استمع إلى المقال

تهديدات “التزيف العميق”

في حادثة صادمة تكشف عن تقدم التهديدات السيبرانية، تعرض فرع شركة متعددة الجنسيات في هونغ كونغ لخسارة مالية كبيرة نتيجة عملية احتيال مُحكمة باستخدام تقنية “التزييف العميق”.
وقعت الحادثة خلال مكالمة فيديو حيث تم استخدام تقنية “التزييف العميق” لخداع أحد موظفي الشركة، مما أدى إلىتحويل أموال هائلة إلى حسابات بنكية غير مصرح بها.

تذكر هذه العملية بحادثة مماثلة وقعت في أغسطس/ آب 2022، حيث قامت عصابات الاحتيال بإنشاء هولوغرام ديبفيك لباتريك هيلمان،
مدير الاتصالات الرئيسي لبورصة بينانس، لخداع المستخدمين واستهداف مشاريع العملات المشفرة.
تُعيد هذه الحادثة إلى الأذهان مخاطر تقنية “التزييف العميق” المتزايدة، والتي تُستخدم لإنشاء مقاطع فيديو وصور مُزيفة يصعب تمييزها عن الواقع.
بينما تُستخدم هذه التقنية في مجالات إبداعية مثل صناعة الأفلام والموسيقى، إلا أنها تُشكل أيضًا خطرًا كبيرًا على الأفراد والشركات، خاصة في مجال الاحتيال والابتزاز.

ماذا حدث :

وفقًا للتقارير، فإن الموظف الذي تم خداعه قام بتحويل مبلغ قدره 200 مليون دولار هونغ كونغ (حوالي 25.6 مليون دولار أمريكي) بعد مشاركته في مكالمة فيديو تزييف العميق يتنكر فيها مدير المالية الرئيسي للشركة.
وعلى الرغم من شكوك الموظف في رسالة بريد إلكتروني مشبوهة،
إلا أنه تم خداعه بشكل كامل بعد مشاركته في المكالمة الفيديوية.

تم استخدام لقطات متاحة للجمهور لإنشاء نسخ مقنعة من المشاركين في المكالمة، وفقًا لإفادة بارون تشان شون تشينج، مساعد مدير شرطة هونغ كونغ.
في الفيديو المعدل رقميًا، أصدر مدير المالية تعليمات احتيالية لتحويل الأموال إلى حسابات غير مصرح بها،
وقام الموظف باتباع هذه التعليمات، مما أدى إلى الخسارة المالية الكبيرة.

مدة الحادثة

من الجدير بالذكر أن الحادثة استمرت لمدة أسبوع، وتم اكتشافها بعد مشاركة الموظف للمعلومات مع مكتب الشركة الرئيسي.
وعلى الرغم من أن الحادثة تعد الأولى من نوعها التي تتضمن فقداناً كبيراً للأموال في هونغ كونغ،
إلا أنها تعكس تطور التهديدات السيبرانية وتقدم التكنولوجيا التي يستخدمها المحتالون.

تقنية “DeepFake”“التزييف العميق”

تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد مقاطع فيديو أو صوتية مزيفة تبدو وكأنها حقيقية، تشكل تهديدًا كبيرًا للأمان السيبراني. فهي تسمح للمحتالين بخلق محتوى مزيف يمكن استخدامه لأغراض غير أخلاقية وغير قانونية،
مثل الاحتيال المالي، التلاعب السياسي، والتشويه الشخصي.

أحد أكبر المخاطر المتعلقة بتقنية “التزييف العميق” هو تأثيرها على الثقة والمصداقية.
فعندما يتم استخدام “التزييف العميق” لخلق مقاطع فيديو مزيفة لشخصيات معروفة،
يمكن أن يؤدي ذلك إلى خلق الارتباك والشك فيما يتعلق بمصداقية المعلومات التي يتم نشرها عبر الإنترنت.
وبالتالي، يمكن أن تؤدي التلاعبات والتزييف العميق إلى نشر المعلومات الزائفة وزرع الفوضى والارتباك بين الناس.

علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي تقنية “التزييف العميق” إلى انتهاك الخصوصية الشخصية والسمعة الشخصية للأفراد.
فباستخدام هذه التقنية، يمكن للأشخاص السيئة النية خلق مقاطع فيديو أو صوتية مزيفة للأشخاص العاديين ونشرها عبر الإنترنت،
مما يؤدي إلى تشويه سمعتهم أو انتهاك خصوصيتهم بطرق غير مقبولة.

Facial Recognition System concept.

ختاماً

توضح تقنية “التزييف العميق” مخاطر كبيرة تواجه الواقع الرقمي في العصر الحالي.
وإن استخدام الذكاء الاصطناعي لخلق محتوى مزيف يمكن أن يؤدي إلى نتائج مدمرة على مستوى الأمان السيبراني والثقة العامة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات