رويترز: اختراق هواتف مسؤولين بالخارجية الأمريكية باستخدام برامج ‏NSO‏ الإسرائيلية

رويترز: اختراق هواتف مسؤولين بالخارجية الأمريكية باستخدام برامج ‏NSO‏ الإسرائيلية
استمع إلى المقال

أفادت وكالة رويترز الإخبارية اليوم الجمعة بأن مهاجمًا مجهولًا اخترق أجهزة آيفون الخاصة بما لا يقل عن 9 موظفين في وزارة الخارجية الأمريكية، وذلك باستخدام برامج التجسس المتقدمة التي طورتها مجموعة NSO Group الإسرائيلية.

ووفقًا لمصدرين من مصادر رويترز الأربعة الذين نقلت عنهم، فإن عمليات الاختراق التي حدثت في الأشهر العديدة الماضية طالت مسؤولين أمريكيين إما في أوغندا، أو ركزت على مسائل تتعلق بالدولة الواقعة في شرق إفريقيا.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، تُستخدم تقنية التجسس التي تطورها شركة NSO الإسرائيلية في اختراق مسؤولين أمريكيين فعلًا. ومع ذلك، فقد ظهرت سابقًا قائمة أرقام تحتوي أهداف محتملة ضمن تقارير NSO لبعض المسؤولين الأمريكيين، ولكن لم يُعلم حقًا إن كانت عمليات الاختراق قد تمت بالفعل أم أنها كانت مجرد محاولة.

وقالت NSO في بيان يوم الخميس إنه ليس لديها أي مؤشر على استخدام أدواتها، ولكنها ألغت الحسابات ذات الصلة وستحقق بناءً على تحقيق رويترز.

وقال متحدث باسم NSO: “إذا أظهر تحقيقنا أن هذه الإجراءات قد حدثت بالفعل باستخدام أدوات NSO، فسيتم إنهاء التعامل مع هذا العميل نهائيًا وستتخذ الإجراءات القانونية”، مضيفًا أن NSO ستتعاون أيضًا مع أي سلطة حكومية ذات صلة و تقديم المعلومات الكاملة التي سنحصل عليها.

ومن جانبها، لطالما أكدت NSO أنها تبيع برامج التجسس الخاصة بها للحكومات فقط وللأغراض المشروعة، ولكن وُجد مرارًا أن برامجها لا تُستخدم بالطريقة التي تزعمها، إذ إنها استُخدمت لمراقبة الصحفيين المعارضين، ورؤساء الدول.

وقال رويترز إن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية رفض التعليق على الاختراقات، مشيرًا بدلًا من ذلك إلى قرار وزارة التجارة الأخير بوضع الشركة الإسرائيلية على قائمة الكيانات، الأمر الذي يُصعِّب على الشركات الأمريكية التعامل معها.

NSO محاصرة

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي (جو بايدن) قد أدرجت في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم مجموعة NSO إلى القائمة السوداء بعد أن وجدت أن الشركة تتصرف “بما يتعارض مع السياسة الخارجية الأمريكية ومصالح الأمن القومي للولايات المتحدة”.

وجاءت دعوى آبل القضائية لتكون الأحدث ضد الشركة الإسرائيلية المحاصرة أيضًا بدعاوى قضائية كانت قد رفعتها شركتا واتساب وفيسبوك في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وحينما يُنزَّل برنامج التجسس (بيغاسوس) Pegasus الذي تطوره NSO في الهاتف الذكي، فهو يسمح باعتراض المحادثات الهاتفية والرسائل النصية، وكذلك الصور، وأي مواد أخرى على الهاتف. كما يمكنه تحويل الهاتف إلى جهاز تنصت.

ومع أن شركة آبل لم تذكر للمستخدمين المتأثرين بالاختراق اسم منشئ برامج التجسس المستخدمة في هذا الاختراق، إلا أن مصدرين من مصادر رويترز ذكرا أنه كان من بين الضحايا الذي أبلغتهم آبل بالاختراق مواطنون أمريكيون، وكان من السهل التعرف عليهم كموظفين في حكومة الولايات المتحدة لأنهم ربطوا عناوين البريد الإلكتروني المنتهية بـ state.gov بمعرفات آبل الخاصة بهم.

وقال المصدران إن الموظفين وأهداف أخرى أبلغتهم شركة آبل في عدة دول أصيبوا من خلال الثغرة الأمنية نفسها في معالجة الرسومات التي لم تصلحها آبل حتى شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.

وقال الباحثون الذين حققوا في حملة التجسس إنه منذ ما لا يقل عن شهر شباط/ فبراير، سمحت هذه الثغرة الأمنية لبعض عملاء NSO بالتحكم في أجهزة آيفون ببساطة عن طريق إرسال طلبات (آيمسج) iMessage غير مرئية ولكنها ملوثة إلى الجهاز.

ولم يرَ الضحايا أو يحتاجوا إلى التفاعل مع موجه حتى ينجح الاختراق. ويمكن بعد ذلك تثبيت إصدارات من برنامج (بيغاسوس).

وجاء إعلان آبل بأنها ستبلغ الضحايا في اليوم ذاته الذي رفعت فيه دعوى قضائية ضد NSO بسبب “انتهاكاتها الصارخة” للقانون الأمريكي من خلال استهداف مستخدمي هواتف آيفون ببرامج التجسس السيئة السمعة التي تطورها.

وفي رد علني، قالت NSO إن تقنيتها تساعد في وقف الإرهاب وإنها قد وضعت ضوابط للحد من التجسس ضد أهداف بريئة.

وعلى سبيل المثال، تقول NSO إن نظام التجسس الخاص بها لا يمكن أن يعمل على الهواتف ذات الأرقام الأمريكية التي تبدأ برمز الدولة +1.

ونقلت رويترز عن مسؤول كبير في إدارة بايدن، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن تهديد موظفي الولايات المتحدة في الخارج كان أحد الأسباب التي دفعت الإدارة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد شركات، مثل: NSO، ومتابعة مناقشة عالمية جديدة بشأن حدود التجسس. وتاريخيًا، كان من بين أشهر العملاء السابقين لمجموعة NSO: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والمكسيك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.