استمع إلى المقال

لطالما كانت النفايات القابلة لإعادة التدوير طريقة مربحة للشركات لتوفير المواد باهظة الثمن التي يصعب استيرادها أو إنتاجها، وبالنظر إلى هذه المشاريع، فإن الاستثمار والترويج لتقنيات إعادة التدوير، هو أحد أفضل الحلول والأكثر استدامةً لمعالجة مشكلة التعامل مع الكميات الكبيرة من النفايات.

ومن الأمثلة على مدى فائدة إعادة التدوير بالنسبة للدول، الدولة الإسكندنافية، السويد، فهي واحدة من الدول الأوروبية التي تتمتع بأعلى درجات الوعي بخصوص موضوع حماية البيئة، وبالتالي فهي تتمتع بإحدى أنجح معدلات إعادة التدوير في العالم.

في السويد العناصر القابلة لإعادة التدوير تتبع العملية الاعتيادية لإعادة التدوير، التي تحولها إلى مواد جديدة يمكن استخدامها مجددًا. أما بالنسبة للعناصر التي لا يمكن إعادة تدويرها فتتبع لعملية تعرف باسم “تحويل النفايات إلى طاقة”، ويتم فيها حرق هذه العناصر في محطات تحوّل احتراقها إلى طاقة؛ وبذلك توفر الكهرباء لـ 250 ألف منزل في البلاد.

إلى جانب السويد تُعد هولندا واحدة من الدول التي تأخذ عملية إعادة التدوير على محمل الجد. ومن الأمثلة الواضحة على إعادة تدوير المواد في هذا البلد، هو بنائها عام 2018 في مدينتي Zwolle وGiethoorn، مسارين خاصين بالدراجات مصنوعين بالكامل من البلاستيك المعاد تدويره.

منصة Greyparrot

تستخدم شركة Greyparrot البريطانية في منصتها، الذكاء الصنعي والتعلم الآلي لفرز النفايات بشكل فعال، وقد تم تصميم المنصة ليتم استخدامها في مرافق استعادة المواد، حيث يتم فرز مواد النفايات وشحنها إلى الشركات المصنّعة، وتقول الشركة إن تقنيتها يمكن أن تحدد أكثر من 40 فئة من منتجات النفايات، أثناء مرورها عبر الحزام الناقل للنفايات.

ووفقًا لتقارير الشركة، فقد حققت إحدى وحدات الشركة التي تعمل بمنصتها دقة تصل إلى 94.5٪ في تقييم كمية، وطبيعة المواد من خلال تقنيتها. ومن عملائها الآخرين في كوريا الجنوبية شركة ACI Chemicals الذين يستخدمون منصة Greyparrot في نظام الفرز الخاص بهم لاكتشاف الملوثات في البولي إيثيلين تيريفثاليت (نوع من البلاستيك).

شركة Recycle Track Systems

شركة أخرى تستخدم التكنولوجيا لجعل إدارة النفايات صديقة للبيئة بشكل أفضل هي شركة Recycle Track Systems ، ومقرها في الولايات المتحدة الأمريكية.

أنتجت الشركة تطبيقًا يقدم المشورة للشركات والأفراد حول أفضل طريقة للتخلص من النفايات. ويستخدم التطبيق تكنولوجيا الذكاء الصنعي لتحليل صور مادة معينة، وينصح المستخدم بما يمكنه فعله بها، سواء كان التبرع بها لإعادة استخدامها، أو إرسالها إلى مرافق إعادة تدوير معينة.

ويقول ألين شو، الرئيس والمدير الفني للتكنولوجيا في شركة Recycle Track Systems، إن هدفهم هو التأكد من أن المواد التي يمكن الاستفادة منها، ألا تشق طريقها إلى مدافن النفايات وبالتالي تقليل التأثير على المناخ، وأضاف شو، إنه من خلال إعادة تدوير المواد وإعادة استخدامها يتم تقليل توليد النفايات بشكل فعّال.
شركة AMP Robotics

أشهر أجهزة فرز إعادة التدوير التي تستخدم الذكاء الصنعي تم تصميمها بواسطة شركة AMP Robotics ومقرها ولاية كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية. وتستخدم الذكاء الصنعي الخاص بالشركة المعروف باسم AMP Neuron أجهزة الكمبيوتر لرسم خرائط لملايين صور المواد لتحديد الأنواع المختلفة من النفايات. ويتم تسخير هذا الذكاء الصنعي في AMP Cortex ، وهو نظام الروبوتات الخاص بالشركة الذي يؤدي مهمة فرز المواد المعاد تدويرها، إذ يحتوي روبوت AMP Cortex على ثلاثة أذرع تتيح نطاقًا كبيرًا من الحركة، وسرعة الالتقاط، والتنسيب.

فوائد أخرى لإعادة التدوير

يمكن لنظام اقتصاد دائري قائم على إعادة التدوير، وهو نظام اقتصادي يهدف إلى القضاء على الهدر والاستخدام المستمر للموارد، أن يعزز التنمية الاقتصادية للدول من خلال إعادة استخدام المواد الموجودة وإصلاحها، وإعادة تدويرها وتجديدها، وبذلك يتم التخلص من النفايات من خلال تسخيرها بشكل هادف، وذلك بالإضافة إلى التخلص من تأثيرها السلبي على البيئة.

ومن إحدى فوائد إعادة التدوير التي لا ينتبه إليها العامة، هي حقيقة إن إعادة التدوير تقوم بتوفير فرص العمل، حيث أصدرت وكالة حماية البيئة (EPA) نتائج مهمة حول الفوائد الاقتصادية لصناعة إعادة التدوير، وكانت هذه النتائج تحديثًا لدراسة المعلومات الاقتصادية لإعادة التدوير (REI) الوطنية في 2016.
وتحلل هذه الدراسة عدد الوظائف، والأجور وعائدات الضرائب المنسوبة إلى إعادة التدوير. ووجدت الدراسة أنه في العام الواحد توفر أنشطة إعادة التدوير في الولايات المتحدة ما يقارب 681 ألف فرصة عمل و 37.8 مليار دولار أمريكي للأجور وحوالي 5.5 مليار دولار أمريكي كعائدات ضريبية. وهذا يعادل 1.17 وظيفة لكل ألف طن من المواد المعاد تدويرها، وتقريبيًا 65.23 دولارًا في الأجور و 9.42 دولارًا من الإيرادات الضريبية لكل طن من المواد المعاد تدويرها.

مستقبل إعادة التدوير

في العديد من الصناعات، أثبتت الأتمتة أنها تزيد الإنتاجية السوقية للشركات وتقنيات إعادة التدوير التي تستخدم الذكاء الصنعي تقوم بذلك، فزيادة استخدامها يزيد فعالية، وكفاءة عمليات إعادة التدوير، كما أنها تحسّن من جودة المواد المستردة من النفايات، وهذا يزيد من ترسخها في سوق عمل إعادة التدوير، حيث إنها تشكل البنية التحتية لمستقبل قائم على نظام اقتصادي دائري متكامل، لذا يجب إعادة التفكير في أساليب إعادة التدوير المتخذة في الوقت الراهن، والاعتماد على مناهج مؤتمتة أكثر تعمل على تقنيات الذكاء الصنعي والتعلم الآلي والروبوتات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات