استمع إلى المقال

صرّحت شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي يوم الجمعة أن إيراداتها تراجعت بمقدار الثلث تقريبًا في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، حيث استمرت في معاناتها في ظل العقوبات الأمريكية التي أضرّت بمبيعاتها من الهواتف الذكية.

بدأت شركة هواوي بتلقي الخسائر ضمن التنافس التجاري والتكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين بعد أن تحركت حكومة الرئيس السابق دونالد ترامب لشلّ الشركة بسبب مخاوف من أنها قد تشكل تهديدًا للأمن السيبراني الوطني للبلاد.

وقال البيان الذي نشرته الشركة إن حجم المبيعات من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول انخفض بمعدّل 32% إلى 455.8 مليار يوان (أي 71.3 مليار دولار أمريكي). وقالت إن هامش الربح الصافي للشركة -وهو مقياس لنسبة الأرباح إلى الإيرادات- زاد بشكلٍ طفيف إلى 10.2%، ويُعزى ذلك إلى زيادة الكفاءة التشغيلية.

ولم تقدم الشركة تفاصيلاً لأدائها حسب قطاع الأعمال. لكن بيانها نقل عن رئيسها التنفيذي المؤقت؛ جو بينغ، قوله إن قطاع الأعمال إلى المستهلك -الذي يتألف إلى حد كبير من الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى- قد “تأثر بشكلٍ كبير” في هذه الفترة. وأضاف، أنه برغم ذلك، فإن قطاع الاتصالات “ظل مستقرًا” وأن الشركة “واثقة من أنها ستستمر في خلق قيمةٍ عملية لعملائها”.

ويُذكر كذلك أن الولايات المتحدة كانت قد منعت هواوي من الحصول على مكونات مهمة في صناعة التكنولوجيا؛ مثل الرقاقات الدقيقة، ومنعتها من استخدام نظام التشغيل أندرويد من جوجل.

تخبّطات وخسائر مستمرة لشركة عملاقة

تراجعت إيرادات هواوي هذا العام لعدة أسباب، ومن أهمها انفصال العلامة التجارية للهواتف ذات الميزانية المحدودة “أونور” Honor، والتي تم بيعها أواخر العام الماضي لكي تتمكن من الحفاظ على الوصول إلى المكونات والبقاء على قيد الحياة.

ولقد أجبرتها المتاعب الناجمة عن ارتباطها السابق بهواوي على التحول بسرعة إلى خطوط أعمال جديدة بما في ذلك حوسبة المؤسسات وتكنولوجيا المركبات الذكية والبرمجيات.

لكن ذلك لم يكن بالسهل على هواوي، إذ احتلت شركة أونور، التي استعادت مؤخرًا الوصول إلى التقنيات الأمريكية بما في ذلك خدمات جوجل، كثالث أكبر بائع للهواتف الذكية في الصين في الربع الثالث ولأول مرة، وفقًا لتقرير Canalys؛ وهي شركة عالمية رائدة في مجال تحليل السوق التكنولوجي، الذي صدر يوم الجمعة. حيث شحنت الشركة 14.2 مليون هاتف في الربع الثالث، بزيادة 25% عن نفس الفترة من العام الماضي.

وبالمقارنة، احتلت هواوي المرتبة السادسة في السوق الصيني، أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم في الربع الثالث، حيث قامت بشحن حوالي 5 ملايين وحدة خلال هذه الفترة. مقارنةً بـ 35.1 مليون وحدة تم شحنها في نفس الفترة من العام الماضي.

وبالرغم من أن هواوي لا زالت تعدّ أكبر مورّد في العالم لمعدات شبكات الاتصالات، لكنها تراجعت بشكلٍ كبير في صفوف الهواتف الذكية بسبب الضغط الأمريكي. وذلك بعد أن كانت في السابق من بين أكبر ثلاث شركات لتصنيع الهواتف الذكية إلى جانب آبل وسامسونج.

وفي يونيو/حزيران أطلقت هواوي نظام تشغيل الهاتف المحمول الخاص بها في معركةٍ للحفاظ على ازدهار قطاع الهواتف الذكية الخاص بها، لكن المحللين التقنيين يعتقدون أنها ستكافح من أجل البقاء في معركة يهيمن عليها نظامي التشغيل أندرويد و iOS. كما تمت إزالة معدات شبكات هواوي أو منعها في العديد من البلدان بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي. ولم تشر الإدارة الأمريكية الحالية إلى أي تهاون في الضغط.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.