخلايا تعمل على مستوى نانو متر، والطباعة ثلاثية الأبعاد لا يمكنها الوصول إلى هذا المستوى من الدقة؛ لذلك، قمنا بتطوير طريقة جديدة لإنشاء شبكات نانوية تحاكي بنية الصمامات الطبيعية وتسهل نموها”.

باركر أضاف: “الفائدة الرئيسية لهذا الصمام هي أنه يمكن إنتاجه في وقت قصير جدا، مما يجعله مثاليا للحالات الطارئة أو الحالات التي تتطلب تغييرا سريعا للصمام، وكما أنه يمكن تعديل حجمه وشكله بسهولة ليلائم احتياجات كل مريض”.

قلب اصطناعي

أظهرت التجارب على الأغنام، أن الصمام يعمل بشكل فعال في تنظيم تدفق الدم دون أي مضاعفات، وقال الباحثون إنهم يخططون لإجراء المزيد من التجارب على حيوانات أخرى قبل التقدم إلى التجارب السريرية على البشر.

الباحثون أشاروا أيضا، إلى أن هذه التقنية يمكن أن تفتح آفاقا جديدة في مجال طب القلب، خاصة للأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في صمامات القلب، ويحتاجون إلى عمليات جراحية متكررة لتغيير الصمامات حسب نموهم.

ثورة التكنولوجيا

اليوم نستطيع القول بكل ثقة، إن التكنولوجيا أحدثت ثورة في مجال الطب، وأسهمت بتحسين الصحة، وحافظت على حياة الملايين من المرضى، وعملية تصميم صمامات قلب اصطناعية عن طريق الطابعات ثلاثية الأبعاد مثال واضح على قدرة التكنولوجيا على إنشاء حلول طبية مبتكرة وسريعة وملائمة لكل حالة.

هذه الصمامات توفر للمرضى فرصة جديدة للعيش بشكل طبيعي وسليم، دون الحاجة إلى عمليات جراحية متكررة أو مضاعفات صحية، كما توفر للأطباء والمستشفيات وقتا ومالا وجهدا في توفير الرعاية الصحية المناسبة.

أخيرا،نأمل أن يستمر التقدم التكنولوجي في مجال الطب، وأن تظهر المزيد من الابتكارات والاختراعات التي تساهم في رفع مستوى الصحة العامة والفردية، ونتطلع إلى رؤية نتائج هذه التجارب على البشر في أقرب وقت ممكن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات