استمع إلى المقال

في شباط 2020 أعلنت مجموعة من كبار صنّاع الألعاب عن بدء العمل على مشروع لعبة ثورية تتبع نظام ال Blockchain، وذلك لخلق بيئة تنافسية بين اللاعبين، تمكنهم من تحقيق أرباح فعلية من خلال لعبهم.

هؤلاء الصّناع أو كما يسمون أنفسهم بالمحاربين القدامى عملوا سابقاً داخل أهم أستوديوهات تطوير الألعاب مثل Epic Games, Blizzard, EA، ويترأسهم Ari Meilich قائد مشروع Decentraland الذي ذاع صيته بشكل كبير بين المستثمرين في العملات الرقمية. هذا المشروع يُعَدّ من أكبر المنافسين لمشروع Sandbox، الذي يعمل أيضاً على تطوير ألعاب تتبع أسلوب اللعب والربح(Play to Earn).

لعبة Big Time اللعبة التي تركز على مفهوم الزمن بشكل فريد، وتستخدمه كأداة لخلق بيئة تنافسية ترفع من متعة اللعب، هي لعبة بميزانية ضخمة AAA بأسلوب RPG أو تلك التي تسمح للاعب بالتحكم بشخصية معينة وتقمّصِها خلال اللعبة. لعبة قتال ومغامرات متعددة اللاعبين من المفترض صدورها لحاملي تذاكر ال VIP في الأسابيع المقبلة.

أستعرض في هذا المقال جميع المعلومات المتوفرة حول اللعبة، كيفية الدخول إليها وتحقيق الأرباح فيها بالإضافة إلى شرح النظام الاقتصادي الذي تعتمد عليه اللعبة لخلق بيئة اقتصادية متوازنة وقادرة على الاستمرار بمرور الوقت.

أسلوب اللعب:

اللعبة مشابهة في أسلوبها لمعظم ألعاب RPG الضخمة والتي يختار فيها اللاعب إحدى الشخصيات التي ستُمثّله في اللعبة، يمكن تطوير عتاد وقدرة هذه الشخصية مع التقدم في اللعبة، بالإضافة إلى تطوير أزياءها، يستطيع اللاعب لاحقاً من خلال هذه الشخصية مواجهة الوحوش والتعرف على لاعبين أخرين.

لعبة Big Time ستتوفر فيها 4 شخصيات بمميزات بدائية أعلنت عنها الشركة، يمكن للاعبين الاختيار بينهم قبل البدء باللعبة، كما يمكنه اقتناء جميعهم. وتكون مَهمّة اللاعب هي القضاء على الأعداء والوحوش في اللعبة وخوض معارك ضد لاعبين أخرين وذلك مقابل حصوله على عملة خاصة باللعبة Token لم يعلن عنها المطوّرون بعد، سيكون هذا ال token عبارة عن عملة داخل اللعبة يتمكن من خلاله اللاعبون من تطوير شخصياتهم وأسلحتهم مع التقدم في اللعبة.

كما أن كل لاعب يمتلك أرضاً أو Space تكون ثابتة بشكل دائم، يمكن له تطوير هذه الأرض وبناء متاهات بداخلها وتهيئتها لاستقبال لاعبين آخرين، ويكون هذا الامتلاك مرخّصاً عن طريق حصول اللاعب على NFT كإثبات على امتلاكه لهذه الأرض. طريقة تطوير الأرض، إضافة العناصر إليها والفائدة التي قد يجنيها اللاعب منها غير معلن عنها بالضبط من قبل الصُّناع، ولكن من المتوقع أن تكون كل أرض تمتلك موارداً معينة يمكن البحث عنها، أو أماكن سرية ووحوش غامضة يحظى اللاعب في مقابلها على رموز فريدة يمكنه بيعها لاحقاً. كما أن اللاعب قد يضع شروط الدخول إلى ملكيته من قبل بقية اللاعبين مقابل مبلغ مادي معين. بالإضافة إلى وجود آلات السفر عبر الزمن، التي تتيح للاعبين التنقل بين الفضاءات أو ال Spaces لمقابلة لاعبين جدد، وحوش جدد وأراض جديدة.

اللعبة ووفق ما صرح عنها المطورون لن تكون مفتوحة دائماً للاعبين للعب، إذ أن كل لاعب يمتلك ساعة رملية تشير إلى المدة التي يمكنه فيها لعب اللعبة، كما يمكن شراء الرمل من أسواق اللعبة لإطالة مدة اللعب أو استئجار إحدى الساعات لمدة معينة. وهذا يحافظ على موارد اللعبة من النفاذ السريع وعلى قيمة الرموز المكتشفة فيها.

الأرض التي قد يمتلكها اللاعب في اللعبة تكون عبارة عن أربع أنواع من حيث الحجم ومن حيث ندرة العناصر الموجودة عليها.  كما أن جميع الأسلحة والأزياء تكون عبارة عن رموز غير القابلة للاستبدال أو ال NFT ويمكن للاعب الحصول عليها من خلال مغامراته داخل اللعبة، ومن ثم عرضها لاحقاً في السوق مقابل مبلغ مادي معين.

حاملي التذاكر الخاصة VIP:

اللعبة ومن خلال الشرح السابق حولها، تبدو وكأنها صندوق مليء بالنقود، تمثل هذه النقود عملة اللعبة أو ال Token والرموز غير القابلة للاستبدال NFT مثل أسلحة فريدة وأزياء غريبة. يمكن الحصول عليها داخل اللعبة من خلال البدء باللعب والبحث عنها. حسناً، فالمعادلة بسيطة، من يصلون أولاً إلى اللعبة ويلعبون قبل الجميع هم من بإمكانهم تجميع أكبر قدر من هذه النقود.

اقرأ أيضاً: الاستثمار في التوكنز كمشاريع ناشئة

لذا أعلنت الشركة عن 3 أنواع من تذاكر الدخول إلى اللعبة والتي تتيح لمالكيها الدخول المبكر للعبة قبل اللاعبين العاديين والبحث عن هذه الرموز الفريدة وجني مبالغ مادية كبيرة منها، بالإضافة إلى أن مالكي هذه التذاكر يمتلكون حظوظاً متفاوتة لحصولهم على قطع أرض فريدة.

• البطاقة الذهبية: وعددها 1000 بطاقة فقط، تسمح لمالكيها بدخول اللعبة خلال أول 4 أسابيع من إطلاقها والبحث عن وحوش أسطورية والحصول على رموز فريدة وامتلاكها. كما أن مالكي هذه البطاقة يمتلكون فرصة جنونية بحصولهم على قطع أرض كبيرة داخل اللعبة.
• البطاقة الفضية: وعددها 3 آلاف بطاقة، تسمح لمالكيها بدخول اللعبة من الأسبوع الخامس إلى الأسبوع السابع، أي لمدة ثلاثة أسابيع متتالية، وفرصة حصولهم على قطع أرض فريدة تكون جيدة جداً.
• البطاقة الحجرية: وعددها 8 آلاف بطاقة، تسمح لمالكيها بدخول اللعبة من الأسبوع الثامن إلى الأسبوع التاسع، أي لمدة أسبوعين متتالين، وتكون فرصة حصولهم على قطع أرض فريدة جيدة.

يمكن لبقية اللاعبين دخول اللعبة دون بطاقة VIP ابتداء من الأسبوع العاشر، من المتوقع أن تُفتَح اللعبة خلال الأشهر القليلة القادمة لحامي تذاكر ال VIP وفق ما صرّحت عنه الشركة.

كيف يعمل اقتصاد لعبة Big Time:

تعزيزاً لمفهوم اللعب العادل أعلنت الشركة أنها لن تعرض ال Token الخاص بشراء مواد داخل اللعبة بشكل مسبق، كما أنها لن تخصص نسبة معينة منها لمطوّري اللعبة، بل إنها ستضخ كامل النسبة 100% داخل اللعبة وستكون الوسيلة الوحيدة للحصول عليها هي لعب اللعبة. ولكن يبقى السؤال هو كيف ستتمكن اللعبة من الحفاظ على النظام الاقتصادي داخلها وتوفر بيئة آمنة وسلسة لتبادل الرموز وشراء الموارد داخل اللعبة.

اللاعب وكما ذكرت سابقاً، سيكون قادراً على اللعب لمدة معينة وفقاً لكمية الرمل التي يمتلكها، وهذا يجعل للرموز المكتشفة خلال رحلته قيمة معينة وذلك لاستثماره فيها، حتى لو كان بوقته فقط، فالوقت في هذه اللعبة يعتبر عاملاً مهماً. فالرموز الفريدة والنادرة هي تلك التي أنفق اللاعبون عليها رمالأً كثيرة حتى حصلوا عليها وبالتالي يصبح سعرها عالياً.

الشركة صرحت أن اللعبة ستحتوي على سوق خاصة تمكّن اللاعبين من بيع رموزهم مقابل مبالغ مادية حقيقية، هذه السوق الخاصة باللعبة ستُنعش اقتصاد اللعبة بلا شك، فحركة ال Token بين اللاعبين ستجعل منها عملة ذات قيمة. السوق ستتعامل مع العملات الحقيقية والرقمية مثل USDCو Ethereum وBitcoin .

لا ننسى أن فكرة توفّر سوق يمكن تبادل الرموز عليها تتيح إمكانية استثمار أشخاص فيها، حتى لو لم يلعبوا اللعبة، وذلك عن طريق شراءهم لرموز نادرة مقابل مبلغ مادي وبيعه بسعر أكبر لاحقاً.

دليلك قبل البدء ب Big time:

الآن وبعد كل هذه المعلومات قد يتساءل البعض عن كيفية البدء في هذه اللعبة، وما هي الأمور التي يجب على اللاعب أن يأخذها في عين الاعتبار قبل المباشرة في اللعبة. يمكن البدء بالمغامرة داخل اللعبة بعد اتباع 4 خطوات وذلك وفق مقال نشرته Big Time على منصة Medium:

• الخطوة الأولى: الحصول على قطعة أرض، وتثبيت بوابة يمكن من خلالها لـ “حارس الوقت” التنقل بين الأراضي. قطع الأرض متوفرة حالياً للبيع على سوق اللعبة كما سيتم الإعلان عن بيع بوابات الوقت في وقت لاحق.
• الخطوة الثانية: استدعاء حارس البوابة، وهو في الغالب الشخصية التي سيتحكم بها اللاعب داخل اللعبة، ومن المتوقع أن يتم الحصول على كل شخصية مقابل مبلغ مادي.
• الخطوة الثالثة: الحصول على ساعة رملية ويمكن الحصول عليها من حارس البوابة نفسه، ولكن لزيادة كمية الرمل بداخلها يجب شراء الرمل من السوق.
• الخطوة الرابعة: البحث عن ال NFT والحصول على Token لتطوير شكل حارس البوابة، قوة أسلحته، التنقل بين العوالم والعناصر المتوفرة على الأرض.

خاتمة:

اللعبة وإن لم تُطلَق بعد، إلا أنها تُطبخ بعناية شديدة ومن قِبل محترفين، تبدو مشوقة وممتعة وقد تكون مكاناً رائعاً لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء داخلها. هناك بعض النقاط التي قد تثير التساؤلات حول إمكانية تقديم الشركة للعبة جيدة من حيث الموازنة بين جودة اللعب وإمكانية تحقيق أرباح منه.

ففي حين كان من المفترض أن صاحبي التذاكر يمتلكون فقط إمكانية الدخول المبكّر الى اللعبة، أعلنت الشركة في الأيام القليلة الماضية عن أنهم يمتلكون أيضاً فرصة “جنونية” للحصول على أراض داخل اللعبة، هذا ما جعل من بيع الأراضي بشكل منفصل بمبالغ مادية كبيرة تضاهي حتى سعر التذكرة الذهبية أمراً غير مبرر.

من المعروف أيضاً أنّ جميع شركات الألعاب التي تُطلق ألعاباً من نوع (العب لتربح) تحاول بشتى الوسائل تصعيب عملية الحصول على أدوات داخل اللعبة وذلك لرفع قيمتها الحقيقية وإنعاش اقتصاد اللعبة، إلا أن Big Time تحاول أن تكسب من كل آلية لعب متوفرة داخل اللعبة، من بيع الأراضي، إلى شراء رمل الوقت. هذا التركيز الشديد على بناء نظام اقتصادي ثابت داخل اللعبة، تجذب المستثمرين أكثر من اللاعبين، لذا من الصعب التكهن بأنها ستكون “لعبة ناجحة” في حين يبدو من الواضح أنها ستكون “مشروعاً استثماريا ناجحاً”.

هذا أيضاً يكسر قاعدة اللعب النظيف، التي لطالما يشدد عليها اللاعبون، وهي أن تكون الفرص متساوية للجميع داخل اللعبة، وليس أن تكون فرصة مالكي تذاكر ال VIP في الحصول على رموز نادرة، أكبر بكثير من فرصة اللاعبين العاديين الذين سيدخلون إلى اللعبة في وقت لاحق.