استمع إلى المقال

قال  أبو الحسن فيروز آبادي، أمين المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني في إيران، إن هجومًا إلكترونيًا شُنّ يوم أمس الثلاثاء على البلاد وأثّر على جميع محطات الوقود في الجمهورية الإسلامية البالغ عددها 4300 محطة، كما لا يزال بعض هذه المحطات يواجه مشاكل حتى اليوم.

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي بدأ يوم أمس، على الرغم من أنه يحمل أوجه تشابه عديدة مع ما حدث قبل بضعة أشهر. والذي بدا أنه تحدٍّ مباشر للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في الوقت الذي ينهار فيه اقتصاد البلاد في ظل العقوبات الأمريكية.

وربط آبادي الهجوم بآخر استهدف شبكة السكك الحديدية الإيرانية في يوليو/تموز المنصرم في تصريحاتٍ نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الحكومية. وقال: “هناك احتمال أن يكون الهجوم مثل هجومٍ سابق على شبكة السكك الحديدية قد نُفّذ من الخارج.” وأضاف أن التحقيق جارٍ في الحادث.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، صباح اليوم، عن آبادي أن 80% من محطات الوقود الإيرانية بدأت في بيع الوقود مرة أخرى.

“هجوم إلكتروني 64411”

جعل هجوم الثلاثاء البطاقات الإلكترونية التي أصدرتها الحكومة، والتي يستخدمها كثير من الإيرانيين لشراء الوقود المدعوم من المحطات عديمة الفائدة. وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية؛ شبه الرسمية، التي كانت أول من  وصف الحادث بأنه هجوم إلكتروني، إن رسالة تقول “هجوم إلكتروني 64411” ظهرت لأولئك الذين يحاولون شراء الوقود ببطاقة حكومية عوضاً عن تلقّي رسالة استلام المخصصات.

وفي حين أن  وكالة أنباء الطلبة الإيرانية لم تعترف بأهمية الرقم، فإن هذا الرقم مرتبطٌ بخط ساخن يتم تشغيله عبر مكتب خامنئي الذي يجيب على أسئلة حول الشريعة الإسلامية. وأزالت الوكالة لاحقًا تقاريرها، مدّعية أنها تعرضت أيضًا للاختراق. وعادةً ما تأتي مزاعم القرصنة هذه بسرعة عندما تنشر وسائل الإعلام الإيرانية أخبارًا تُغضب الحكومة الدينية.

بينما نشرت القنوات الفضائية الناطقة باللغة الفارسية في الخارج مقاطع فيديو صوّرها بحسب الظاهر سائقون في أصفهان، إحدى المدن الإيرانية الكبرى، تظهر لوحاتٍ إعلانيةٍ رقمية هناك كتب عليها: “خامنئي! أين غازنا؟” بينما كُتب على أخرى: “غاز مجاني في محطة غاز جمران”، في إشارة إلى منزل المرشد الأعلى الراحل آية الله روح الله الخميني.

عكس استخدام الرقم “64411” هجوم يوليو/تموز الذي استهدف شبكة السكك الحديدية الإيرانية والذي شهد أيضًا عرض الرقم ذاته. وعزت شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية “تشيك بوينت” Check Point لاحقًا هجوم السكك الحديدية ذاك إلى مجموعة من المتسلّلين الذين أطلقوا على أنفسهم اسم “إندرا”؛ على اسم إله الحرب الهندوسي. ويُذكر أن مجموعة إندرا استهدفت سابقاً شركاتٍ في سوريا، أحد حلفاء إيران في منطقة الشرق الأوسط.

البنزين المثير للجدل دومًا في إيران

مصدر الصورة: كانفا/Niyazz

يعتبر البنزين الرخيص من المسلّمات في إيران ولدى كافة المواطنين، فالبلد تعدّ موطن رابع أكبر احتياطيّ من النفط الخام في العالم على الرغم من عقود من المشاكل الاقتصادية.

لكن في عام 2019، واجهت إيران أيامًا من الاحتجاجات الجماهيرية في حوالي 100 مدينة وبلدة بسبب ارتفاع أسعار البنزين. واعتقلت قوات الأمن الآلاف، وقالت منظمة العفو الدولية إنها تعتقد أن 304 أشخاص قُتلوا في حملة حكومية. ويُذكر أن الهجوم الإلكتروني الأخير جاء في نفس الشهر في التقويم الفارسي تزامنًا مع احتجاجات البنزين في عام 2019. وجاء الهجوم أيضًا في عيد ميلاد الشاه الراحل محمد رضا بهلوي؛ الذي فر من البلاد في عام 1979 قبل الثورة الإسلامية، بعد أن أصيب بالسرطان.

يُذكر أن إيران واجهت سلسلة من الهجمات الإلكترونية، بما في ذلك واحدةً سرّبت مقطع فيديو للانتهاكات في سجن إيفين سيئ السمعة في أغسطس/آب الماضي. كما قطعت الدولة الكثير من بنيتها التحتية الحكومية عن الإنترنت بعد أن تسبب الفيروس Stuxnet؛ الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه من صنع أمريكي وإسرائيلي مشترك، في تعطيل آلاف أجهزة الطرد المركزي الإيرانية في المواقع النووية في البلاد في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.