استمع إلى المقال

مع إصدار “ChatGPT” منذ عام تقريبا، أخذت “OpenAI” زمام المبادرة مبكرا في السباق لبناء الذكاء الاصطناعي التوليدي، بمساعدة “مايكروسوفت”، لكن هل تتعاون الشركتان من جديد لبناء الذكاء الفائق، أو الذكاء الاصطناعي العام.

“OpenAI” تسعى لتمويل من “مايكروسوفت”

من أجل المضي قدما في رؤية سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة المطورة لروبوت الدردشة “ChatGPT”، لإنشاء الذكاء الاصطناعي العام، تخطط “OpenAI ” لتأمين المزيد من الدعم المالي من أكبر مستثمريها “مايكروسوفت”.

ألتمان أوضح أن الشراكة مع “مايكروسوفت” تسير في الطريق الصحيح، وتوقع أن تجمع الشركة الكثير من الأموال بمرور الوقت من عملاقة التكنولوجيا من بين مستثمرين آخرين، لمواكبة التكاليف الباهظة لبناء ذكاء اصطناعي الأكثر تطورا.

في وقت سابق من هذا العام، استثمرت “مايكروسوفت” 10 مليارات دولار في “OpenAI” كجزء من اتفاقية متعددة السنوات تقدر قيمة الشركة التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو بمبلغ 29 مليار دولار.

ألتمان يأمل أن تواصل “مايكروسوفت” الاستثمار بشكل أكبر، إذ لا يزال هناك طريق طويل لقطعه، وهناك الكثير من الحوسبة التي يجب بناؤها للوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام، كما أن نفقات التدريب ضخمة للغاية.

هذا العام، كان نمو الإيرادات بالنسبة لشركة “OpenAI” جيدا، مع أنها لم تقدم تفاصيل مالية، كما ظلت الشركة غير مربحة بسبب تكاليف التدريب.

في أحدث علامة على كيفية قيام “OpenAI” ببناء نموذج أعمال فوق “ChatGPT”، أعلنت الشركة عن مجموعة من الأدوات الجديدة وترقيات لنموذجها الحالي “GPT-4” للمطورين والشركات في حدث أقيم يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر حضره ناديلا.

الأدوات تتضمن إصدارات مخصصة من “ChatGPT” يمكن تكييفها وتخصيصها لتطبيقات معينة، ومتجر “GPT” لأفضل التطبيقات، وذلك بهدف تقسيم الإيرادات مع منشئي “GPT” الأكثر شهرة، في نموذج أعمال مشابه لمتجر تطبيقات “أبل”.

في الوقت الحالي، لدى الشركة مختبر أبحاث وواجهة برمجة تطبيقات وشراكة مع “مايكروسوفت” وروبوت الدردشة “ChatGPT” ومتجر “GPT”، لكن ألتمان يشير إلى أن هذه ليست منتجات، بل مجرد قنوات لمنتج الشركة الوحيد، وهو الذكاء الاصطناعي.

الوصول إلى الذكاء الفائق

من أجل إرساء الأنشطة التجارية، عين ألتمان مديرين تنفيذيين، كما يقسم ألتمان وقته بين مجالين، هما البحث في كيفية بناء الذكاء الفائق وطرق بناء القدرة الحاسوبية للقيام بذلك.

الهدف النهائي هو بناء الذكاء الاصطناعي العام ومعرفة كيفية جعله آمنا واكتشف الفوائد. نتيجة لذلك، تطلق الشركة وكلاء الذكاء الاصطناعي “GPTs”.

“OpenAI” تبني المزيد من وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلين الذين يمكنهم أداء المهام والإجراءات، مثل تنفيذ التعليمات البرمجية أو إجراء المدفوعات أو إرسال رسائل البريد الإلكتروني أو تقديم المطالبات.

كما تعمل الشركة أيضا على “GPT-5″، وهو الجيل التالي من نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، دون الالتزام بجدول زمني لإصداره.

هذا الأمر يتطلب المزيد من البيانات للتدريب عليها، التي تأتي من مجموعة من مجموعات البيانات المتاحة للجمهور عبر الإنترنت، بالإضافة إلى بيانات الملكية من الشركات.

مؤخرا، وجهت “OpenAI” دعوة للحصول على مجموعات بيانات واسعة النطاق من المؤسسات التي لا يمكن للجمهور الوصول إليها بسهولة عبر الإنترنت اليوم، خاصة بالنسبة للكتابة الطويلة أو المحادثات بأي تنسيق.

في حين أنه من المرجح أن يكون “GPT-5” أكثر تعقيدا من سابقاته، أوضح ألتمان أنه كان من الصعب تقنيا التنبؤ بالضبط بالقدرات والمهارات الجديدة التي قد يتمتع بها النموذج.

لتدريب نماذجها، تستخدم “OpenAI”، مثل معظم شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى الأخرى، شرائح “H100” المتقدمة من “إنفيديا”، التي تبلغ قيمتها 40 ألف دولار للقطعة الواحدة.

نماذج اللغات الكبيرة، التي تدعم “ChatGPT”، تعد أحد الأجزاء الأساسية لكيفية بناء الذكاء الاصطناعي العام، وهناك الكثير من الأجزاء الأخرى فوقها.

ختاما، بالرغم من نجاحها على المستوى الاستهلاكي، إلا أن الشركة تسعى إلى إحراز تقدم نحو بناء الذكاء الاصطناعي العام، وتتمثل الحلقة المفقودة في السباق لتطوير الذكاء الاصطناعي العام هو ما هو مطلوب لمثل هذه الأنظمة لتحقيق قفزات أساسية في الفهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات